في خضم اشتعال المنافسة العالمية في قطاع صناعة البتروكيماويات المتزامنة مع ثورة الغاز الصخري تتجه بعض المصانع البتروكيماوية في العالم لتطوير تقنيات وتكنولوجيات التصنيع لإنتاج المواد البتروكيماوية الأساسية، ومنها الإثيلين بما يحقق أعلى درجات التنافس والخصوصية بين المنتجين وسعياً لتحسن قيمة المنتج وتوسيع استخداماته بما يعزز الربحية مع خفض التكاليف واستهلاك الطاقة ورفع الأداء التشغيلي.
وأوضح الخبير البتروكيماوي جون هيغ، نائب الرئيس الأول ورئيس هيئة المديرين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة أسبن تك، بأن منتجي البتروكيماويات شرعوا بالفعل نحو استخدام التكنولوجيا المتقدمة المتكاملة التي تلعب دورًا حيويًا في الخطط القائمة بين المالك والمشغل في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق أقصى قدر من الأداء التشغيلي وتحسين الربحية وتعزيز التميز التشغيلي بدءًا من التصميم وحتى الإنتاج، مشيراً إلى أن الشركات تتبنى في منطقة الشرق الأوسط التكنولوجيا المتقدمة لزيادة الإنتاج وخفض التكاليف واستهلاك الطاقة بالتزامن مع إنشاء المرافق التي توفر المشتقات البتروكيماوية عالية القيمة والتي تقدم هوامش أقل تقلبًا.
وبين جون هيغ مستشهداً بصناعة الإثيلين التي تتطلب تحقيق التميز كهدف استراتيجي مهم للعديد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط، ومع زيادة الإنتاج العالمي، فإن الانتقال بالتركيز إلى المواد الأولية والمنتجات ذات القيمة المرتفعة يعني الحاجة إلى الوصول بصورة أسرع إلى السوق، مطالباً شركات البتروكيماويات في الشرق الأوسط بضرورة الاستفادة من تلك الحاجة إلى المشتقات الأولية وتحسين الإنتاج، وتنفيذ أفضل الممارسات لتحقيق أقصى استفادة من العمليات التي يقومون بها، مع التوجه للابتكار التي تحقق أقصى استفادة من الصناعة للمستخدمين باكتساب الخبرة بشكل أسرع، بدءًا من التصميم وحتى الإنتاج.
وأشار هيغ إلى المنافسة الشرسة بين دول الشرق الأوسط لإنتاج الإثيلين والتي تمثل نحو 20% من الدول المنتجة للإيثلين حول العالم، حيث تقوم الشركات العاملة في هذا المجال، والتي لم تعد تعتمد على التنقيب التقليدي عن النفط والغاز، بإقامة أعمال تجارية أكثر استدامة مع نمو الطلب في السوق على المشتقات الأولية، ومع الاستفادة من المواد الأولية الرخيصة، يمكن للشركات المنتجة للبتروكيماويات زيادة هوامش أرباحها من خلال توسيع عملياتها ومحافظها في المرحلة النهائية، حيث يعد الإثيلين إحدى اللبنات الهامة في صناعة البتروكيماويات، في وقت تشير الحاجة إلى التعبئة والتغليف والأنابيب والطلاء البلاستيكي والدهانات والسلع المماثلة إلى ارتفاع الطلب على إنتاج البولي إثيلين منخفض التكلفة.
وأضاف أنه ومن أجل التفوق في إنتاج الإثيلين، تكون القدرة على التحكم في المشروع وإدارته بدءًا من تصميمه مرورًا بجميع مراحله وانتهاءً بتحقيق الإنتاج أمرًا بالغ الأهمية، وتضم البرامج الحديثة المستخدمة في تحقيق أقصى استفادة من هذه الصناعة نماذج ثابتة ودينامكية لتوجيه قرارات التشغيل والأداء وتحليل المعدات، والبرامج المستخدمة في تحقيق أقصى استفادة في المصانع في الوقت الفعلي، وتحسين البرمجة الخطية لاختيار أفضل المواد الأولية، حيث يساعد وضوح الوقت الفعلي الذي تقدمه أدوات التخطيط والجدولة الرائدة الشركات المنتجة للأوليفينات على شراء المواد الأولية وإدارتها وتشغيلها بالطريقة الأكثر ربحية وتوفير ميزة تنافسية قوية.
وقد تبنت العديد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط تنفيذ مشروعات متطورة لمواجهة التحديات الخاصة بالنفط والغاز والكيماويات والبتروكيماويات والهندسة والبناء من أجل تصميم المصانع الآمنة وتشغيلها، مع ضمان دقة تكاليف المشاريع بدءًا من الفكرة حتى التنفيذ، وتؤدي القدرة على وضع نماذج للنتائج وتحليلها وتصميمها سريعًا وفي آن واحد باستخدام أدوات التصور المتطورة وتحديد التصميمات المثلى مبكرًا في دورة حياة المشروع إلى كفاءة التصميم وتحقيق الربحية الشاملة، كما يساعد الحصول على المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب وبالشكل الصحيح في تحسين الإنتاج تحسينًا كبيرًا ويمكن أصحاب المصلحة الرئيسيين في المشروع من اتخاذ قرارات أفضل.
وتساعد البرمجيات الهندسية المتطورة التي تنتجها بعض الشركات المستخدمين على وضع رؤية خاصة بإمكانية توفير الطاقة واقتراح تحسينات على التصميمات وتمكن حلول التخطيط والجدولة الرائدة الشركات المنتجة للأوليفينات أيضًا من اختيار المواد الأولية المثلى بناءً على الطلبات والظروف التشغيلية، وبالتالي استخراج القيمة القصوى من الخيارات المتاحة، إضافة إلى استخدام تكنولوجيا التحكم في العمليات المتقدمة لمساعدة الشركات على تحسين جودة المنتج، وخفض استهلاك الطاقة واستخدام المواد الأولية، ونمو الكفاءة التشغيلية الشاملة، وزيادة الإنتاجية مع الحفاظ على عمليات التصنيع آمنة وموثوقة.
وأشار إلى أن الشركات المنتجة للأوليفينات بالشرق الأوسط بدأت استخدام البرمجيات المتقدمة بنجاح في مصانع إنتاج الأوليفينات، حيث حسنت هذه البرمجيات من جودة المنتج وكفاءة المصانع بشكل ملحوظ، وأدت إلى سرعة الحصول على المردود المالي خلال فترات زمنية قصيرة، وتتوفر التصميمات والمعلومات التشغيلية حاليًا في أي وقت وفي أي مكان ويمكن لصناع القرارات الوصول إليها لتعزيز الهندسة التعاونية والدقيقة والفعالة، ويمكن للمخططين والمنظمين استخدام أحدث الأدوات لتحديد اللائحة والمزيج الأمثل من المواد الأولية التي سوف تمكنهم من تحقيق أقصى قدر من الإنتاج مع المحافظة على جودة المنتج لتلبية الطلبات، ومن خلال القيام بالتصنيع المتكامل الذي يحقق أقصى استفادة من الأوليفينات واستخدام أفضل فئة من البرمجيات التي تحقق أقصى استفادة في الصناعة، يمكن لشركات البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط تحقيق أقصى قدر من الربحية من المصانع وتعزيز التميز التشغيلي بدءًا من التصميم وحتى الإنتاج.
تأتي هذه المطالبات بتطوير إنتاجية الإثيلين في وقت تتزعم المصانع السعودية إنتاج الإثيلين في الشرق الأوسط حيث تضاعف حجم إنتاج الإثيلين في المنطقة من 13 مليون طن متري في عام 2007 ليصل إلى أكثر من 30 مليون طن متري في عام 2013م، وهذا ما يمثل تقريبا نصف نمو حجم الإنتاج العالمي خلال نفس الفترة، في وقت يعد الإثيلين العنصر الرئيسي في الصناعات البتروكيماوية ويتم استخراجه من الغاز في الشرق الأوسط بكلفة معقولة وهو ما يعتبر من الميزات في المنطقة ويشكل لبنة أساسية هامة للصناعات الأساسية والتحويلية، حيث توفر مادة الإثيلين القاعدة الرئيسة لثلاثة من أكثر البوليمرات استخداماً في العالم وهي البولي إثيلين وبولي كلوريد الفينيل (بي في سي) والبولي ستايرين إضافة إلى تشكيلة من الكيماويات الوسطية مثل جلايكول الإثيلين الذي يستخدم في صناعة البوليستر ومضادات التجمد… الرياض السعودية