تراجعت أسعار النفط أمس في تعاملات آسيوية هزيلة قبل عطلة نهاية السنة الجديدة، لتبدد بعض المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، مع إقبال التجار على جني الأرباح.
وبحسب “رويترز”، فقد نزل خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم شباط (فبراير) 20 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 54.85 دولار للبرميل، بعدما أنهى الجلسة السابقة مرتفعا 1.1 في المائة.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 26 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 52.69 دولار للبرميل بعدما زاد 0.9 في المائة عند التسوية أمس الأول.
وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية تراجعا طفيفا لكنه يظل قريبا من أعلى مستوياته في 14 عاما البالغ 103.65 الذي سجله في وقت سابق هذا الأسبوع.
ويؤدي ارتفاع الدولار إلى أرتفاع تكلفة السلع الأولية المقومة بالدولار مثل النفط على حائزي العملات الأخرى.
وتحوم أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها منذ منتصف 2015 بدعم من اتفاق المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وخارجها على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل.
ودعم الاتفاقان اللذان تم التوصل إليهما خلال الأسبوعين الأخيرين التوقعات في السوق بأن تخمة المعروض التي امتدت لعامين ستنتهي قريبا، وأن الأسعار ستظل قرب المستويات المرتفعة المسجلة من قبل في تموز (يوليو) 2015.
وقالت موسكو “إن جميع شركات إنتاج النفط في البلاد بما في ذلك أكبرها “روسنفت” وافقت على خفض الإنتاج”.
وأخطر منتجون آخرون من بينهم الكويت والسعودية عملاءهم بأنهم سيخفضون الإنتاج اعتبارا من كانون الثاني (يناير).
وقاد احتمال خفض الإنتاج بنك جولدمان ساكس الأمريكي إلى رفع توقعاته لسعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 57.5 دولار للبرميل من 55 دولارا في توقعاته السابقة وذلك للربع الثاني من 2017.
وكان طلال الناصر العذبي رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” قد صرح “إن أسواق النفط العالمية ستستعيد التوازن بين العرض والطلب خلال الربع الأول أو الثاني من العام المقبل”.
من جهته، ألمح عصام المرزوق وزير النفط الكويتي إلى أنه تم الاتفاق مع المنتجين المستقلين على تخفيض سقف الإنتاج من النفط بنحو 500 ألف برميل يوميا، بهدف تحريك أسعار الخام عالميا نتيجة الركود الذي أصابه خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة قد ارتفعت الأسبوع الماضي مع أرتفاع مصافي التكرير إنتاجها، بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وزادت مخزونات النفط الخام 2.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 كانون الأول (ديسمبر) لتصل إلى 485.45 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.5 مليون برميل.
وهبطت مخزونات النفط في مركز تسليم العقود الآجلة الأمريكية في كاشينج في ولاية أوكلاهوما بمقدار 245 ألف برميل إلى 66.26 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن استهلاك مصافي التكرير من الخام قد زاد بمقدار 184 ألف برميل يوميا، وارتفعت معدلات تشغيل المصافي بواقع نقطة مئوية واحدة.
وهبطت مخزونات البنزين 1.3 مليون برميل إلى 228.74 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل. وأظهرت البيانات انخفاض مخزونات نواتج التقطير – التي تشمل الديزل وزيت التدفئة – بمقدار 2.4 مليون برميل مقارنة بتوقعات لتراجع قدره 1.2 مليون برميل.
وارتفعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.04 مليون برميل إلى 7.91 مليون برميل يوميا، وهذه هي أول أرتفاع أسبوعية في مخزونات الخام الأمريكية في خمسة أسابيع، وكان محللون قد استُطلعت آراؤهم قد توقعوا أن تهبط المخزونات 2.5 مليون برميل