استقرت أسعار خام «برنت» قرب أعلى مستوياتها في خمسة أشهر أمس، متجهة صوب تحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أواخر تموز (يوليو)، بفعل توقعات بزيادة الطلب واستئناف تدريجي لتشغيل مصافي نفط أميركية.
وتوقعت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) هذا الأسبوع طلباً أعلى على نفطها في 2018، ولمحت إلى بوادر على تحسن السوق العالمية، مشيرة إلى أن اتفاق خفض الإنتاج الذي أبرمته مع منتجين خارجها يساهم في تقليص تخمة المعروض.
وأعقب ذلك تقرير أصدرته «وكالة الطاقة الدولية» أكد أن التخمة في الإمدادات تتقلص بفضل قوة الطلب الأوروبي والأميركي، وانخفاض الإمدادات من دول «أوبك» والمنتجين المستقلين.
وازداد خام القياس العالمي مزيج «برنت» 24 سنتاً إلى 55.49 دولار للبرميل في جلسة اتسمت بالتقلب وشهدت ارتداد الخام عن أدنى مستوياته في الجلسة عند 54.86 دولار إلى أعلاها عند 55.75 دولار. ويتجه الخام العالمي صوب تحقيق ثالث مكسب أسبوعي على التوالي وأعلى زيادة أسبوعية منذ نهاية تموز.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ثلاثة سنتات إلى 49.92 دولار للبرميل. ويبدو أن الخام بصدد تحقيق مكسب أسبوعي بواقع خمسة في المئة، وهو أيضاً أكبر ارتفاع له في نحو شهرين.
ويركز المستثمرون في النفط أيضاً أنظارهم على آثار أخرى لزيادة الطلب على الخام بفعل استئناف عمل مصافي النفط الأميركية بعد تعطل نتج عن الإعصار «هارفي».
إلى ذلك، أكد بنك «اتش اس بي سي» أنه خفض توقعاته لمتوسط سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» هذه السنة إلى 54.4 دولار للبرميل من 55 دولاراً، كما خفض تقديراته لسعر الخام في الربع الثالث من العام الحالي إلى 52 دولاراً للبرميل من 54 دولاراً.
غير أن البنك أبقى توقعاته لمتوسط أسعار «برنت» في عامي 2018 و2019 عند 65 دولاراً و70 دولاراً للبرميل على الترتيب.
في سياق منفصل، أكدت وزارة البترول المصرية في بيان أمس، أن مصر تخطط لإقامة مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية لمحور تنمية قناة السويس باستثمارات تتجاوز ثلاثة بلايين دولار، بالتعاون مع شركة «تويوتا تسوشو» اليابانية.
وأضافت الوزارة في البيان الذي تلقى «رويترز» نسخة منه أن «من المخطط الانتهاء من دراسة الجدوى التفصيلية للمجمع بنهاية الربع الأول من 2018 ووضعه على خريطة الإنتاج عام 2021».
ولفت البيان إلى أن المجمع، الذي يجري تطويره بالتعاون بين «الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات» و«الهيئة المصرية العامة للبترول» والشركة اليابانية، سينتج نحو 3.5 مليون طن سنوياً من المنتجات البترولية، ونحو مليون طن من المنتجات البتروكيماوية مثل «البوليبروبيلين» ومشتقات «الايثيلين».
وقال مسؤول في «المصرية القابضة للبتروكيماويات» في تصريح إلى وكالة «رويترز»، إن الشركة اليابانية تتولى دراسة الجدوى للمشروع. وأشار بيان الوزارة إلى أن جزءاً من إنتاج المجمع يخصص لتغطية حاجات السوق المحلية، في حين سيتم تصدير الكميات المتبقية إلى الأسواق العالمية. وتشكل زيادة الصادرات وتقليص الواردات أحد الأهداف الرئيسة لمصر من أجل خفض العجز التجاري.
وتؤكد الحكومة أن المنطقة الاقتصادية التي تبلغ مساحتها 460 كيلومتراً مربعاً حول قناة السويس ستستخدم في تطوير مركز دولي للصناعات والخدمات اللوجستية لجذب استثمارات أجنبية.
في سياق منفصل، قال مسؤول كبير في الوحدة البرازيلية لشركة «رويال داتش شل»، إن الشركة ستستثمر بليوني دولار سنوياً في البرازيل حتى 2020.