مجلة مال واعمال

المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية يلعب دورا هاما في تطوير ممارسات الزراعة المستدامة

-

شراكة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تسهم في استقطاب المئات من العلماء والمزارعين والمبتكرين والمستثمرين إلى الإمارات لمناقشة أهم القضايا والتحديات المستقبلية في القطاع الزراعي

أثنى القائمون على تنظيم المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية بالنجاح الكبير الذي حققته الدورة الرابعة للفعالية، والتي ساهمت بقوة في تطوير ممارسات الزراعة المستدامة في أنحاء منطقة الخليج والشرق الأوسط.

وشارك الآلاف من ملاك المزارع والمسؤولين الحكوميين والعلماء من أنحاء المنطقة والعالم في الفعالية التي عقدت يومي 20 و21 مارس في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بهدف الاطلاع و التعرف على أكثر من 300 منتج ومقترح تم استعراضها من قبل العارضين، بالإضافة لحضور المؤتمرات و الجلسات الحوارية والنقاشية وورش العمل والعروض الابتكارية والجولات التفقدية.

واستضاف المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية، الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، متحدثين من حول العالم لمناقشة خمسة محاور أساسية: المحاصيل المقاومة للمناخ؛ تنمية الزراعة كصناعة؛ ضمان الصحة الحيوانية المستقبلية؛ تطوير صغار المزارعين؛ والإنتاج الحيواني المستدام.

وشهد يوما المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية حضور أكثر من 5900 مشاركة من أكثر من 80 دولة حول العالم، وشكل منصة دولية هامة لمناقشة الأمن الغذائي العالمي وشح المياه – اثنان من أهم المواضيع التي تواجه العالم اليوم.

وقال ثامر القاسمي، المتحدث الرسمي باسم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى: “البرامج الفريدة التي نظمناها للمزارعين والعلماء شكلت منصات لعقد حوارات فعالة ومؤثرة في جهودنا المستمرة لتبني معظم الأفكار ونقلها من مختبرات الأبحاث إلى الحقول والمزارع على أرض الواقع”.

وأضاف: “يعتبر المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية من الفعاليات القليلة على مستوى العالم التي تقدم الحلول المبتكرة والفعالة في مختلف جوانب انتاج الغذاء وقد كنا سعداء للغاية بالنتيجة وبالنقاشات التي عقدت هنا في أبوظبي”.

وفي الوقت الذي نسّق فيه القائمون على تنظيم الفعالية أكثر من 1000 اجتماع بين العارضين والزوار بشكل مسبق، عبّر أكثر من 80% من العارضين في دورة هذا العام عن رضاهم التام بمشاركتهم في المنتدى الذي حظي بدعم دولي كبير.

وحققت مؤسسات مثل “أوشن هارفست” من آيرلندا، و”أرفو تيك” و”إيفر غرين” من فنلندا، “بونيكس سيستمز” من النمسا، بكين كينغبين من الصين، و”أغريلايف” من الهند، نجاحا كبيرا بمشاركتها في المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية، وهو ما دفعها لتأكيد مشاركتها في دورة العام 2018 إلى جانب مجموعة من نخبة الشركات الإماراتية بمن فيها “إمارات المستقبل”، ومؤسسة رادوم للزراعة و”ستود باك”.

واستعرض المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية أكثر من 50 ابتكارا على مدار يومي انعقاده بهدف دعم عملية إنتاج الغذاء بمختلف جوانبها من المحاصيل الزراعية والمواشي والأسماك حتى البستنة وإدارة المزارع، واشتملت أبرز هذه الابتكارات على عدد من ابتكارات جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية حول تربية النحل المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاتل الفاكهة (العمليات والتكنولوجيا)، والتحكم بالمناخ في المشاتل الزراعية عالية التقنية، إلى جانب خمسة ابتكارات نشرها طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة تضمنت ابتكارات عن نظام مراقبة التربة والري بحسب الحاجة وآخر خاص بالتعرف على أمراض النباتات باستخدام معالج ذكي للصور، وابتكار حول استخلاص المضادات الحيوية العضوية من نوى التمر، بالإضافة لدراسة الري العميق لأشجار النخيل، وتقنيات إكثار شجر الإثل المحلي.

وغطت المواضيع قضايا مختلفة مثل التخفيف من انتاج الميثان المعوي من الحيوانات المجترة، والاكتشاف المبكر لسوسة التمر الحمراء، وكيفية انتاج الغذاء بشكل مستدام في المناطق المدنية، وعملية الاستفادة من الرطوبة وامتصاصها لتوفير المياه، وبالتالي الاستفادة من أنظمة الاستدامة الداخلية المتكاملة، والتربية المستدامة للنحل في الإمارات، وتطوير شبكة الانترنت للمزارعين بدون انترنت.

وخلال مشاركتها في المنتدى، استعرضت الشركة الهولندية “سولينتا” آخر إنجازاتها الزراعية الذي من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه لثمرة البطاطس، حيث تمكنت الشركة من توفير ما زنته 25 غراما من بذور البطاطس الأصلية النقية التي يمكنها التكاثر بسرعة ودقة وحسب المتوقع لأصناف جديدة مقاومة للأمراض، الأمر الذي يرفع من حجم المحاصيل وقدرتها على التكييف مع المناخ المتغير.

من جهتها طورت “إن أوفو” جهازا سيساهم في وقف القتل الجائر لأكثر من 3.2 مليار من ذكور الفراخ سنويا؛ ويمكن للتكنولوجيا الجديدة تحديد ما إذا كان الفرخ ذكرا أم أنثا قبل تفقيسه، وهو ما سيلعب دورا في تعزيز كفاءة المزارع وحل قضية من أبرز القضايا الشائكة التي تواجهها مزارع الدواجن.

أما دائرة بقشان لأبحاث النحل من جامعة الملك سعود فقد استعرضت نظامها لخلايا النحل والذي تم تصميمه ليضمن ظروفا مناخية ملائمة لحياة النحل داخل خليته. ونظرا للطقس الذي يمتاز بدرجات الحرارة العالية والجفاف في الشرق الأوسط، يخسر مربوا النحل أكثر من 70% من النحل خلال فترة الصيف. وجاء النظام الجديد ليستخدم 7 مزارع تم انتاجها محليا، ستكون مجهزة بالكامل بظروف مناخية ملائمة من حيث درجة الحرارة ونسبة الرطوبة لتجنب موت النحل في المزارع.

ومن بين الابتكارات التي حظيت بالاهتمام أيضا في المنتدى، ابتكار شركة “إنجندر تكنولوجيز” المتعلق بالتحكم بأعداد قطعان الماشية المدرة للألبان. وتحتاج قطاع تربية المواشي عالميا لوسيلة فعالية وغير مكلفة لتحديد جنس المولود من النطفة، وهو ما قامت به شركة “إنجندر” التي طورت طريقة لفصل الجين إكس (الأنثوي) عن الجين واي (الذكري) داخل خلية النطفة، وبالتالي تمكين المزارعين من تحسين الإنتاجية.

وفي اليوم التالي لختام المنتدى، تم تنظيم خمسة زيارات ميدانية تقنية لتقديم الفرصة للمشاركين لزيارة بعض أفضل المزارع والأعمال المستدامة، بالإضافة إلى مرافق بحث وتطوير في الإمارات. ومن بين المناطق التي تمت زيارتها، مزرعة أكوابونيكس (تجمع بين استزراع الأسماك والنباتات المائية) في أبوظبي، والمزرعة النموذجية لمركز خدمات المزارعين في أبوظبي، ونظام الزراعة والطاقة بالاعتماد على المياه البحرية والمركز الدولي للزراعة الملحية في دبي.