«المساعدات الشخصية الرقمية» تفرض نفسها على عمليات البيع بالتجزئة خلال 2018

تحت المجهر
7 يوليو 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
«المساعدات الشخصية الرقمية» تفرض نفسها على عمليات البيع بالتجزئة خلال 2018

ximage.jpg.pagespeed.ic .QHbzSg 0OK - مجلة مال واعمال

كلّ من يمارس نشاط البيع بالتجزئة ولايزال «يعمل كالمعتاد» هو عملياً على طريق الهاوية الذي سينتهي به إلى إغلاق المتجر، وفقد الوظائف وضياع الأموال، لأن التقنيات الجديدة التي دخلت هذا المجال فرضت عليه تغييرات جذرية لم يعد بالإمكان تجاهلها أو تفاديها. فالتسوق بالصوت أنجز انطلاقته الأولى القوية خلال عام 2018 بفضل المساعدات الشخصية الرقمية الذكية، وفي مقدمتها «أمازون ايكو»، و«غوغل هوم»، وتقنية «الواقع المعزز» على وشك أن تصبح «ممارسة شائعة» في عمليات البيع بالتجزئة، بفضل حزمة أدوات «آر كيت» من «أبل» وما قدمته بالاشتراك مع «إيكيا» لتجارة الأثاث من أدوات تسويق وبيع وشراء مذهلة، ودخول انظمة إنترنت الأشياء على الخط، جعل وجود المخزون داخل المتاجر مسألة مؤقتة في طريقها الى الزوال. وبات يفرض أنماطاً جديدة داخل المتاجر، من بينها «الترفيه بالتجزئة» لتكون هي صلب الأعمال جنباً الى جنب مع «البيع بالتجزئة». وهذه المحاور هي خلاصة المراجعة التي قام بها محللو شبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في تقنية المعلومات لـ17 تقريراً صدرت خلال عام 2018 عن مؤسسات بحثية واستشارية مستقلة، وعن إدارات البحوث والتسويق ببعض شركات التقنية الكبرى، حول مستقبل انشطة البيع بالتجزئة عالمياً، ومن خلال هذه المراجعة استخلص المحللون 135 توقعاً في 13 قضية فرعية ذات علاقة بالبيع بالتجزئة.

وجاءت هذه المراجعة ضمن رصد موسع تقوم به الشبكة لعمليات «التحول الرقمي» الشاملة التي تفرضها صناعة تقنية المعلومات على العديد من الصناعات الأخرى.

الصورة العامة

وتتركز نقطة الاتفاق في الـ17 تقريراً في أن «العمل المعتاد هو الهاوية بعينها»، ويقصد بذلك أن التغيير الجذري في ممارسة أنشطة البيع بالتجزئة لم يعد ترفاً أو خياراً يمكن قبوله أو رفضه، بل أصبح أمراً مفروضاً، والفشل فيه يعني الاغلاق والخروج من الساحة. وهو ما تدل عليه الاضطرابات الشديدة التي يعانيها قطاع البيع بالتجزئة في الوقت الحالي. فعلى جانبي المحيط الأطلسي، هناك قصص إخبارية منتظمة عن إغلاق المتاجر وفقدان الوظائف، مع تحول متسارع بعيداً عن التسوق داخل المتجر، والاتجاه نحو التجارة الإلكترونية، خصوصاً عبر الأجهزة المحمولة، ووقوف «أمازون» في قلب الأنماط الجديدة لتجارة التجزئة.

التوجهات الرئيسة

وحول فكرة «العمل المعتاد هو الهاوية» تدور بعض التوجهات الرئيسة، من بينها التعامل مع التقنيات الناشئة، مثل «الواقع المعزز»، و«التسوق بالصوت»، وإدارة عملية البيع استناداً إلى أنظمة إنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتجارب المحسنة داخل المتاجر، والخيارات الجديدة في الدفع، والتخصيص في إدارة العلاقات مع العملاء وصولاً إلى فكرة «التخصيص على مستوى الشخص»، أو خدمة «على مقاس كل شخص»، والضغط من أجل تطوير المنتجات بشكل أسرع من أي وقت مضى وتنفيذ التسليم، ربما باستخدام طائرات بدون طيار، على سبيل المثال، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وتحليلات البيانات الضخمة لدفع عملية صنع القرار في قطاع البيع بالتجزئة، وتوفير وإدارة قنوات متعددة يمكن للعملاء من خلالها إجراء أبحاثهم، وتوفير رؤية أكبر لإرضاء الاهتمامات الأخلاقية والبيئية للعملاء، والأهمية المتزايدة لأمن البيانات والحوكمة.

«الواقع المعزز»

وتوقع تقرير لشركة «فيند» للبحوث أن تصبح تقنية «الواقع المعزز» أكثر نضجاً وانتشاراً في 2018، واستشهد على ذلك بتطبيق «بليس» الذي قدمته شركة «إيكيا» لصناعة الاثاث، وتم بناؤه باستخدام حزمة ادوات تطوير «آر كيت» البرمجية من «أبل»، ويتيح معرفة كيف ستبدو منتجات «إيكيا» عند وضعها في منزلك. ويعمل هذا التطبيق عبر تصوير وفحص الغرفة المطلوب تأثيثها بهاتف «آي فون»، ثم إسقاط الأثاث نفسه عليها بطريقة «الواقع المعزز»، وعرض الصورة التي ستظهر بها الغرفة. وفي هذا السياق توقع تقرير آخر صادر عن شركة «آيدن» للدفع الالكتروني أن تصبح تقنية «الواقع المعزز» بمثابة «حقيقة تسوق يومية» في ما بعد 2018.

التسوق بالصوت

واعتبر تقرير «آيدن» أن 2018 هو عام الانطلاقة الأولى والحقيقية لنمط التسوق المستند لتقنيات الصوت، واستشهد بالنجاح الذي حققه مشروع المشاركة بين كل من «وول مارت» للبيع بالتجزئة و«غوغل»، في الشراء والتسوق عبر الأوامر الصوتية لـ«مساعد غوغل هوم» الشخصي الرقمي، والشعبية الواسعة التي حققها نظام «ايكو دوت» من «أمازون» للتسوق بالصوت عبر «مساعد إيكو» الرقمي.

إنترنت الأشياء

وتوقعت مدونة «إحصاءات سامسونغ» بحدوث نمو متسارع في استخدام أنظمة إنترنت الأشياء بقطاع البيع بالتجزئة، لكونها ستساعد المشترين والمستهلكين في العثور بسرعة على البنود والأشياء التي يرغبون في شرائها، وإعلامهم بالخصومات والعروض عبر هواتفهم الذكية، كما يمكن للبيانات التي يتم جمعها بهذه الطريقة أن تساعد تجار التجزئة على فهم أنماط تصفح وشراء العملاء وإزالة المخزون من داخل المتاجر، ولذلك سيستمر تجار التجزئة في استكشاف طرق لاستخدام إنترنت الأشياء في العام المقبل لكل شيء، كحفظ علامات تبويب أفضل على مخزونهم لإدارة الخسائر الناجمة عن السرقة والتواصل مع المتسوقين.

وأكدت مدونة «إحصاءات سامسونغ» أن الطباعة ثلاثية الأبعاد من التقنيات التي يجب مراقبتها في مجال البيع بالتجزئة، لكونها ستنشر ما يطلق عليه «التصنيع الإضافي»، وهو نشاط ينمو بهدوء، ولديه القدرة على هز أساس البيع بالتجزئة.

وأشار تقرير «آيدن» إلى أن متاجر البيع بالتجزئة ستتحول الى ساحات تتيح للعملاء الحصول على مزيد من الخبرات المحسّنة، التي تتجاوز التجارة الى الخبرات الاجتماعية التي يمكن أن يطلق عليها «الترفيه بالتجزئة»، وهي أنشطة تجعل من المتاجر أماكن يرغب المستهلكون في العودة إليها.

وتحدث تقرير صادر عن مؤسسة «بلو كور» البحثية عن ما سمّاه «موت متاجر التجزئة التي تعمل كالمعتاد»، وحياة ونمو وتوسع نظيرتها التي تستفيد من البيانات وتستمع لعملائها، وتقبل على الحلول التقنية الجديدة، خصوصاً تطبيقات المحمول والحلول المستندة إلى الحوسبة السحابية، التي تمكّن التجار من إعداد المتجر بسرعة بأقل استثمار. وبحسب التقرير فإن ذلك سيعمل على دخول المزيد من المتاجر المستقلة إلى السوق.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.