باءت كل محاولات شركات الاتصال المخدم في المملكة العربية السعودية في إقناع مشتركيها بجودة خدماتها بالفشل، ما دفع مشتركين إلى القيام بحملة مقاطعة، و أطلق مغردون على موقع التواصل الأشهر في السعودية ” توتير” حملة لمقاطعة شركات الاتصالات المشغلة بسبب سوء خدمات الإنترنت والاتصال وتعنتها في تقديم خدمات تليق بالعميل نظير ما تجنيه من مبالغ طائلة.
تدشين
على نحو معلوم استجاب المئات لدعوي الناشطين بتعلق خدمات هواتفهم الجوالة احتجاجاً على رادات الخدمة المقدمة من المشغلين، وأعلن النشطاء بدء الحملة اعتبارا من السبت أول أيام شهر أكتوبر، ولمدة أسبوع، بمعدل 3 ساعات يوميًا من الساعة 6 مساءً وحتى 9 مساءً.وانطلقت الحملة تحت ثلاثة وسوم وهي: #وضع-الطيران-stc، #راح-نفلسكم1، #مقاطعة-شركات-الإتصالات.
ووصلت هذه الوسوم جميعها إلى قائمة الوسوم الأعلى تداولا عالميا بعد مشاركة واسعة من أفراد وشرائح المجتمع المختلفة حيث تخطي وسم “#وضع_الطيران_stc “حاجز النصف مليون تغريدة.
وأرجع المغردون سبب الحملة إلى سوء خدمات الإنترنت والاتصال المقدمة من شركات الاتصالات، وتعنتها في تقديم خدمات تليق بالعميل نظير ما تجنيه من مبالغ طائلة من جيوب العملاء دون وجه حق.
الجدير بالذكر، أن شركات الاتصالات قد أعلنت في أوقات سابقة عن إيقافها لخدمات وباقات الإنترنت المفتوحة.
ترحيب
فيما رحبت جمعية حماية المستهلك بالخطوة، واعلنت ، مساندتها لحملة “راح نفلسكم” الداعية لمقاطعة شركات الاتصالات، ودعت الشركات إلى الإنصات لصوت المستهلكين والتعرّف على مطالبهم باعتبارهم قوة ضاربة. وحثت عبر صفحتها الرسمية في “تويتر” المستهلكي على المطالبة بما أسمته حقوقهم ، وقالت الجمعية، أن كل الشركات مطالبة بالإنصات إلى صوت المستهلك والتعرف على مطالبه ومعالجة ذلك، ولفت الجمعية الى التجارب الدولية بأن المستهلكين قوة ضاربة متى ما اجتمعوا لإبداء آرائهم والمطالبة بحقوقهم.
تقليل
فيما قلل أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور فاروق الخطيب من قيمة المقاطعة، مستعبداً بحسب (الحياة) ان تحدث هذه الحملة أي تأثير، وقال إن حملات المقاطعة تنجح في جميع دول العالم، وهي الوسيلة الفاعلة التي يستخدمها المستهلكون للضغط على مقدمي الخدمات أو السلع لوقف ارتفاع أسعارها، أو خفض الأسعار، مستدركاً بالقول ” إلا في السعودية لم تثبت هذه الوسيلة فعاليتها إلى هذا اليوم، على رغم استخدامها في حملات عدة لمقاطعة منتجات وخدمات ارتفعت أسعارها، ولكن لم تجدِ، إذ ظلت الأسعار كما هي ونوّه الخطيب بأن الحملة الحالية ضد شركات الاتصالات سيكون مصيرها مصير سابقاتها، طالما أن السعوديين لا يجيدون فنون المقاطعة بالشكل المطلوب، وزاد: إن السعوديين تحكمهم الحاجة قبل أي شيء، فعلى رغم حرصهم على المقاطعة ووجود الثقافة والوعي المطلوب بوصفهم مستهلكين، فإن حاجتهم تفرض عليهم العودة لشراء السلع التي قاطعوها، أو الاستمرار في الحصول على الخدمات التي يرغبون في مقاطعتها .مشيراً إلى أنه على شركات الاتصالات مراجعة قراراتها والاهتمام بما يقوله مستهلكوها، كي تتمكن من الاستمرار في الاحتفاظ بهم عملاء لها. وأضاف: إن استمرار الحملة هذا سيسهم في خفض الإقبال على بطاقات الجوال مسبقة الدفع، ويزيد في استخدام السعوديين البطاقات المفوترة في الفترة المقبلة.
وطالب بأن تراجع شركات الاتصالات أسعارها، ولا سيما أن السعودية اليوم تعد الأغلى على مستوى منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وقال: إن الفرق بين الأسعار ودول الخليج العربي في ما يخص بطاقات مسبق الدفع يراوح بين 30 و35 في المئة، في حين أن الأسعار منخفضة في مصر بمعدل 45 في المئة عمّا هي عليه في السعودية.