مجلة مال واعمال

المهندس عامرالمجالي في لقاء مع “مجلة مال وأعمال” : شركة الفوسفات تعد أهم أعمدة الاقتصاد الأردني

-

500100

– “مجلة مال وأعمال”  محمد فهد الشوابكه

تعتبر شركة مناجم الفوسفات الأردنية أكبر شركات التعدين في المملكة وأقدمها، تأسست الشركة عام 1953 بهدف تعدين وإنتاج الفوسفات.

 ولدى الشركة ثلاثة مناجم في الأبيض والحسا والشيدية وتنتج حوالي (7) مليون طن سنوياً، وفي سنة 1986 اشترت الشركة المجمع الصناعي في العقبة ودخلت مجال تصنيع الأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها، وتشتمل على الوحدات الصناعية التالية:

 – مصنع لإنتاج حامض الكبريتيك.

 – مصنع لإنتاج حامض الفوسفوريك.

 – وحدتان لإنتاج الأسمدة.

 – مصنع لإنتاج فلوريد الألومنيوم.

 ولتسليط الضوء على واقع الشركة وأبرز أعمالها ونشاطاتها والتحديات التي تواجهها، التقت “مجلة مال وأعمال”  المهندس عامر المجالي، رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية، الذي قدم شرحاً وافياً عنها.

“مال وأعمال”: ما دور شركة الفوسفات في نمو الإقتصاد الأردني؟

م.المجالي: إن شركة الفوسفات هي لاعب رئيسي ومحوري في الإقتصاد الأردني فهنالك قطاعات كبيرة مرتبطة بشكل أو بآخر بهذه الشركة، مثل قطاع المواصلات (سكة حديد العقبة) والآليات المستخدمة في مناجم الشركة وحركة النقل البري والبحري عن طريق ميناء العقبة، مما يجعل الأيدي العاملة المستخدمة في الشركة وفي القطاعات الشقيقة لها تعيل ما يزيد عن 40.000 مواطن.

“مال وأعمال”: ما هي تأثيرات الإختلالات في السوق على مشاريع وأعمال الشركة؟

م.المجالي: إن ظهور منافسين جدد في الأسواق العالمية هو تحد كبير لشركتنا بسبب تكاليف الإنتاج المتدنية لديهم مقارنة بتكلفة الإنتاج العالية لدينا وذلك يسبب خلل كبير في تنافسية الشركة.

إن شركة الفوسفات تعمل في سوق عالمية مفتوحة تحدد أسعار منتجاتها، والطلب على هذه المنتجات، وتكاد تكون أسعار منتجاتنا متدنية ونواجه منافسة عالمية قوية في أسواق مبيعاتنا، وعلينا تطوير أسلوب العمل وتحديث طرق الإنتاج بما يكفل تخفيف كلف التشغيل والإنتاج بما لا يخل في المعادلة من أساسها وعلى رأسها مصالح موظفينا وعملنا، الذين نرى أن مصالحهم تقع في مقدمة إهتماماتنا، وإن الاختلالات في مجال العمالة الوطنية نعتبرها ممنوعة ومرفوضة، ولا بد من الإستجابة لمطالب الذين يعملون ويتعبون كي نصدر ونحقق الأرباح للوطن.

“مال وأعمال”:  ما هي استراتيجية الشركة لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية والتكيف والتعامل معها ؟

م.المجالي: تتبع الشركة استراتيجية جديدة لمواجهة الأزمات الاقتصادية والزيادة في قدرتها التنافسية في الأسواق الخارجية وسنقوم بعدة خطوات تتمحور حول النقاط التالية:-

1. إعادة هيكلة الموارد البشرية لديها ووضع كل موظف في مكانه المناسب لتكون الشركة رشيقة في انتاجها وحركتها وذلك عن طريق مؤسسية القوى البشرية.

2. فتح أسواق جديدة في الخارج وتنويعها.

3. رفع كميات الإنتاج من مادة الفوسفات الى 6.5 مليون طن مع نهاية العام الحالي والى 15 مليون طن في نهاية 2015.

4. الدخول في شراكات استراتيجية لعمل صناعات تكون فيها القيمة المضافة المحلية عالية، وتعظيم الصناعات الحليفة وإقامة مشروعات جديدة مشتركة كصناعة الأسمدة لنضمن لها أسعاراً عالية ومنافسة ولدينا مشروعات ناجحة في الأردن وخططنا أن نقيم مشاريع مماثلة في الخارج بالتعاون مع شركاء استراتيجيين.

5. السعي لتعويض الخسائر التي تعرضت لها الشركة بسبب توقفها لعدة شهور في الربع الأول من العام الحالي بسبب أعمال الصيانة والعمرة السنوية(عمليات الصيانة) للشركة مما اوقف عمليات الشركة انتاجاً وتصديراً.

6. لدينا مشروعين مشتركين لإنتاج حامض الفوسفوريك، وسنقوم قريباً بتوقيع مذكرات تفاهم لإقامة مصنعين جديدين مع دولتين فاعلتين في الاقليم سيتم الاعلان عنهما لاحقاً.

7. ستقوم الشركة في الدخول في شراكات مع كبار المستهلكين للفوسفات في العالم لإنشاء مصانع جديدة محلية وخارجية، بعد النجاح الذي حققته شراكات مماثلة مع الهند واندونيسيا واليابان.

8. ان التوسع في عمليات التصدير تحتاج الى بنية تحتية داعمة، وقد قامت الشركة  بإنشاء ميناء حديث لتصدير الفوسفات يستقبل بواخر تصل حمولتها الى (100) ألف طن، وأقمنا منشآت لتفريغ الفوسفات المنقول من المناجم وتخزينه في مستودعات بسعة (240) ألف طن، مما يرفع من قدرة الشركة على تلبية الطلبات الخارجية على مدار العام.

“مال وأعمال”: كيف تقيم الإقتصاد الأردني حالياً في ظل العواصف السياسية والاقتصادية ؟

م.المجالي:  نعم إن العواصف من كل أنواعها تحيط بالأردن وتفعل فعلها في كل المنطقة، لأن الأردن هو فعلا في عين العاصفة، وبالتالي فهو يتأثر بعمق فيما يدور في المنطقة، لكنه يتحمل أوزاراً كبرى لا دخل له فيها على كل الأصعدة، إلا أن ما يطمئن النفس والناس في الأردن هو أن بلدنا تعوّد على هكذا حالة، وأصبح خبيراً في تخطي المصاعب وفي الوصول إلى بر الأمان، فبنية الأردن الإقتصادية جيدة برغم الوضع الصعب جداً، لكن مواقف الأردن العقلانية (شعباً وحكومة) جعل الإستقرار والأمن مستمراً، وهو المهم في هذه المعادلة وفي ظروف المرحلة العسيرة، وأنا متفائل بأننا سنمضي نحو تخطي كل الصعوبات اقتصادية او سياسية أو اجتماعية في ظل تظافر مواطنينا ومؤسساتنا والاقتصاديين لنكون أنموذجاً فريداً في المنطقة برغم كل شيء.

فقد مر الإقتصاد الأردني خلال العقود المنصرمة بأزمات عدة إلا انه تجاوزها بجدارة بفضل ما يتمتع به الأردن من مقومات تشجع على جذب ودعم الاستثمارات والتي من أبرزها الأمن والاستقرار.

“مال وأعمال”: ما هي قراءتكم للمدى المنظور للحركة الاقتصادية في الأردن والمنطقة والعالم ، وما هي المؤشرات التي ترون انها تتحكم في مستقبل هذه الحركة؟

م.المجالي: لقد ذكرنا آنفاً أن الأردن يعيش في خضم الصراع السياسي الاجتماعي الاقتصادي في العالم، وفي منطقة ملتهبة، وواجه كثيراً من الضغوطات في كل الميادين واهمها الأزمة السورية التي أثرت كثيراً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.

وللأسف الشديد فإننا ندفع ثمناً باهظاً للغاية أثّر على بنيان المجتمع الأردني، وفي اقتصاده بوجه خاص، وما يهمنا في الأردن ان نرى ان السيطرة على الخلل الكبير مازالت ممكنة وربما نرى قريباً المزيد من العوامل الإيجابية التي سترفد اقتصادنا وأهمها الدعم العربي الكبير الذي يقدمه الأخوة لنا، وها هي كثير من البلدان تتخطى مراحل الركود الاقتصادي وتتعافى تدريجياً ما سيعزز تفاؤلنا بردّات فعل إيجابية على أوضاعنا وبما يحفظ للعالم توازنه، وللأردن استقراره ودوام تقدمه.

“مال وأعمال”:  ما هي القطاعات التي ترون أنه يجب منحها الأولوية لتعديل المسار الإقتصادي وتوجيهه نحو الأفضل؟

م.المجالي: للنهوض بالاقتصاد الاردني وتحفيزه على الاستمرار في النمو، علينا اعطاء الأولوية للقطاعات الخدماتية كالسياحة التي يجري إعادة تأهيلها لاستقطاب المزيد من الزوار والاستثمارات اليها، كذلك يجب إعطاء اولوية لقطاع الأتمتة (تكنولوجيا المعلومات) والاتصالات والصحة والتعليم والتأمين.

وعلى الجانب الصناعي هناك اهم قطاع يميز الأردن وهو قطاع الصناعات الدوائية، حيث تصدر الأردن ثلاثة أمثال ما تستورد وإلى جميع انحاء العالم، إضافة إلى الصناعات التي تعتمد على القيمة المضافة المحلية وهذا ما اعتمدته شركة مناجم الفوسفات الأردنية، بالإضافة الى الصناعات الغذائية التي تعتمد على المحاصيل الزراعية الأردنية والتي تشكل أماناً للمزارع والمستهلك وللاقتصاد الوطني، ونحن بأمس الحاجة إلى المشروعات الريادية والأفكار الإبداعية لخلق مشاريع تنموية جديدة تعمل كحاضنات اقتصادية.

“مال وأعمال”:  بحكــم خبـــراتكم وبمـــا تمتلكون من كنوز تقنية بما قدمتم من عطاء في كافة المجالات الاقتصادية، هل لك أن تحدثنا عن أهم المفاصل و محطات هذه المسيرة ؟

م.المجالي: من الصعب على الإنسان المنصف أن يتحدث عن نفسه، لكن خبرتي الطويلة في قطاعات مختلفة وآخرها في مؤسسة المدن الصناعية، أصبحت متراكمة وأحاول الاستفادة منها في برنامج وطني بتعظيم دور هذه الشركة الوطنية العريقة (الفوسفات) التي تعد أحد أعمدة الاقتصاد الاردني (البترول الأردني)، ونعيدها إلى مجدها إلى مصاف الشركات العالمية الكبرى، لتساهم بحل مشاكل البطالة في المملكة ولتستعيد دورها في تحقيق التنمية الصناعية والاقتصادية ونحاول في هذا الصدد تطوير الصناعة التي تحتوي على القيمة المضافة من مادة الفوسفات بالشراكات مع الآخرين .

إن حب العمل وواجب الإندفاع نحو إنجاح أية مهمة يكلف بها إنسان، تمثل في رأيي قمة العطاء والإنجاز ولكي نكون منصفين فإن الخبرة والعمل مترادفان لتعظيم النجاحات الطويلة فلا تسلني عن طول خبرتي بل عن حجم انجازاتي، فعلى سبيل المثال فقد نمت مؤسسة المدن الصناعية حتى شملت مدنها الصناعية معظم محافظات المملكة وبمساعدة زملائي في العمل.

“مال وأعمال”: هل هنالك فعلاً قوى شد عكسي تعرقل مسيرة التقدم بشكل عام والإقتصاد بشكل خاص ؟

م.المجالي: إن من أبرز قوى الشد العكسي التي تعيق من تقدم كل القطاعات هي الظروف السياسية والإقتصادية المحيطة بنا وما شهده العالم من أزمات اقتصادية متتالية تأثر بها الإقتصاد الأردني بقوة.

اما على المستوى المحلي فإنه لا يوجد قوى شد عكسي من الداخل تؤثر سلباً بشكل كبير على حركة التقدم بشتى أنواعها وإن ظهر ما بين فينة وأخرى بعض من آراء قد تؤثر على المسيرة الاقتصادية او تثبيطها.

“مال وأعمال”: كيف ترى مستقبل المنطقة الاقتصادية في ضوء التطورات  السياسية التي نشهدها وخاصة مرحلة ما بعد الربيع العربي ؟

م.المجالي: إن المراحل الأولى  للربيع العربي شهدت تراجعاً كبيراً في الإقتصاد العربي، وجاء ذلك مصاحباً لتعطل عجلة العمل  في نواحي  مهمة من حياة  الناس، ومازالت الذروة في هذا الربيع لم تأتِ بعد، ولا ندري  على وجه التحديد متى  ينتهي  هذا المخاض .

لكن الأفق يلوح  بمستجدات قد تكون إيجابية  بما يكفي لمنع الفوضى المصاحبة للربيع العربي ولا ننسى أن الربيع هو فصل واحد من سنة العرب، فهنالك  خريف وشتاء وصيف، وكلها مترادفة وتؤثر في كينونة هذا الربيع.

لكن  المؤمل أن  يستغل العرب هذه المرحلة الصعبة استغلالاً حكيماً ويسترشدوا  بالإيجابيات  ويقطعوا  المدد عن المزيد من السلبيات التي تواكب الأحداث .

“مال وأعمال”:  يعتبر الكثيرون والمتابعون  لشؤونكم، أنكم ارتديتم ثوباً جديداً وبداتم  مسيرة وانطلاقة غير السابقة، ماذا تقولون في ذلك ؟

م.المجالي:  إذا كان المعنى في ذلك، أموري الشخصية فلا، فلم أرتدي ولن أرتدي  إلا  ثوب العمل  الجاد الصريح  الوطني  الذي  أريده  أن  يكون ناجحاً دائماً إنشاء الله، وأنا دائما اجيد التعامل مع المواقع التي تواجه تحديات، ولكن تنوع المواقع والوظائف وتغيرها تحملها  أعباء جديدة بل وأحمالاً اكبر علينا تحملها بمسؤولية تكون على قدرها، لكنني أعتبر  أن العمل العام يتماشى مع مصالح  إقتصادنا.

إن لكل  موقع خصوصيته  وعلينا  دراسة  كل ما يخص هذا الموقع بما يعظّم الإيجابيات والمنجزات التي تعود على الاقتصاد، كما  علينا  التكيف  في كل  موقع  وتقييم  الأوضاع  بما يتماشى مع مصلحة  العمل .

“مال وأعمال”:  ارتبط  إسم عامر المجالي بالمدن الصناعية فكل من يجالسكم  ويراكم يذهب بالحديث عن المدن  الصناعية.. ما تعليقكم  على ذلك ؟

م.المجالي:إ ن زيادة الخبرة وسنوات العمل في مكان معين يتيح لصاحبه الوصول إلى فهم عميق وواضح  لدقائق  هذا العمل مما يساهم في الحكم الصحيح على  خطوات  العمل  ومخرجاته وبالتالي يتيح النجاح بأكبر نسبة تتواكب مع سنين عمله في هذا المجال، وهذا ينطبق على عامر المجالي والمدن الصناعية فأنا  ابن هذه المدن تربيّت داخل أسوارها  وأحببتها وأحبتني، وأفتخر بالرصيد الهائل من السمعة الطيبة والوفاء بالتعامل مع المستثمرين والعملاء.

“مال وأعمال”: ما هي رؤيتكم لمستقبل  الإقتصاد الأردني في ظل البرامج  الإصلاحية  التي  يقودها  جلالة الملك؟

م.المجالي: إن برنامج الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي  الذي يقوده جلالة الملك  عبد الله الثاني ابن الحسين، يحمل أفكاراً ورؤى واضحة المعالم  وتكرسها  الأوراق  الملكية الأربعة.

لقد سعى  جلالته منذ اللحظة  الاولى  لتقلده مقاليد الحكم إلى إيلاء الإقتصاد  جل إهتمامه والسعي  لجذب الإستثمارات الكبرى ونجح بامتياز بذلك،  وأكبر شاهد  ما نراه  من تدفق  مليارات الدولارات للإستثمار في المملكة  ما يتيح المجال للحد من البطالة  وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الأردني، بالإضافة  إلى دعمه  المتواصل للأفكار  الريادية  والمشاريع  التنموية.

“مال وأعمال”:  هل لديكم مشاريع جديدة  في الشركة ؟

م.المجالي:  بالإضافة إلى ما تحدثنا حوله من شراكات ومشاريع  وخطط مستقبلية للنهوض بالشركة فإننا نقوم بإعادة تأهيل موقع  الرصيفة (مناجم الرصيفة سابقاً) وإقامة مركز إقليمي  للتطوير والتدريب والبحث  ليصبح  من المراكز  العالمية في هذا المجال .

“مال وأعمال”:  ماذا تقدم الشركة للعاملين لديها ؟

م.المجالي:  تقدم الشركة الرعاية الصحية والخدمات الطبية المميزة والشاملة لكافة العاملين في الشركة وعائلاتهم والمتقاعدين وزوجاتهم وفق أفضل المستويات من خلال تقديم الخدمة الأفضل واعتماد شبكة طبية واسعة ومميزة من مستشفيات و أطباء وصيدليات ومختبرات ومراكز اشعة وعلاجات وأدوية … الخ منتشرة في جميع انحاء المملكة, كما تم تجديد وتحديث عيادات المواقع في المجمع الصناعي, مناجم الحسا ومنجم الوادي الأبيض لتكون لائقة بالشركة والعاملين بها .

كما تقدم الشركة القروض للعاملين لديها, وقامت بتأسيس صندوق إسكان موظفي شركة مناجم الفوسفات.

“مال وأعمال”:  ما مدى مساهمة الشركة في تنمية وخدمة المجتمع المحلي؟

م.المجالي: تساهم الشركة في تطوير وتنمية المجتمعات المحلية التي تقع في إطارها الجغرافي لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة ومن خلال التوظيف المباشر في أعمال ومشاريع وشركات الشركة .

بالإضافة الى تنفيذ حزمة من المشاريع التي تساهم في تنمية المجتمع المحلي المحيط بمناجم الشركة بما تقدمه من دعم في الصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية.