لا يخلو مكان من المناديل الورقية. تجدها في المنزل أو الحمام أو السيارة، وحتى ضمن متعلقاتك الشخصية. ويعد من أسباب انتشارها الواسع بين الأشخاص استخدامها من أجل النظافة. ولكن، هل تعلم أن تلك المناديل ربما تكون سببًا لتقع فريسة للأمراض؟
“استخدام المناديل الورقية لتجفيف الأنف، يسبب أضرارًا صحية عديدة على صحة الجسم، نظرًا لنسبة السموم العالية التي تحتويها المواد الكيمائية المصنعة منها”، وفقًا لأطباء في جامعة “كارديف” في ويلز. وبحسب موقع “رامبلر” الروسي، تسبب المواد الورقية الصناعية التهابًا للغشاء المخاطي في الجهاز التنفسي، كما يمكن أن تسبب عدوى الأمراض المنتقلة عبر الهواء.
ونصح الأطباء باستخدام المناديل القماشية، المصنعة من أنسجة طبيعية لينة، والتي يمكن غسلها ولا تثير أمراض الحساسية، وذلك بدلًا من الورقية المصنعة من مواد كيمائية، مثل الكلور، والجير الصناعي، وغيرها. وحذر المتخصصون من أضرار المناديل الورقية على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، لما قد تسببه لهم من ردود تحسّسية شديدة، وتحديدًا تلك التي تحتوي على أصباغ وروائح صناعية.
المناديل المبللة
صحيفة “ذا صن” البريطانية، أشارت إلى دراسة حذرت من استخدام المناديل المبللة للأطفال، وخاصة من يعانون الحساسية الغذائية، كونها تعمل على زيادة الحساسية لديهم في سن مبكرة. ووفقًا للدراسة البريطانية، وجد الباحثون أن المناديل المبللة، تترك الصابون على البشرة، وتزيل الزيوت الواقية، وهو ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للمثيرات مثل، الغبار وغيرها من ملوثات.
“يظن البعض أن المناديل المبللة تساعد في التظيف السريع لليدين وتعقمها من الجراثيم، ولكن الحقيقة أنها تساعد بشكل أكبر في انتشار البكتيريا والجراثيم، وتساهم في زيادة خطر العدوى في المنزل”.. وفقًا للدراسة التي أجريت في جامعة كارديف في ويلز التي سبق الاشارة اليها، عن أضرار المناديل المبللة والمعروفة باسم “wips”.
وبحسب موقع “Metro” البريطاني، والذي نشر الدراسة، أظهرت نتائج اختبار سبعة من مناديل التنظيف المتاحة تجاريًا، والمستخدمة في مستشفيات المملكة المتحدة، أنها تنقل كمية كبيرة من البكتيريا والجراثيم. ويرى مؤلف الدراسة البروفيسور جان إيف مايار، أن مناديل المنظفات الأكثر استخدامًا في المستشفيات ضارة جدًا، وتعد من أكثر الوسائل نقلًا للعدوى، ومسببة للأمراض.
المقلدة أكثر خطورة
واجرى المركز القومي للبحوث المصري، دراسة عن الأضرار العديدة للمناديل الورقية بشكل عام، والمقلدة رخيصة الثمن تحديدًا، حيث تتم صناعتها من بقايا الورق والقمامة، ومخلفات المستشفيات.
ويتم خلط جميع المكونات، وتوضع عليها مبيضات لتظهر بيضاء اللون، لكنها تظل مختلفة عن المصنعة طبقًا للمواصفات، سواء من ناحية اللون أو الملمس والرائحة. وحسب الدراسة، تحتوي تلك المناديل على أحد أنواع البكتيريا التي تنقل العديد من الأمراض، ومنها ضيق في الجهاز التنفسي، والالتهابات الجلدية، والحساسية. واعتبرت الدراسة أن الخطورة الأكبر تكمن في الاعتماد على مخلفات الورق، ومخلفات المستشفيات، في صناعة المناديل الورقية، بعد إعادة تدويرها وإضافة كميات من الكلور.
مناديل الحمام
“استخدام المناديل الورقية في دورة المياه ليس كافيًا لتحقيق النظافة المرجوة، كما يمكن أن تكون سببًا في الإصابة بالشقوق الشرجية، والتهابات المسالك البولية”.. وفقًا للمختصة في علم النفايات روز جورج، والتي نصحت باستخدام المياه لتنظيف المناطق الحساسة بدلًا من المناديل. وبحسب صحيفة “ميرور” البريطانية، فقد يسبب استخدام المناديل الورقية، في حدوث تشققات شرجية مؤلمة، واحتمال الإصابة بالبواسير، والتهابات المسالك البولية.
ممنوعات
أخصائية الأمراض الجلدية، الدكتورة دعاء علي، وضعت قائمة من الممنوعات التي يحذر فيها استخدام المناديل الورقية، من بينها عدم استخدامها في تنظيف الأذن، حيث يمكن أن تنقل البكتيريا والفطريات.
كذلك عدم استخدام المناديل في مسح العينين، فتكوين العين يكون رقيقًا، وكذلك جذور الرموش والجلد الخارجي للعين، ما قد يعرضها للجفاف والحكة والالتهاب والاحمرار والهرش.
ومن ضمن قائمة الممنوعات عدم استخدام المناديل الورقية أثناء التمخط أو عند الإصابة بنزلات البرد وغيرها، حيث يمكن أن يسبب ذلك سيلان الأنف، وأيضا قد يساعد في نفاذ البكتيريا والفيروسات المنقولة عن طريق المناديل إلى الأنف. وتنصح أخصائية الأمراض الجلدية بتجنب تنظيف البشرة بالمناديل الورقية، نظرًا لما قد يسببه في الإصابة بالحكة والحساسية الجلدية.
كما تؤدي المواد الكيمائية المصنعة منها إلى التفاعل مع مكونات مستحضرات التجميل والماسكات، ما قد يسبب التقرحات الجلدية والانتفاخات الناتجة عن الإصابة بالحساسية لأصحاب البشرة الحساسة.
وحذرت أخصائية التغذية، الدكتورة رانيا شريف، من استخدام المناديل الورقية في تجفيف زيوت الطعام، لما تحتويه من بكتيريا وفطريات وجراثيم، وهو ما قد ينتقل إلى الأمعاء بتناول الطعام. ويساهم استخدام المناديل لتجفيف الطعام من الزيوت في الإصابة بأمراض معوية، مثل التهاب الأمعاء، والتلبك المعوي، والنزلات المعوية، ونمو بكتيريا الأمعاء وديدانها.