ارتفعت أسعار خام «برنت» بفضل هبوط في سعر الدولار قد يؤدي إلى تعزيز الطلب، في وقت أدى استمرار الهجمات على البنــية الأساس للنفط في نيجيريا إلى تراجع المعروض ولكن دلائل على تعافي الانتاج في الولايات المتحدة حدت من المكاسب.
وبلغ سعر «برنت» في العقود الآجلة 50.27 دولار للبرميل بارتفاع 63 سنتاً. وزاد سعر خام «غرب تكساس الوسيط» 60 سنتاً إلى 49.22 دولار للبرميل.
وقــــال تجار إن ارتفاع أسعار النفط جاء نتيـــجة هبوط حاد في الدولار الجمعة بعد بيانـــات ضعيفة للوظائف الأميركية أدت إلى إثارة مخاوف في شأن وضع أكبر اقتصــاد في العالم. وأشاروا إلى أن الهجمات المتكررة على البنية التحتية لقطاع النفط في نيجيريا تدعم أيضاً أسعار الخام. وأدت هذه الهجمات فعلاً إلى تراجع إنتاج البلد إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من 20 سنة.
إلى ذلك، أفادت مصادر نفطية بأن السعودية رفعت أسعار معظم أنواع الخام التي تصدرها إلى آسيا ولكنها أبقتها عند الحد الأدنى للتوقعات للحفاظ على تنافسيتها في معركة الحصص السوقية. وجاءت هذه الزيادة بعدما عرضت شركة «أرامكو» الشهر الماضي بيع مزيدٍ من النفط الخام للزبائن في آسيا.
وقال متعامل مع شركة تكرير في شمال آسيا: «السعودية رفعت أسعار البيع الرسمية أقل مما كان متوقعاً». ورفعت الشركة سعر البيع في تموز (يوليو) لشحنات «الخام العربي الخفيف» المتجهة إلى المشترين الآسيويين بمقدار 0.35 دولار للبرميل ليتحدد بعلاوة سعرية تبلغ 0.60 دولار فوق متوسط خامي «عمان» و «دبي»، في حين خفضت سعر البيع الرسمي لشحنات الخام ذاته المتجهة إلى شمال غربي أوروبا 0.35 دولار للبرميل بخصم قدره 4.80 دولار للبرميل عن متوسط «برنت».
وأظهرت بيانات أن أكثر من 25 ناقلة نفط عملاقة مملوكة لشركات أوروبية وآسيوية تنقل النفط الإيراني، ما يتيح لطهران زيادة صادراتها بأسرع من التوقعات. وحتى نيسان (أبريل) كانت إيران تجد صعوبات في العثور على شركاء لشحن نفطها. لكن بعد الاتفاق على حل موقت لمشكلة التأمينات، تتولى ناقلات أجنبية حالياً نقل أكثر من ثلث شحنات الخام الإيرانية. وقال مدير التأجير في «ديناكوم تانكرز مانجمنت»، أوديسيوس فالاتساس: «تشتري شركات تأجير الناقلات الحمولات من إيران، والعالم يقبل بذلك» (…) وخصصت الشركة المملوكة ليونانيين ثلاثاً من ناقلاتها العملاقة لنقل الخام الإيراني.
وتُظهر بيانات الشحن البحري تحميل 21 ناقلة أجنبية على الأقل بطاقة تبلغ نحو 25 مليون برميل، بشحنات خام أو زيت الوقود في الأسبوعين الماضيين أو على وشك التحميل في ميناءي جزيرة «خرج» و «بندر ماهشهر».
وقال لويجي بروتسوني من شركة «بانشيرو كوستا» للوساطة البحرية: «في الأيام الأولى بعد رفع العقوبات كانت السفن الإيرانية فقط هي التي تحمّل النفط في البلاد بسبب مشاكل في العثور على شركات التأمين وإعادة التأمين في المقام الأول». وأضاف: «الاهتمام القوي بالسوق دفع كل أصحاب المصلحة إلى حل المشاكل كافة (…) وقدمت مجموعة بي آند آي كلوبز التأمين لهم».
إلى ذلك، أعلنت شركة «لوك أويل» الروسية للنفط إن صافي أرباحها في الربع الأول انخفض 59 في المئة إلى 42.8 بليون روبل (651.3 مليون دولار) بسبب هبوط أسعار النفط، وهي نتائج دون توقعات المحللين.
وأصدرت الشركة بياناً جاء فيه: «نتائجنا للربع الأول من 2016 تأثرت بانخفاض متوسط أسعار النفط والتقلبات في سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو». وأضاف البيان: «في المقابل، عوّض انخفاض الضرائب على استخراج المعادن ورسوم التصدير، جانباً من تلك الآثار».
وهبطت مبيعات الشركة إلى 1.2 تريليون روبل من 1.4 تريليون في الربع الأول من العام الماضي، ما يتماشى مع التوقعات بينما انخفضت الإيرادات قبل احتساب الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدَيْن 32 في المئة إلى 145.5 بليون روبل مقارنة بمبلغ متوقع بلغ 170.4 بليون.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-d9L