توماس إديسون.. رسم من الفشل عنوانا للمجد
لم افشل أبدا كلمات معلم خلقت مبدعاً لم يتلق سوى ثلاثة أشهر من التعلم، عندما عاد طفل في الرابعة من عمره للبيت وفي جيبه رسالة من معلمه مفادها: “ابنك تومي أغبى من أن يتعلم، أخرجيه من المدرسة”.
عندما قرأت أمه الملحوظة أجابت قائلة :(ابني “تومي” ليس أغبى من أن يتعلم , ولسوف اعلمه أنا بنفسي وكبرت وأصبح) توماس إديسون” العظيم .
عندما سأل صحفي توماس إديسون: ماذا كان شعوره عندما فشل 25000 مرة في محاولته لصنع البطارية، أجاب: لماذا تسميه فشلا ؟ اليوم اعرف 25000 طريقة لأتوصل لصنع بطارية فماذا تعرف أنت؟.
توماس إديسون كان واحد من أعظم المخترعين في تاريخ البشرية، وعندما ذهب إلى المدرسة لأول مرة، اشتكى مدرسوه من بطئه وصعوبة تعلمه، وأطلقوا عليه الحكم مسبقا بالفشل، فقررت والدة إديسون أن تبعد ابنها عن مدرسة نعتته بالفاشل إلى اكبر مدرسة في الوجود إلا وهي مدرسة الأم، وتبدأ تعليمه في تحد صارخ لتثبت للعالم أن الأم هي وحدها التي تستطيع أن تخلق الإبداع وتصنع العمالقة.
ابن العاشرة أصبح إديسون الصغير شغوفا بالعلوم ولديه أول مختبر للكيمياء، طاقة إديسون وعبقريته الغير محدودة صنعت منه مبدعا ( والتي عرفها فيما بعد بأنها 1% الهام و99 % جهد) أنتجت خلال حياتها 1300 اختراع.
إديسون كل تجربة يقوم بها تكون بداية خطوة للتجربة التي تليها، فعندما اخترع إديسون المصباح الكهربائي، قام بما يقارب 2000 محاولة قبل الوصول إلى اختراعه.
فقد سأل مراسل شاب إديسون عن شعوره وهو يواجه الفشل لمرات عديدة، أجابه إديسون: أنا لم افشل أبدا، انا فقط مررت بـ”2000″ محاولة للوصول إلى هدفي.
في العام 1914شب حريق في البناء الذي يتواجد فيه مختبر توماس إديسون دمر المختبر بالكامل بفعل حريق تجاوزت الخسائر الـ 2 مليون دولار، التي كانت لا تعني له شيئا، فمعظم حياة إديسون العملية تطايرت كالشرارات في تلك الليلة.
فجلس إديسون ينظر إلى المختبر والنيران تشتعل بداخلة، يراقب ويكلم بقايا الذكريات، شعور غريب ينتابه وهو يرى مشهداً مرعبا، لحصيلة ابتكارات أبدعها عقله.
حوار دار بين الابن والأب كل كلمة من كلماته تحتاج إلى معجم لتفسير معانيها ويقف العقل أمامها محتارا يود لو انه يكون جزاء بسيطا من نبوغ توماس إديسون.
وفي خضم الكارثة والنيران تشتعل حظر تشارلز ، ابن إديسون ، ذو الـ 24 عاما عند والده بعد بحثا طويلا وجد أباه يجلس بهدوء وهو يراقب النيران ووجهه يشع وشعره الأبيض يتطاير مع نسمات الهواء.
يقول تشارلز:” قلبي ينفطر على والدي”،ويتابع:” لقد أصبح عمره 67 عاما ، لم يعد شابا وكل شيء ذهب مع الحريق، عندما راني والدي، صاح بأعلى صوته: أين والدتك”؟.
قلت له: لا اعرف، رد قائلاً : “عليك أن تجدها وتحضرها هنا لترى شيئا لن يتكرر ولن تستطيع أن تراه ثانية في حياتها”.
وفي صباح اليوم التالي، نظر إديسون إلى الأطلال حوله وقال: هناك قيمة عظيمة في هذه الكارثة، لقد زالت كل أخطاؤنا، وشكراً لله إننا نستطيع الان أن نبدأ من جديد … !!!
ولان الاستثمار الحقيقي هو استثمار العقل فقد استطاع أديسون بعد 3 أسابيع من الحريق الذي كاد أن يبدد أماله أن يخترع أول فونوغراف (مشغل أسطوانات).
رسالة قوية وجهها توماس إديسون للعالم، إن الكوارث ليس نهاية الأشياء، وإنما هي خطوة أولى نحو الأفضل، ومن الجيد أن نتذكر إن الفشل ليس غير حدث وانه من خلال المثابرة، يفوز كثيرا من النجاح، فلا يمكن للعقبات أن تقف في طريقنا بل ستزيدنا إصرار أو إيمانا،ولن يحول بيننا وبين أهدافنا شيء.