مجله مال وآعمال – خاص لنسخة مجلة مال واعمال الورقية – الاردن – ما بين التصميم والعمارة هنالك حكاية تقف امام المهندسة رنا لتروي لنا فصول حكاية نجاح من نوع اخر، وهنالك تصاميم منحوتة بصخرة الأصالة والكبرياء، عنفوانها اكبر من ان يوصف، رائحتها الزكية تملأ كل مكان لتروي حكاية التاريخ والمجد.
كثيرة هي الأشياء التي تدفع هذه السيدة المكتنزة بالريادة والإبداع للظهور وأحيانا لوعيها، وبديهيتها تكاد تلتصق مع الفكر والتميز والابداع، وأهم ما يجسدها، هي الرغبة في التعبير عن الذات وهي رغبة وحاجة كحاجتنا للتنفس العميق تكبر معها وتتضخم حتى تتفجر حين تتهيأ لها الظروف والأدوات الفكرية والمجتمعية، هي رغبة تتجاوز أحيانا تخطيطها لتختار الجمال عنوان لها، لعل ابرز تفاصيلها حكاية حلم، نعم هو حلم الطفل وقصة الزمان وبداية التعرف على المكان ورسم ملامحه كما تشتهي النفس وتختار، هي حكاية مجد اليوم ورواية الماضي واحلام المستقبل وهو ما يحق للمهندسة رنا ان توصف به، وجعلنا نغوص معها في هذا الرحلة والتي اطلعتنا على حديثها بسرد ممتع جعلنا نغوص في تفاصيلها واليكم القصة….
بداية الحكاية
تقول رنا ابتدأ الأمر منذ الطفولة حين عثرت على صندوق العاب تركيبية بالصدفة بين العاب قديمة كانت مخصصة لأخوتي الذكور، وبقيت الهو بها ساعات وساعات دون الانتباه للوقت. تارة ابني عمارات عالية وتارة اخرى ابني منازل.
جوائز ريادية
وتضيف لقد كان حب التصميم يلازمني منذ نعومة اظافري واذكر تجميعي للاشياء الغريبة التي يعجبني شكلها وملمسها ووضعها في تكاوين معينة للحصول على مظهر جميل . كل هذا ولم أكن قد تجاوزت السابعه من عمري . ثم ظهرت موهبة الرسم والتي لاحظتها معلمة الفنون في مدرستي في ذلك الوقت وحصلت على أثرها على العديد من جوائز الرسم المحلية والعالمية . ثم انصرفت بعد ذلك الى الدراسة والتحصيل العلمي فحصلت على علامة عالية في الثانوية العامة وأخترت دخول كلية الهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية.
هندسة العمارة
واما عما قدمت لها هندسة العمارة تقول رنا ساهمت كلية العمارة بصقل هذه المواهب الدفينة وتخرجت منها بتحصيل عالي بعد أن حصدت اهتمام اساتذتي في الجامعه.
واقتحمت غمار سوق العمل الاردني وساهمت في تصميم مطار الملكة علياء الدولي ولم اكن قد تعديت ال ٢٣ من عمري . ساهمت اسفاري واطلاعي على العديد من الحضارات بصقل قدراتي التصميمية مما جعلني محط انظار العديد من المصممين الأوروبيين الذين تعجبوا من مدى تطور المرأة العربية وقد ساهم ذلك بتغيير فكرتهم النمطية عن المرأة في مجتمعاتنا .
خبرات واسعة
وتستطرد القول بعد الحصول على الخبرة الكافية قررت الدخول الى سوق العمل الأردني بمكتبي الخاص ووضع علامتي الفارقة في سماء الاردن وفي بيوت اهلها الذين دعوني لدفء منازلهم ؛الذي اعتبرته شرف عظيم هذه البيوت التي ستحوي اجمل لحظاتهم مع عوائلهم ، فعندما يدعوني احدهم لتصميم الفيلا الخاصه به اقابل افراد العائلة واتعرف على شخصياتهم ومايحبون وطريقة تفاعلهم مع بعضهم البعض واساهم في توفير بيئة هادئة ومريحة لهم تساعدهم في الانفصال عن صخب الحياة اليومية والتركيز على حياتهم الشخصية لحظة دخولهم الى البيت.
وتختتم حديثها بالقول اثناء انكبابي على عملي التصميمي انعزل تماما عن العالم الخارجي واتخيل نفسي امشي في هذه المباني التي اصممها حتى اني اتقمص شخصية هذه المباني بطرازها التي هي عليه . فعند العمل على البيوت الكلاسيكية اقوم بالاستماع الى مقطوعات مختارة من الاوبرا واتخيل نفسي امشي بين شرفاتها ، اما عند تصميم مباني حديثة استمع الى ايقاع حديث. واتخيل الاشكال والالوان الحديثة التي سوف يضمها هذا البيت بين جدرانه . لا عجب في ذلك إذ ان الفنون مرتبطة ببعضها البعض وهي جميعها تعبر عن الحالة الانسانية التي يعيشها الفرد . وهنا تكمن اهمية ان يكون المصمم واعي للروح الانسانية وما ترنو اليه لتصميم فراغات مريحة تساهم في شفاء الأرواح .
- حصري لمجلة مال واعمال العدد 163 اي اقتباس او اعادة نشر دون اذن خطي يعرضك للمسألة القانونية
المصدر : https://wp.me/p70vFa-E9Z