لاشك في ان المغرب بلد يتمتع بامكانيات سياحية لا يستهان بها وساعد في ذلك رصيده الحضاري والثقافي العريق وموقعه المتميز على ابواب اوروبا الجنوبية الغربية وما تتميز به ارضه من تنوع طبيعي: شواطئ على البحر الابيض المتوسط ولى المحيط الاطلسي بطول 3500 كليو متر, سلاسل جبلية ” الاطلس” مكسوة بالغابات؛ كالارز الذي يغطي مساحات شاسعة من الاطلس المتوسط وغابات البلوط والفلين وأنواع اخرى.
وتنبع من هذه الجبال التى تُغطى قممها بالثلوج شتاءا, انهار كثيرة كام الربيع وسبو وملوية و وتانسيفت ودرعا التي توفر المياه للاستفادة منها في الري والشرب.
اضافة الى الشعوب والثقافات المختلفة التي شكلت الحضارات على ارضه عبر احقاب مختلفة من الازمان وامتزجت إلى درجة يصعب فيها فصل الخيوط وإرجاع الروافد الثقافية إلى أصولها الأحادية، لدقة التقاطعات والتعالقات النصية التي جعلت الزائر الى المغرب يشعر وكأنه يعيش في عالم من الخيال, علم يمنعك من النظر الى الخلف فكل ما امامك يجذبك للاستمتاع به والرغبة في التمعن بكل حواسك بما حولك.
جملة القول؛ يتمتع المغرب بآثار تاريخية شامخة وتراث معماري عريق تزخر به مدن كمراكش وفاس والرباط وطنجة ومكناس ذات طبيعة متنوعة وخلابة جعلت الزائر يشعر وكأنه في جولة ساحرة يختلط فيها واقع الخيال والأحلام، من الاساطير الى الحياة البرية والمناظر الطبيعية من جبال الأطلس، الأسواق، الأجواء مثيرة ساهمت كلها في خلق حركة سياحية قادرة على ان تقوم بدور رئيسي في تنمية البلاد.
مكانا مميز على الخارطة العالمية
من هنا فقد حجزت المغرب لنفسها مكاناً متميزاً على خارطة السياحة العالمية إيمانا منها أن ما تتميز به من طبيعة خلابة ومقومات سياحية كبيرة، وقامت هيئة السياحة المغربية بدور كبير في الترويج لما تمتلكه المملكة المغربية من طبيعة خلابة حبى الله بها هذه البلاد، فالمغرب هو الصحراء، الجبل، الوادي والبحر، بلد يوفر كل ما يهم محبي الطبيعة، المغرب البحيرات المليئة بالأسماك، في انتظار هواة الصيد، والرياضيون الذين يرفعون تحديات في جبال الأطلس المتوسط، مشيا على الأقدام أو على الدراجات الهوائية أو بالمظلات، سواءا للتسلق أو التجديف أو اكتشاف الكهوف، فالمغرب صيفا عذب الجو وشتاءاً تكتسي ببياض الثلوج.
عناية خاصة بقطاع السياحة
من هنا فقد دابت المملكة المغربية على تطوير قطاع السياحة بالاستفادة من المقومات السياحة التى تتناسب مع جميع رغبات السياح كما عملت على تشجيع الاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية ودعمت هذا الاهتمام بإصدار التشريعات اللازمة لانطلاق هذا القطاع الواعد وخولت القطاع الخاص بان ياخد على عاتقه انجاز نسبة 90%من الاستثمار في هذا القطاع على ان تبقى اهتمامات الحكومة منصبة على تامين البنية التحية والاعلام والتكوين والترويج وتمكين المستثمرين من الاستفادة من التسهيلات التى يمحنها قانون الاستثمار السياحي.
السياحة خيار استرتيجي
يمثل القطاع السياحي كخيار استراتيجي أولوية رئيسية من اولويات الاقتصاد المغربي وذلك منذ أواخر الستينات وبداية السبعينات بعد الزراعة وقطاع المعادن ، نظرا لما تضمه الدولة من كنوزا حضارية نسجت عبر اخقاب متعددة من الزمن, من هنا يمكننا القول ان قطاع السياحة والفندقة قديم متجدد في المغرب من خلال وجود فنادق يصل عمرها الى مئات السنين وكل ذلك متبوعاً بموقعها المتميز رابطة الغرب بالشرق والشمال.
20 مليون سائح بحلول 2020
تسعى المملكة المغربية وضمن مخططها لعام 2020 الى زيادة اعداد السياح ليصل الى 20 مليون وفقا لما هو متوقع, من هنا يجري العمل حاليا على إنشاء منتجعات سياحية في مدن متعددة كطنجة فاس مكناس الرباط، لما تملكه هذه المحافظات من عوامل الجذب سياحي التي حباها الله بها.
السياحة المُحارب الأول للبطالة
يوفر قطاع السياحة النسبة الاكبر من فرص العمل للمغاربة مقارنة بباقي القطاعات، وهو ما يعد مساهمة من القطاع السياحي للتخفيف من البطالة كما ان العائدات من السياحة تعد المصدر الأول للعملة الصعبة للدولة كما وتشكل عوائدها ما نسبته 7% من الناتج القومي.
سياحة المؤتمرات
هذا النوع من السياحة يتطلب خدمات فندقية راقية جداً وبدرجات ممتازة ويتطلب أيضاً وسائل اتصالات حديثة جداً ووسائل نقل متطورة وبنية تحتية ذات جودة عالية، وخدمات سياحية مساعدة بمستوى عالي من التميز والتنوع والتطور لأن المشاركين في هذا النوع من السياحة لا يقضون معظم أوقاتهم في الفنادق أو القاعات بل يحتاجون أو يكرسون جزء من وقتهم في الاستجمام والراحة والرحلات السياحية القصيرة.
وهو ما تتميز به المغرب في جميع مدنها كما وتعد من الدول الأكثر تطوراً في هذا المجال للقرب من اوروبا وهنالك تجارب ناجحة في تنظيم المؤتمرات سواء الرسمية كان من ابرزها قمة المناخ العالمية التي عقدت عام 2016 في مراكش والتي حضرها عدد من رؤساء الدول، إلى جانب نحو ثلاثين ألف شخص، بينهم ثمانية آلاف ممثلين عن المجتمع المدني و1500 صحفي والسياسة بين الدول بالاضافة الى المؤتمرات التي يقوم بها القطاع الخاص لدول كبرى.
المغرب .. مزايا الجغرافيا
بحكم الموقع الجغرافي الفريد للمغرب واحتكاكها بالأوروبيين منذ القدم ولد لديها ثقافة الانفتاح على الغير، حيث تستشعر ذلك عندما تزور المغرب فالسكان لديهم قناعة كبيرة بإهمية قطاع السياحة ويمتلكون ثقافة الأمن والأمان بالإضافة الى الوعي الكبير واحترام حرية الغير، ولديها اعلام منفتح على الغير بحكم قرب المغرب لأسواق الدول الأوروبية التي اكتشفت علاقة جذب سياحية منذ أوئل القرن الماضي.
تنوع مصادر السياحة
تختلف امزخة السياح واهواءهم فهناك من يهوى الآثار وهناك من يهوى الاستجمام والطبيعة والجبال والمواقع الاثرية وكل هذه الأمور مجتمعة بالمغرب مما سهل استقطاب السياح، رافق ذلك البنية التحتية المجهزة بالمرافق والخدمات الضرورية التي هي أهم عوامل الجذب السياحي.
التنوع المناخي
نظرا لموقعه الاستراتيجي في أقصى الشمال الغربي لإفريقيا، حيث يرتبط المغرب بمجموعة الشمال الإفريقي المسماة بالمغرب العربي المحدد بالبحر الأبيض المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا والصحراء من الجنوب والجنوب الشرقي، وقربه من أوروبا الغربية التي لا يفصله عنها سوى مضيق جبل طارق مما منحه موقعاً متميزاً ساهم في جعله بلدا كثير التنوع وقوي التناقضات فهو يمتلك واجهة بحرية يبلغ طولها حوالي 3000 كلم على المحيط و500 كلم على البحر المتوسط بتضاريس متباينة، فالجبال تحتل مكانة هامة في شمال المغرب نجد مضيق جبل طارق الذي يربطها باسبانيا، وفي الجنوب تختلف المناخات من خلال شريط متوسط يبلغ طوله3000 كلم على المحيط الاطلسي 500 كلم على المتوسط فالواجهتان البحريتان، وسلسة الجبال في الشمال كما سبق الذكر وسلسلة جبال الأطلس عالية شاهقة فيها أعلى قمة 4180 م طوبقال التي يوجد فيه ثلاث محطات للتزلج على الجليد، كما توجد في الاطلس المتوسط اكبر غابة ارز في العالم وغابة صنوبر وبعدها تبدا تاثيرات المناخ الشبه الصحراوي في رحلة متنوعة ومشوقة، فهنالك الأنهار التي تنبع في المغرب وتصب في المغرب فالمملكة غنية بالموارد المائية حيث تمتلك اكبر عدد من السدود في افريقيا وهذا يعود للملك حسن الثاني رحمه الله وسار على نهجه جلالة الملك محمد السادس.
تاريخ حضاري وإرث عربي
المغرب تاريخ وإرث عربي عريق يمتد الى الحضارة الأندلسية المرتبطة بحضارة العرب التي هي جزء من هويتنا كعرب ولا ننسى ان الحكم العثماني لم يصل الى المغرب لذلك حافظت الهوية الثقافية المغربية على هويتها العربية الاندلسية التي تعد من اهم عناصر الجذب السياحي من هنا فيجب على كل العرب معرفت ان المغرب جزء من حضارتهم العربية والاسلامية.
ففيها قصور ملكية قديمة ومدارس ومدن وجامعات في كل من الرباط فاس ومكناس ومراكش يندهش الزوار لجمالها وعراقتها حيث توفر لهم اقامة مريحة
وخدمات متطورة جعلتها تأسر زائريها جعلت مال وأعمال تأخذكم في رحلة بين مدنها وجبالها وصحراءها.
مدن سياحية تحاكي التاريخ
تتميز المدن المغربية بوجود الشواطئ الجميلة، مواني الصيد، الواحات الخضراء، جبال الأطلس الكبير، السواحل الغربية، الريف الرائع التي جعلت مدنها اقحوانه تأسر الناظرين وتبهر زائريها ومنها:
الدار البيضاء “كازا”
العاصمة الاقتصادية للمغرب وبها يوجد مطار محمد الخامس أحدى المدن السياحية المميزة التي تعتبر اسطورة من اساطير هذا الزمان وتضم العديد من الفنادق والفيلات والشقق المفروشة وأهم معالمها السياحية، عين ذياب، جامع الحسن الثاني، التوين سنتر، الحبوس، باب مراكش.
الرباط
تقع مدينة الرباط على ساحل المحيط الأطلسي عند مصب نهر أبي رقراق وهي مدينة محاطة بالأسوار العالية ويعد شارع محمد الخامس من اهم شوارها وتوجد به نافورة بالقرب منها محطة القطار وحولها فنادق كثيرة وأهم معالمها السياحية ساحة باب الأحد وقصبة الأوداية ومن أعلى القصبة تطل على الشاطئ وهو مطل أيضاً على مدينة سلا ومن الجهة الأخرى تظهر صومعة حسان ومسجده الذي يعتبر من المعالم التاريخية المتميزة بمدينة الرباط وعلى مقربة من المسجد يوجد ضريح محمد الخامس والحديقة المجاورة للمسجد تطل على نهر أبي رقراق وموقع شالة الأثري.
مراكش
مراكش الساحرة وواحدة من أجمل المدن المغربية حيث يوجد بها العديد من الأماكن السياحية المتنوعة كحديقة ماجو ريل التي أسسها أحد المبدعين الفرنسيين وساحة جامع الفنا وسط مراكش وعلى مساحة أرض شاسعة جعلها تعد من أهم الأماكن السياحية التي يقصدها السياح، أزقة المدينة القديمة والسوق بمراكش، جامع الكتيبية، جبال أوريكا التي تبعد عنها (60)كم ومن ضواحي مراكش منطقة أوكيمدن وتبعد عن مراكش ساعتين ويوجد بها التزلج على الجليد، وحديقة جنان الزعفران التي تشتهر بإنتاج الزعفران.
أغادير
تعتبر أغادير من أجمل المدن الساحلية والسياحية بالمغرب وهي مدينة عصرية اقرب للطراز الاوروبي فيها منتجعات جذابة، وقد تعرضت اغادير الى زلزال أودى بحياة 15 الف شخص ودمرها بالكامل وذلك عام 1961 ولم يدخر المغاربة بعد ذلك جهد لاعادة بناءها وتعميرها حيث بنيت لتكون مدينة عصرية بمواصفات أوروبية غربية ذات الطراز الحديث فيها المنتجعات الجذابة والفنادق المميزة الفاخرة التي جعلت السياح يتهافتون اليها من مختلف انحاء العالم, ويمكن اختصار الكلام بانها مدينة راقية محاطة بشواطئ ساحرة كالقصبة وسط المدينة والمتحف الافريقي وحديقة التماسيح.
فمباني اغادير التي ابهرت زائريها تروي لنا حكاية من حكايات المغاربة الذين سطروا نسيجاً فنيا رسموه بسواعدهم ليكون خير شاهد على عظمة هذا الشعب وحبه واخلاصه وتفانيه لوطنه مثبتا للعالم اجمع ان الانسان هو محور البناء والتطور الذي يطمح اليه.
فاس
العاصمة العلمية (الروحية) للمملكة المغربية, وتعد من اكبر المدن المغربية القديمة اذ ترجع أصولها الى القرون الوسطى وهي محاطة بجدران عالية والعديد من البوابات التاريخية، وبها توجد اقدم جامعة في العالم.
جامعة القرويين
جامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب هي أقدم جامعة في العالم لا زالت عاملة إلى الآن بدون انقطاع حسب اليونسكو وموسوعة غينيس للأرقام القياسية وذكرها العديد من المؤرخين مشيدين بها وبانجازاتها التي قامت ببنائها السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني التي عرفت باسم “أم البنين” و”سيدة فاس”والتي شيدت عام 859 ميلادي، وقدمت للعالم نخبة من العلماء في كافة العلوم منذ تأسيسها.
كما تعتبر الجامعة أول مؤسسة علمية اخترعت الكراسي العلمية المتخصصة والدرجات العلمية في العالم ومن أبرز ميزاتها مكتبتها التي تضم أنفس وأقدم الكتب في العالم.
مكناس
تعد مدينة مكناس واحدة من أهم أربع مدن في إمبراطورية المغرب كما إرتبط إسمها الشهير بإسم السلطان العلوي مولاي اسماعيل الذي قام ببناء مدينة مثيرة للإعجاب علي التراث المغربي وتحيط بها أسوار عالية مع بوابات كبيرة، ومكناس مدينة تاريخية يوجد بها العديد من المعالم التاريخية والمواقع الطبيعية وهي أقرب المدن إلي الأثار الرومانية القديمة .
وليلي
في العصور القديمة كانت مدينة وليلي مدينة رومانية مهمة تقع بالقرب من الحدود الغربية من الفتوحات الرومانية وكانت المركز الإداري لمحافظة مدينة مورطينية الطنجية، وتتميز بالأراضي الخصبة.
شفشاون
مدينة شفشاون أو (الشاون) مدينة جبلية رائعة تقع في شمال شرق المغرب، وهي مجموعة من الجبال الريفية الرائعة، كما وتتميز المباني الموجودة فيها بانها اكتست باللون الأزرق لذا اطلق عليها المدينة الزرقاء وتوجد بها العديد من الحرف اليدوية التي لا توجد في أي مكان أخر من المغرب، مثل الملابس الصوفية، البطانيات المنسوجة، جبن الماعز، وبذلك فهي تعد من مناطق الجذب السياح .
-
هذا الموضوع خاص وحصري لمال وأعمال يمنع اي اقتباس او اعادة نشر الا بإذن خطي من الادارة