بقلم : محمد الشوابكة
مثل قديم يحمل حكمة كبيرة جديدة؛ دعونا نعود إلى استذكاره والوقوف على معانيه الكبيرة وما يحمل بطياته من معان تتكرر أحداثها في كل يوم.
اختيرت الدجاجة لتكون قاضيا عن جنس الطيور لما توسموا بها من حكمة وبعد نظر.
وفي يوم من الأيام تعرض الغربان لمظلمة كبيرة لم يجدوا حلا لها، فلجأوا إلى القاضي (الدجاجة) ليقتص لهم من (حبة القمح) متهمينها بمخالفة القواعد والقوانين المعمول بها في المزرعة، حيث استعصت عليهم وتأبت أن تنصاع إلى إرادتهم في الحصول عليها كجزء من وجبة يحبونها( لتكون حبة قمح منتجة للسنابل لتتكاثر وتملأ الحقول ويعم خيرها على الجميع.
جلس القاضي (الدجاجة) يفكر مليا والحيرة تنتابه أمام هذه القضية الغريبة والفريدة؛ وأمضى وقتا طويلا في التفكير وكيف له أن يضع حدا لتمرد حبة القمح الخارجة عن المألوف.. فكيف لحبة قمح صغيرة أن تتطاول على أسيادها (الغربان)..
حدث القاضي (الدجاجة) نفسه: «تبا للحياة في هذه الحقول البائسة، فمنذ أيام كنا نمد حقول القمح بالماء والسماد ونعتني بها وها نحن الآن نرى أحفاد السنابل يتطاولون علينا».
صراع رهيب يدور بداخل القاضي (الدجاجة)، وبدأ الطمع يدغدغ أفكاره وهو ينظر لسنبلة القمح وهي تتمايل بقوامها الممشوق الناعم وهي ترد على شكوى الغراب نائحة بعد أن أعياها التعب والغربان تصرخ مطالبة إصدار الحكم لصالحهم، ووقف التمرد الخارج عن المألوف في المزرعة.
عندها سأل القاضي (الدجاجة) نفسه: ما هذه الشعارات التافهة المطالبة بحرية العيش؟! أي هراء يتحدثون عنه.
وبدأ القاضي (الدجاجة) في هذه اللحظة يتخيل الطعم اللذيذ لحبة القمح ويحدث نفسه: كيف لي أن ألتهم حبة القمح وأن أظفر بها لوحدي؟!
جاءت لحظة الحسم وإصدار الحكم من قبل القاضي (الدجاجة) حيث قال: «إن حبة القمح أتت بالفتنة، وأحكم بقطع جذور حبة القمح»، ويقوم القاضي (الدجاجة) بأكلها لوحده.. وعندها أخذ الغربان يهتفون: تحيا العدالة.. ويحيا القاضي (الدجاجة)..
لا نزيد يا نوابنا الأكارم.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-1yL