نزل خام برنت عن 58 دولاراً للبرميل، بعد أن حذرت وكالة الطاقة الدولية من تراجع أسعار النفط مع استمرار تنامي المخزونات هذا العام. وتراجع خام برنت 44 سنتا إلى 57.90 دولارا منهيا موجة صعود دامت لثلاثة أيام. وارتفع سعر الخام القياسي أكثر من 9% الأسبوع الماضي في أكبر زيادة أسبوعية منذ فبراير 2011.
وهبطت العقود الآجلة للخام الأميركي 84 سنتا إلى 52.02 دولارا. وسجل تضخم أسعار المستهلكين في الصين أدنى مستوى في خمس سنوات في يناير، ما أثار المخاوف بشأن الطلب على النفط بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
مخزونات
وقالت وكالة الطاقة التي تقدم المشورة للغرب بشأن سياسة الطاقة، إن مخزونات النفط لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد تقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق البالغ 2.83 مليون برميل منتصف 2015. وأضافت الوكالة في تقرير شهري «رغم توقعات تقلص الفارق بين العرض والطلب بنهاية 2015 فإن الضغوط النزولية على السوق ربما لم تبلغ بعد منتهاها».
أكبر
واعتبرت الوكالة أن الولايات المتحدة ستظل أكبر مصدر لنمو المعروض النفطي العالمي حتى عام 2020 حتى بعد انهيار الأسعار في الفترة الأخيرة، وذلك رغم توقعات أخرى بتباطؤ أشد في الإنتاج الصخري.
وأضافت الوكالة في تقريرها عن سوق النفط في المدى المتوسط أن الأسعار التي تراجعت من 115 دولارا للبرميل في يونيو إلى أدنى مستوى لها في نحو ست سنوات عندما بلغت حوالي 45 دولارا في يناير من المرجح أن تستقر عند مستويات أقل بكثير من مستوياتها المرتفعة للأعوام الثلاثة الأخيرة.
عملاء جدد
غير أن ماريا فان دير هوفن المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة قالت إن أوبك قد تجتذب بعض العملاء من جديد في ظل انخفاض الأسعار، لكنها لن تستعيد حصتها السوقية التي كانت تتمتع بها قبل الأزمة المالية في 2008.
وقالت المديرة التنفيذية في بيان «هذا التعامل غير المألوف مع انخفاض الأسعار ما هو إلا مثال آخر على مدى التغيير الذي أحدثه النفط الصخري في السوق، والخطوة التي اتخذتها أوبك بالسماح للسوق باستعادة توازنها من تلقاء نفسها تعكس هذه الحقيقة».
روسيا
قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف إن على الدول المستفيدة من تراجع أسعار النفط العالمية ألا تتهاون في برامج الإصلاح الهيكلي.
وأبلغ الوزير الصحفيين «سعر النفط منخفض. الشيء المهم هو عدم التهاون في تطبيق الإجراءات الهيكلية. الأسعار زهيدة لكن ذلك قد لا يستمر إلى الأبد، ومن المهم في مثل تلك الظروف ألا ننسى الإصلاحات المؤسسية التي بدأت بالفعل».
ومن المتوقع تراجع النفط الروسي بواقع أكثر من 560 ألف برميل يوميا على مدار الأعوام الخمسة المقبلة، في حين سوف ترتفع الانتاجية العالمية بواقع 2ر5 ملايين برميل يومياً. وانتقد رئيس روسنفت أكبر شركة نفط روسية سياسة أوبك، وحذر من أن انخفاض إنتاج الخام بسبب تراجع الأسعار قد يفضي إلى عجز في المعروض ربما بحلول الربع الأخير من السنة. وقال إيجور سيتشين متحدثا عبر مترجم رسمي خلال منتدى أسبوع النفط العالمي في لندن، إن منظمة أوبك «فقدت أنيابها» وإن سياستها أدت إلى «زعزعة استقرار» سوق النفط.
وقال سيتشين «حصة أوبك شبه مستقرة عند حوالي 39% هذه المنظمة فقدت وحدة الصف بين أعضائها وهي في بعض الحالات لا تحترم بعض أعضائها».
وكان سيتشين ضمن الوفد الروسي الذي توجه إلى العاصمة النمساوية، حيث أجرى محادثات مع عدد من المسؤولين من أوبك ومن خارجها. لكن لم يتوصل إلى اتفاق لخفض المعروض في حين أبقت أوبك إنتاجها مستقرا لتتراجع الأسعار أكثر.
سيتي بنك يخفض توقعاته
خفض مصرف سيتي بنك توقعاته لأسعار النفط الخام قائلاً إن خام غرب تكساس المتوسط (الأميركي) قد يهوي حتى نطاق العشرين دولارا قبل أن يتعافى ليصل إلى مستوى تعادل جديد.
وقال البنك إنه من المتوقع أن يصل تراجع سوق النفط إلى القاع بنهاية الربع الأول للعام وبداية الربع الثاني. وخفض البنك الاستثماري تنبؤاته لسعر نفط برنت في المتوسط في عام 2015 إلى 54 دولارا للبرميل من 63 دولارا وخفض توقعه للسعر في 2016 بمقدار دولار إلى 69 دولارا للبرميل. وخفض البنك توقعاته لسعر خام غرب تكساس الأميركي في عام 2015 الى 46 دولارا للبرميل من 55 دولارا في تقدير سابق، بينما خفض تنبؤاته لعام 2016 إلى 61 دولارا للبرميل من 62 دولارا.
حاجز 65 دولاراً
من جهة أخرى توقع العضو المنتدب للتسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية ناصر المضف، أن تتخطى أسعار النفط حاجز 65 دولارا للبرميل في الربع الثالث من 2016.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن المضف قوله في لقاء بمؤتمر الطاقة السنوي في لندن، إن أسعار النفط شهدت تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة، حيث كان سعر النفط الكويتي قد وصل خلال الفترة الماضية إلى 38 دولارا، في حين ارتفع حاليا ليصل إلى 53 دولارا، معربا عن ثقته بأن الأسعار لن تبقى منخفضة، وأنها ستعاود الارتفاع مجدداً.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-5Lw