تراجع النفط للمرة الأولى في أسبوع أمس لكنه ظل قرب أعلى مستوى في ستة أسابيع مع تقويم المستثمرين لفرص نجاح محادثات محتملة بين المنتجين لكبح تخمة المعروض المتفاقمة. وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 55 سنتاً إلى 48.68 دولار للبرميل في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 46.13 دولار بانخفاض 45 سنتاً. وكانت الأسعار ارتفعت نحو 20 في المئة في أسبوعين فقط لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل تموز (يوليو) بعد تجدد التكهنات بأن كبار المنتجين من «أوبك» وخارجها قد يتوصلون أخيراً إلى اتفاق لتثبيت مستويات الإنتاج.
وجعل الصراع على الحصة السوقية بين بعض منتجي «أوبك» مراقبي السوق متشككين في نجاح أي محادثات لكبح تخمة المعروض عن طريق تثبيت الإنتاج. وأفاد «بنك بي ان بي باريبا» الفرنسي في مذكرة «في ضوء السجل غير المشجع لتعاون المنتجين في الفترة الأخيرة، فإننا لا نعول كثيراً على تجميد الإنتاج في نهاية المطاف ناهيك عن خفض الإنتاج الذي تشتد الحاجة إليه للمساعدة في إعادة التوازن إلى سوق النفط». وقالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لـ «رويترز» إن المنظمة ستستأنف على الأرجح محادثات في شأن تجميد مستويات الإنتاج عندما تجتمع مع منتجين من خارج «أوبك» الشهر المقبل مشيرة إلى رغبة السعودية في أسعار أعلى.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي تراجع مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي على خلاف التوقعات في حين زادت مخزونات البنزين والمشتقات. وانخفضت مخزونات الخام بواقع مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 آب (أغسطس) إلى 519.8 مليون برميل بينما توقع المحللون ارتفاعها 522 ألف برميل.
ولفت معهد البترول إلى أن مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما تراجعت 680 ألف برميل. وزادت مخزونات البنزين 2.2 مليون برميل في حين توقع المحللون في استطلاع أجرته «رويترز» انخفاضها 1.6 مليون برميل. وأظهرت أرقام معهد البترول ارتفاع مخزونات المشتقات التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 2.4 مليون برميل مقارنة مع توقعات بأن تنخفض 742 ألف برميل.
وأعلنت جامعة كولومبيا في تقرير بأن فنزويلا، المصدر الكبير تقليدياً ستساهم، مساهمة أقل بكثير في سوق النفط العالمية عام 2017 مع تأثر إنتاجها من الخام بأزمة سياسية واقتصادية حادة. وتدهور اقتصاد فنزويلا في ظل ضغوط المعارضة السياسية لإجراء انتخابات لتغيير الرئيس نيكولاس مادورو ما يلقي بظلال من الشك على قدرة البلد العضو في «أوبك» على تسديد ديونه الخارجية. ويتباطأ قطاع النفط أكبر صناعات البلاد وتظهر عليه علامات سوء الإدارة.
وقال لويزا بالاسيوس العضو المنتدب في «ميدلي غلوبل» الاستشارية وزميل مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا: «اتجاه إنتاج الخام الفنزويلي هو أكبر خطر قد تواجهه أسواق النفط في المستقبل». وأدت تخمة في المعروض العالمي حجمها بين مليون ومليوني برميل يومياً منذ 2014 إلى أسوأ انهيار لسعر النفط في عقود. وتحوم الأسعار حول 45 دولاراً للبرميل وإن كانت السوق قد بدأت تستعيد توازنها مع قيام بعض المصدرين بتقليص الشحنات.
وتراجع إنتاج فنزويلا من الخام في حزيران (يونيو) إلى 2.36 مليون برميل يومياً مسجلاً أدنى مستوى شهري له منذ إضراب 2002 و2003 وفقا للأرقام الرسمية المقدمة إلى «أوبك». وفي 2008 كان الإنتاج أكثر من 3.2 مليون برميل يومياً. والأسبوع الماضي أعلنت وزارة النفط أن الإنتاج انتعش في حزيران. لكن بيانات صادرات الخام لشركة النفط الوطنية الفنزويلية وعدد الحفارات أظهرت استمرار التراجع في الشهر الماضي ويقول الخبراء إن البلد يتجه هذا العام صوب تسجيل أشد انخفاض في إنتاجه النفطي في 14 سنة.
ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت عن مسؤول إيراني بارز في القطاع قوله إن صادرات البلاد من الخام في تموز تجاوزت 2.1 مليون برميل يومياً. وقال مدير قسم العلاقات الدولية في «شركة النفط الوطنية الإيرانية» محسن قمصري ان إجمالي صادرات البلاد من الخام ومكثفات الغاز بلغ 2.740 مليون برميل يوميا في تموز. وأضاف أن صادرات المكثفات تشكل 600 ألف برميل يومياً من ذلك الرقم.
وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن عقود النفط والغاز الجديدة ستحتاج إلى تعديلات مضيفاً أنها لن تحال إلى البرلمان لنيل الموافقة النهائية. وتأجل إطلاق عقد البترول الإيراني مرات بسبب رفض الخصوم المتشددين للرئيس حسن روحاني أي اتفاق قد ينهي ما يسمى بنظام إعادة الشراء الذي كان يحظر على الشركات الأجنبية تملك حصص في الشركات الإيرانية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-eMM