قال سعد الخادم، محلل أبحاث آي دي سي في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن شركات الالكترونيات تأثرت بمصممي الأزياء. إذ أصبح المستهلكون يطالبون بأن تكون أجهزتهم التي يحملونها طوال اليوم ليست مجرد هواتف، وإنما متميزة أيضا من حيث الشكل والتصميم، وهذا ما يجعل بعض الهواتف الذكية الشهيرة تتضمن قطع مجوهرات من ابتكار مصممين.
وأوضح أن هذا الاهتمام بالتفاصيل دفع الشركات المنتجة للهواتف الذكية إلى استلهام عالم الموضة والأزياء ودمج عناصر وخطوط تتميز بأناقتها وقوتها، ودمجها بالأجهزة واختيار المواد التي تغلف هذه الأجهزة بعناية فائقة.
وقال: تخيل كيف تتقاطع المفاهيم بين التقنية والموضة، فخامة تحيط بالمكان، وحضور متألق من جمهور يدرك ما يريد ويترقب مرور الوقت للاستمتاع بآخر صيحات الموضة للعام القادم، والحضور يتنافسون ليجد كل منهم مقعده، وتخفت الأضواء شيئاً فشيئاً، ويبدأ مشغل الموسيقى في تشغيل أنغامه، ويتحول الهمس إلى سكون!
ترادف
أصبحت شانيل وتوري بورش وموشينو وروبرتو كافالي ومارك جيكوب أسماء مرادفة لعالم الموضة والأزياء، وأصبحت تصاميمهم المميزة هي التي تشكل معالم هذه الصناعة، وهذه الأسماء تشتهر بأزيائها وأحذيتها وشنط اليد التي تنتجها، ولكنها الآن تتوسع إلى فئة جديدة – وهي نشاط الإكسسوارات التقنية.
ويركز المستهلكون اهتمامهم في كثير من الأحيان على جودة تصنيع أجهزتهم الذكية، وهناك جدال مستمر بشأن أن الأجهزة المصنعة من المعدن أفضل من تلك المصنعة من البلاستيك، ولكن الحقيقة هي أن معظم مستخدمي الهواتف الذكية يقومون بعد شراء هاتف جديد بشراء غطاء له، وهذا أمر يلغي أهمية هذا الجدال.
هواتف ذكية
وهذا الانتشار المذهل لأغطية الهواتف الذكية يعني أنها لم تعد حكراً على المتاجر المتخصصة في بيع المنتجات التقنية، وإذا قصدت أي متجر من متاجر الأزياء والموضة فإنك ستجدها تعرض لعملائها مجموعة متنامية من أغطية الهواتف، ومن المؤكد أنك ستدفع الكثير، ولكنك ستضمن «زياً» أنيقاً لهاتفك الذي أثناء حضورك لفعاليات كأس دبي العالمي في هذه السنة.
ولم يعد استخدام الذهب مقتصراً على معارض الصاغة والمجوهرات، بل أصبح خياراً مفضلاً للأجهزة الالكترونية، وهناك شريحة من المستهلكين الذين لا يرغبون في الاقتصار على خيار لون واحد أو لونين، بل يريدون شيئاً يؤكد على مكانتهم وما يتمتعون به من ثروة.
قدرات
لقد أدرك البائعون أن شكل الجهاز له أهميته، تماماً مثل قدرات الجهاز على العمل، وهذا ما جعل بعضهم يدخل في شراكات مع مصممي مجوهرات معروفين ودور أزياء شهيرة.
فعلى سبيل المثال، دخلت سامسونج في شراكة مع سواروفسكي لإنتاج اكسسوارات لأجهزتها، وفي الوقت نفسه تم ابتكار سوار MICA الذكي من إنتل عبر شراكة مع دار الأزياء أوبيننغ سيريموني في لوس أنجلوس.
ومن الواضح أن سوق الاكسسوات القابلة للارتداء سيكون الخطوة القادمة لهذا التحالف بين الموضة والتقنية، وسيكون هناك مجالات كبيرة للساعات الذكية، حيث يسعى العديد من البائعين لوضع تصور لإنجاح هذه الفئة وزيادة اهتمام العملاء بها.
أندرويد
لقد قدم نظام أندرويد أفضل ما عنده، ويسعى باستمرار لتحسين وتطوير التجربة التي يحصل عليها العملاء من أجهزة أندرويد القابلة للارتداء، وذلك في الوقت الذي ينتظر فيه العالم وصول ساعة آبل التي يتوقع إطلاقها في مارس من العام الحالي.
وبغض النظر عن البرامج، من الواضح أن العامل الرئيسي الذي سيحدد مستقبل ونجاح فئة الساعات الذكية هو التصميم.
لقد كانت العروض الأولى مملة غير جذابة، وكانت الشاشات المربعة أشبه بالآلات الحاسبة. وعلى العكس من ذلك، يرغب العملاء في الحصول على منتج جذاب وعصري وجميل وأنيق، فهذا الجهاز ليس مجرد شيء تضعه داخل جيبك حينما لا تستخدمه.
وحصل العملاء على لمحة مما يريدونه، حيث يمثل الجهاز Moto 360 من موتورولا أجمل ساعة ذكية في السوق، بشاشتها الدائرية المحاطة بعدة أحزمة من الجلد عالي الجودة والمعدن، أما سامسونج فقد وسعت من شراكتها مع سواروفسكي لتشمل حزام مطعم بالكريستال وذلك في ساعتها الذكية Gear S.
أبل
وانطلقت آبل خطوة إلى الأمام حينما قررت أن مقاسا واحدا فقط لن يكون مناسباً للجميع، وهذا ما جعلها تقدم ساعة آبل بمقاسات وأشكال مختلفة، من بينها أشكال تستخدم فيها الذهب في أفخم موديلاتها. وهذه التصاميم المختلفة سيصحبها مجموعة من الأحزمة وتصاميم مخصصة.
وأعلنت آبل عن عزمها تعزيز الجانب الشخصي للساعة من خلال إطلاق الملايين من التصاميم المختلفة. وقامت الشركة بتعيين المصمم الشهير مارك نيوسون لتتمكن من ابتكار أجهزة قابلة للارتداء بجودة أعلى وتصاميم أروع.
الموضة الذكية
أصبح للموضة أهمية متزايدة في الوقت الحالي، وأصبح العملاء لا يرضون بأقل من الأفضل، ومن خلال الأجيال الجديدة من الساعات الذكية التي تشابه قطع المجوهرات الثمينة، أصبح واضحاً أن التقنية ستحصل على إطلالة أفضل.