مجلة مال واعمال

«النظام المفتوح» توجه جديد للبنوك

-

قال أدريان بايكرينج المدير العام للشرق الأوسط في شركة «ريد هات» المتخصصة في برمجيات مفتوحة المصدر، إن غالبية المصارف في الإمارات والمنطقة لا تزال تواجه تحديات في التأقلم مع التقنيات الحديثة مثل «بلوك تشين» التي غيرت بالفعل خارطة السوق المالية وتشق في هذه الآونة طريقها بقوة إلى العديد من الأنشطة الأساسية في بنوك عالمية بمزيد من الأدوات التي تواكب مواجهة هذه التحديات، لافتاً إلى أن المصارف في العديد من دول العالم وجدت نفسها أمام واقع يفرض عليها «إعادة ابتكار» أنظمتها لمواجهة تلك التحديات والتوجه نحو ما بات يسمى بـ«النظام المصرفي المفتوح» الذي يفتح المجال أمام أطراف ثالثة لتطوير تطبيقات وخدمات خاصة بالمصارف بهدف خدمة عملائهم بشكل أفضل وأسرع مع المحافظة على دورهم كمستشار موثوق كما يفترض بهم.

ولفت بايكرينج في تصريحات خاصة لـ«لبيان الاقتصادي» إلى أن «النظام المصرفي المفتوح» يوفر كذلك عملاء البنوك بخيارات مالية أكثر شفافية لإدارة حساباتهم، لافتاً إلى أن «ريد هات» من قبل مع أكبر المصارف العالمية لمواجهة مثل تلك التحديات.

وأضاف: لا تملك جميع المصارف الدراية الكافية بما يجري في كواليس التقنيات المالية هذه الأيام، وهنا تبدأ المصاعب في الظهور. فعلى سبيل المثال إن أفكارًا مثل «الانفتاح» و«التشغيلي البيني» هي ليست بالضرورة من تلك الأمور التي تشغل اهتمامك كثيرًا كمصرف عندما يتعلق الأمر بأنظمة تقنية المعلومات لديك. لكن «النظام المصرفي المفتوح» أصبح السمة السائدة في الكثير من المؤتمرات والحوارات التي جرت في الأشهر الماضية.

وتتبوأ شركة «ريد هات» موقعًا ممتازًا لأجل مساعدة المؤسسات الإقليمية في التحول بأنظمتهم، فـ«النظام المصرفي المفتوح» يفتح باب لابتكارات من شأنها تحسين التجربة المصرفية بشكل كبير وإطلاق خدمات مالية جديدة، على سبيل المثال، يمكن أن تقدم شركات «فين تيك» خارجية تطبيقات تمكن المستهلكين من الحصول على استشارات من حسابات مصرفية مختلفة من خلال تطبيق واحد فقط، أو تطبيقات تسهل مشاركة البيانات مع المحاسبين.

ونعتقد أن البرمجيات مفتوحة المصدر تمثّل التقنية الأمثل لمساعدة الشركات على تحديث كامل بناها التحتية لتقنية المعلومات بسرعة وبتكلفة مجدية مع المحافظة على التشغيل البيني والاستقرار وأمن البيانات.

التحول الرقمي

وحول دور برمجيات مفتوحة المصدر في دفع عجلة التحول الرقمي في الإمارات، أفاد بايكرينج: تعمل حلول المصادر المفتوحة على تسريع الابتكار واعتماد السحابة، وتعزيز الاستفادة من البيانات الضخمة والتحليلات، وإنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI) و«بلوك تشين»، وهي تعتبر بديلا مرنا وفعالا لناحية التكلفة ومرونة البرمجيات ذات الملكية المسجلة، والطريقة الأفضل لتحقيق الاتصال على نطاق واسع دون الاعتماد على أطر ومنصات مفتوحة المصدر ضمن البنى التحتية الرقمية.

وبما أن الإمارات ومعظم دول الشرق الأوسط تعمل على تفعيل مبادرات التحول الرقمي الوطنية لدفع التنوع الاقتصادي، فإن حلول المصادر المفتوحة ستستمر في اكتساب المزيد من الزخم في المنطقة.

وفي الإمارات، تعمل الحكومة بنشاط على تشجيع الابتكار. في الواقع، نشهد زيادة ملاحظة في عدد الحاضنات، والشركات الناشئة، والتكنولوجيا المالية التي يجري إنشاؤها في الدولة، ما يؤدي بالتالي إلى الاستفادة من الحلول مفتوحة المصدر لإنشاء خدمات رقمية جديدة.

فوائد أمنية

وحول الفوائد الأمنية للتعامل مع حلول المصادر المفتوحة، أفاد بايكرينج: تكمن الفائدة من تبني أسلوب تطوير المصادر المفتوحة في الاستفادة من مجتمع عالمي يتكون من مطورين ومستخدمين يتمتعون بمصادر جماعية ومعرفة ترفد المطورين الذين توظفهم شركات تقنيات المصادر المفتوحة. معوقات

وحول معوقات استخدام المصادر المفتوحة، أفاد بايكرينج أن ندرة توافر المهارات في هذا السوق هو التحدي الأول في تبني المصادر المفتوحة بشكل أسرع، مضيفاً: لمجابهة هذا التحدي وللمساعدة على تطوير المهارات والمواهب في أنحاء المنطقة، قدمت «ريد هات» استثمارات كبيرة في المنطقة بالعمل مع الجامعات المحلية لتأسيس برنامج «أكاديمية ريد هات»، حيث سبق أن تعاقدنا مع أكثر من 20 جامعة في الشرق الأوسط لتمكين الطلاب من الاستحواذ على المهارات المتعلقة بالمصادر المفتوحة.

جاهزية شبكية

يشير تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أن الإمارات تقود العالم العربي في «الجاهزية الشبكية»، ما يعني أنها تتبوأ موقعاً رئيساً للاستفادة من الفرص التي يقدمها التحول الرقمي، حيث تبنت المؤسسات مبادرات، وأطلق بنك الإمارات دبي الوطني خدمات ابتكارية جديدة مثل خدمة FaceBanking للقروض الشخصية وهناك العديد من المشاريع الأخرى قيد التطوير.