في إطار مساعيها للانضمام إلى قائمة الدول الرائدة في مجال علوم الفضاء، قررت إمارة دبي الإماراتية استحداث مدينة مصغرة للقيام بدراسات تحاكي نمط حياة المستعمرين الأوائل لكوكب المريخ.
ووفقاً لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن “هذه المدينة المصغرة ستبنى على شكل قِباب شفافة تبلغ مساحتها الإجمالية 1.9 مليون قدم مربع (180 ألف متر مربع)، نظامها المغلق سيحتوي على تقنيات متطورة ومعدات ستساعد المختصين على محاكاة نمط حياة أول مستعمري المريخ“.
وأطلق كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، مشروع بناء هذه المدينة الفضائية الأولى من نوعها، التي ستتخذ من حديقة مشرف بدبي مقراً لها.
وتُبنى هذه المدينة بالتعاون مع وكالة الفضاء الإماراتية ومركز محمد بن راشد للفضاء، لتكون مركز أبحاث متطوراً تابعاً لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، والذي من المفترض أن يصل عدد المختصين المحليين فيه إلى 150 قبل 2020.
وذكرت وكالة “أنباء الإمارات” أن تكلفة المشروع ستبلغ 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، على مساحة أرض تبلغ مليوناً و900 ألف قدم مربع، لتشكل بذلك أكبر مدينة فضائية تُبنى على الأرض ونموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ.
ويتضمن المشروع الذي تبلغ مساحته 500 ألف قدم مربع، وكُشف عنه ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي عُقدت في العاصمة أبوظبي يومي 26 و27 سبتمبر/أيلول 2017 مختبرات للغذاء، والطاقة، والمياه.
ويتضمن إجراء اختبارات زراعية متنوعة تلبي احتياجات الدولة المستقبلية في الأمن الغذائي، بالإضافة إلى متحف عالمي يعرض أبرز إنجازات البشرية في مجال الفضاء.
كما يشمل المشروع مناطق مبتكرة للتعليم تهدف إلى المساهمة في إنشاء جيل يقوده الشغف نحو العلم والفضاء والاستكشاف. ومن المقرر أن تُطبع جدران المتحف بتقنية ثلاثية الأبعاد باستخدام رمال من صحراء الإمارات.
ويتضمن المشروع مختبرات متطورة تحاكي تضاريس الكوكب الأحمر وبيئته القاسية، وسيُنفذ باستخدام تقنيات مطورة للطباعة ثلاثية الأبعاد، وعزل الأشعة، والحرارة، وسيعمل على استقطاب أفضل العلماء والتجارب العلمية من حول العالم إلى دولة الإمارات لتلبية احتياجات الدولة العلمية المستقبلية، وتطبيق الدراسات بشكل يساهم في تطوير وتحسين الحياة البشرية والتصدي لتحديات أمن الغذاء والمياه والطاقة على كوكب الأرض.
كما تشمل خطط إنشاء المدينة الأولى والأكبر عالمياً في مجال الفضاء، تجربة نوعية لإشراك فريق بشري مختص سيعيش داخلها لمدة عام واحد، وسط ظروف بيئية وحياتية تحاكي ظروف الكوكب الأحمر، مع إجراء الدراسات السلوكية المطلوبة لمتابعة النتائج العلمية والاستفادة منها لاحقاً في مجال رحلات استكشاف الفضاء. ومن المقرر أن يقوم الفريق بإجراء تجارب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه والغذاء.
يُذكر أن المشروع يمكن تنفيذه بشكل كامل على كوكب المريخ، وقد عملت على المشروع فرق عدة من علماء ومهندسين ومصممين، يقودهم فريق علمي هندسي إماراتي من مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي، وصممه المهندس بيارك أنغيل الذي صمم مشاريع عالمية متميزة، من ضمنها مقر شركة جوجل الجديد ومقر شركة ليغو.