انخفضت أسعار النفط وسط تعاملات هزيلة في الوقت الذي قال فيه محللون إن اجتماع كبار مصدري النفط المزمع عقده مطلع الأسبوع المقبل لن يساهم كثيراً في التخلص من تخمة المعروض العالمي سريعاً حتى وإن كان ذلك قد يضع حداً لهبوط السوق.
ويعتزم منتجو النفط بقيادة السعودية وروسيا أكبر بلدين مصدرين للخام في العالم الاجتماع في العاصمة القطرية الدوحة غداً لبحث تجميد الإنتاج قرب المستويات الحالية في مسعى للحد من تخمة المعروض العالمي. ويبلغ فائض الإنتاج العالمي من الخام نحو 1.5 برميل يومياً فوق حجم الطلب.
وخلال التعاملات انخفض سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 2% إلى 42.93 دولاراً للبرميل.
ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 32 % أيضاً إلى 40.63 دولاراً.
انخفاض
وعلى صعيد الطلب انخفض استهلاك الصين من النفط 2.4% في مارس مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي ليصل إلى 10.28 ملايين برميل يومياً بسبب هبوط مفاجئ لاستهلاك المصافي وارتفاع صادرات الوقود المكرر، وفقاً لما أظهرته حسابات «رويترز» أمس استناداً إلى بيانات حكومية أولية.
واتجه النفط إلى الارتفاع في آسيا أمس، مدعوماً بتقرير للوكالة الدولية للطاقة، لكن المستثمرين ما زالوا يلتزمون بالحذر قبل اجتماع الدول المنتجة غداً.
وكانت وكالة الطاقة الدولية ذكرت في تقريرها الشهري أن الفائض في عرض الذهب الأسود حالياً سيبدأ بالتراجع قبل نهاية العام، خصوصاً بفضل انخفاض الإنتاج الأميركي من النفط الصخري، لكن الوكالة شككت في النتائج الفعلية لاتفاق محتمل حول تجميد العرض بين الدول المنتجة خلال اجتماع حاسم يعقد غداً في الدوحة بحضور 15 بلداً.
المبادلات الإلكترونية
وخلال التعاملات ارتفع سعر برميل النفط الخام (لايت سويت كرود) تسليم مايو 4 سنتات إلى 41,54 دولاراً في المبادلات الإلكترونية في آسيا.
أما سعر برميل البرنت النفط المرجعي الأوروبي لبحر الشمال، تسليم يونيو فقد ارتفع 4 سنتات أيضاً إلى 43,88 دولاراً.
وقالت مارغريت يانغ المحللة في مجموعة «سي ام سي ماركيتس» إن «ارتفاع الاحتياطي الأميركي ما زال يؤثر على الأجواء والمستثمرين يبدون أكثر حذراً قبل الاجتماع».
من جانبه صرح وزير المالية الروسي «أنطون سيلوانوف» قائلاً: «أريد أن أقول إننا لا نتوقع أي تغيير على الأسعار، على الرغم من المفاوضات التي تجرى حالياً مع الدول المنتجة للنفط».
وقال «سيلوانوف» : إن روسيا تحاول إيجاد سبل للعمل مع أسعار النفط الحالية أو عند 40 دولاراً للبرميل، وقد وضعت توقعاتها الاقتصادية بناء على هذا السعر.
سلة «أوبك»
أعلنت منظمة «أوبك» أن سعر سلة خاماتها الـ 13 وصل أول من أمس إلى 38.58 دولاراً للبرميل.وتضم سلة خامات «أوبك» 13 نوعاً هي خام مربان الإماراتي وخام مزيج صحارى الجزائري والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي والخام الفنزويلي ميراي وجيراسول الأنغولي وأورينت الإكوادوري وميناس الإندونيسي.
الغابون تسعى للانضمام مجدداً إلى «أوبك»
قال مصدران في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن الغابون تريد الانضمام للمنظمة من جديد بعد أكثر من 20 عاماً لتصبح ثاني عضو سابق في عام يسعى للعودة إلى أوبك في الوقت الذي تتخذ فيه المنظمة أولى خطواتها منذ سنوات لتعزيز الأسعار.
وإذا عادت الغابون إلى “أوبك” فستصبح أصغر المنتجين في المنظمة وسترفع عدد أعضائها إلى 14 دولة عقب عودة اندونيسيا العام الماضي بعد مغادرتها في 2008.
وقال أحد المصدرين وهو مندوب لدى المنظمة لقد أرسلوا الطلب إلى “أوبك” رسمياً.
وانضمت الغابون إلى أوبك عام 1975 ثم تركتها في 1995 بسبب رفض المنظمة قبول طلبها بتقليص مساهماتها السنوية لتتماشى مع صغر حجم إنتاجها وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية آنذاك.
وتأتي مساعي الغابون للعودة إلى أوبك في الوقت الذي يحاول فيه أعضاء المنظمة ومنتجون خارجها مثل روسيا تعزيز الأسعار من خلال اتفاق على تثبيت الإنتاج ستتم مناقشته مطلع الأسبوع المقبل في الدوحة. وساهمت هذه المبادرة في بدء تعافي أسعار النفط من أدنى مستوياتها في 12 عاماً الذي بلغته في يناير.
وفي عام 2014 تخلت أوبك عن دورها التقليدي في خفض الإمدادات لدعم السوق وهو ما أدى إلى تسارع هبوط الأسعار بسبب تخمة المعروض.
وتنتج الغابون 200 ألف برميل يومياً من النفط وفقا لوكالة الطاقة الدولية في حين يتراجع الإنتاج.
تراخيص الامتيازات
وفي العام الماضي أطلقت الحكومة جولة تراخيص لامتيازات بحرية في مسعى لتعزيز أنشطة التنقيب.
والإكوادور هي أصغر منتج في أوبك حاليا إذ تضخ 530 ألف برميل يوميا.
وقال المصدران إن الخطوة التالية ستتمثل في مناقشة وزراء نفط دول “أوبك” لطلب الغابون. ومن المقرر أن يعقد الوزراء اجتماعهم المقبل في يونيو.
وتنص قواعد “أوبك” على أن الدولة يجب أن تكون مصدراً صافياً كبيراً للخام كي تنال العضوية الكاملة بالمنظمة. غير أن الوزراء تغاضوا عن هذا الشرط في قرارهم بالموافقة على عودة اندونيسيا وهي مستورد صاف للنفط حالياً.