مجلة مال واعمال – خاص
في الأسابيع الأخيرة، شهدت الصين ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بفيروس يُعرف باسم “الميتانيموفيروس البشري” (HMPV)، مما أثار قلقًا واسعًا بين السكان والمجتمع الدولي. يُعتبر هذا الفيروس من الفيروسات التنفسية التي تُسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا، مثل السعال، الحمى، احتقان الأنف، والتعب. في الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالتهاب الرئة، خاصةً لدى الأطفال الصغار، كبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
تم اكتشاف الميتانيموفيروس البشري لأول مرة في عام 2001، وهو ليس فيروسًا جديدًا، لكن الزيادة الحالية في عدد الحالات، خاصةً بين الأطفال دون سن 14 عامًا في شمال الصين، لفتت الانتباه إليه مجددًا. ينتقل الفيروس عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة. تتراوح فترة حضانته بين 3 إلى 6 أيام.
على الرغم من التشابه في الأعراض بين HMPV وفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يؤكد الخبراء أن الميتانيموفيروس البشري ليس بجائحة جديدة. وفقًا للدكتورة جاكلين ستيفنز، المحاضرة في الصحة العامة بجامعة فليندرز في أستراليا، فإن هذا الفيروس يُعتبر من الفيروسات الشائعة التي تُسبب أعراضًا خفيفة لدى معظم الأشخاص، ولا يتطلب الإبلاغ عنه مثل كوفيد-19 أو الإنفلونزا. كما يشير البروفيسور بول غريفين، مدير الأمراض المعدية في خدمات الصحة في ماتر بأستراليا، إلى أنه لا يوجد حاليًا لقاح أو علاج مضاد للفيروس، على الرغم من وجود بعض اللقاحات قيد التطوير.
في ظل غياب لقاح محدد، يُنصح باتباع إجراءات الوقاية العامة، مثل:
- البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض.
- ممارسة آداب السعال والعطس الجيدة.
- الحفاظ على نظافة اليدين بانتظام.
- ارتداء الكمامات عند الضرورة، خاصةً في الأماكن المزدحمة.
تُراقب السلطات الصحية الوضع عن كثب، وتُنفذ تدابير لمراقبة وإدارة انتشار الفيروس.
ومع ذلك، تُشير التقارير إلى أن هذه الزيادة في الحالات تُعتبر جزءًا من النمط الموسمي المعتاد للأمراض التنفسية في فصل الشتاء.
في الختام، بينما يُسبب الميتانيموفيروس البشري أعراضًا مشابهة لنزلات البرد، إلا أنه لا يُشكل تهديدًا جديًا على الصحة العامة مثل كوفيد-19.
ومع ذلك، فإن الالتزام بإجراءات الوقاية يظل ضروريًا للحد من انتشار الفيروس وحماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JKc