ارتفعت أسعار النفط أمس بعد نزولها على مدى يومين مع إبقاء وزراء نفط أوبك على المستوى المستهدف لإنتاج النفط لمدة ستة أشهر أخرى دون تغيير عند مستوى أقل من الإنتاج الفعلي الحالي.
وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي لدى خروجه من الاجتماع الوزاري لأوبك في فيينا، إن المنظمة التي تضم 12 عضواً اتفقت على الإبقاء على المستوى المستهدف لإنتاجها عند 30 مليون برميل يومياً، فيما قال معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، إن إعادة التوازن لسوق النفط ستستغرق بعض الوقت.
كما نقلت صحيفة عن وزير البترول السعودي قوله أنه مرتاح «مئة في المئة» لوضع سوق النفط.
وكان مسح لرويترز أظهر أن أوبك أنتجت أكثر من 31.2 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأخيرة مع اقتراب الإنتاج السعودي من مستويات قياسية مرتفعة.
وزاد سعر برنت في العقود تسليم يوليو 80 سنتاً إلى 62.83 دولاراً للبرميل قبل أن يتراجع إلى نحو 62.40 دولاراً خلال التعاملات. وارتفع سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 30 سنتاً إلى 58.30 دولاراً للبرميل.
وقال وزير الطاقة الإماراتي معالي سهيل بن محمد المزروعي، إن إعادة التوازن لسوق النفط ستستغرق بعض الوقت وإن القرار الذي اتخذته أوبك في نوفمبر بالإبقاء على مستوى الإنتاج دون تغيير كان القرار الصائب.
ونقلت صحيفة الحياة أمس عن وزير البترول السعودي علي النعيمي قوله إنه «مرتاح مئة في المئة» للوضع في سوق النفط فيما يتعلق بالعرض والطلب.
وأبلغ النعيمي الصحيفة أن السوق تشهد زيادة في الطلب على النفط وتحسناً طفيفاً في النمو العالمي وأن المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك قد تراجع.
وقال «أنا مرتاح مئة في المئة لوضع السوق لكن الأسعار أمر آخر».
العودة لـ 100 دولار
وقال للصحيفة رداً على سؤال إن كانت العودة إلى مستوى 100 دولار للبرميل ممكنة «أقول للعالم لا تنشغلوا بالأسعار لأنها تحدد في السوق وهناك الكثير من المضاربين وفي السوق عناصر عدة والأسعار تتغير يومياً ارتفاعاً وانخفاضاً».
وعما إن كانت السوق ستشهد عودة الأسعار إلى 100 دولار للبرميل من جديد قال وزير البترول السعودي «لا أحد يمكنه التنبؤ».
وأوضح النعيمي سبب عدم قلقه من عودة النفط الإيراني والليبي إلى السوق والزيادة المحتملة في مستوى إمدادات العراق للسوق.
وقال «أعرف قطاع تجارة النفط جيداً.. اليوم العالم يستهلك 93 مليون برميل يومياً وإذا أخذنا منها السوائل وغيرها يصل الاستهلاك العالمي إلى 75 مليون برميل يومياً ومعدل الانخفاض الطبيعي السنوي هو 10 في المئة ما يعني أن العالم يفقد كل سنة 7.5 ملايين برميل يومياً فيكون تعويض هذه الكميات عبر حفر آبار جديدة».
ودافع النعيمي عن قرار عدم خفض الإنتاج رغم تراجع الأسعار الذي أخذته أوبك خلال اجتماعها السابق في نوفمبر قائلاً إنه كان مبنياً على أساس توقعات ثبتت صحتها.
وفي ذلك الوقت قالت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم إنها لن تخفض الإنتاج للإبقاء على الأسعار مرتفعة.
وأضاف النعيمي أن الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى السعودية ما زالت عند مستوى 1.5 مليون برميل يومياً.
وقال «النظام الأساس لقدرتنا الإنتاجية هو أننا نحتاج – إذا أردنا الصعود إلى 12 أو 12.5 مليون برميل يومياً وهي طاقتنا الإنتاجية – إلى 90 يوماً كي نحرك آلات الحفر من اكتشاف وصيانة إلى حفر آبار جديدة لرفع الإنتاج وهو تقدير أجريناه في الماضي ولكن الكثير من الناس لا يريدون فهم ذلك ويدعون أن ليس لدينا طاقة إنتاجية عند هذا المستوى وهذا غير صحيح».
وتيرة الحفر
وقال النعيمي عندما سئل ما إذا كانت المملكة قد زادت وتيرة الحفر «ما يقال ليس صحيحاً.. في الواقع مستوى الانخفاض الطبيعي في الآبار السعودية هو الأقل في العالم ويراوح بين أربعة وستة في المئة».
عودة إيران
وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك إن من السابق لأوانه الحديث عن عودة إيران إلى سوق النفط.
وأدلى البدري بتصريحاته تلك خلال مؤتمر صحافي بعد أن اتفقت أوبك على عدم تغيير سياسة إنتاج النفط بلا قيود لستة أشهر أخرى.
وكان وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قد تعهد بالضغط على المنظمة لتقديم تطمينات بأن الأعضاء الآخرين سيفسحون المجال لطهران كي تضخ ما يصل إلى مليون برميل يومياً إضافية فور تخفيف العقوبات الغربية.
وقال البدري خلال مؤتمر صحافي أمس هناك التزام من كل الوزراء بالامتثال لسقف الثلاثين مليون برميل يومياً، «لم يعد من الممكن أن نعود إلى سعر 100 دولار».
العراق 75 دولاراً للبرميل بنهاية العام
قال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إنه يتوقع أن ترتفع الأسعار والطلب، مضيفاً أن جميع الخيارات ستجري مناقشتها خلال اجتماع وزراء نفط دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم في فيينا لبحث سياسة الإنتاج. وقال للصحافيين في فيينا «الطلب أعلى من المتوقع وهذا يوضح سبب ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية»..
مشيراً إلى أنه يتوقع أن تتجه أسعار الخام صوب 75 دولاراً للبرميل بنهاية العام الجاري. غير أن عبد المهدي قال إن جميع الخيارات ستطرح للنقاش. وأضاف «كانت هناك أفكار وطرح البعض سؤالاً عما إن كنا مضطرين لرفعه أم لخفضه أم للإبقاء عليه.. لذا ستجري مناقشة ذلك كله».