ويستهدف المركزي المصري من هذه الخطوة استقطاب عدد من المؤسسات المالية العربية لاسيما الخليجية للعمل في السوق المصرية، عبر افتتاح بنوك بالكامل أو فروع لتقديم أنشطة وخدمات الصيرفة الإسلامية الى جانب تلبية مطالب متزايدة من جانب أحزاب وقوى سياسية وبعض دوائر الأعمال المرتبطة بهذه القوى بالتوسع في مجال الصيرفة الإسلامية في مصر لتيسير التمويل لراغبي تأسيس المشروعات وفقا لهذه الأدوات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وفقاً لجريدة “الاتحاد” الإماراتية.
ويأتي هذا التحرك من جانب المركزي المصري في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة حيث كانت السلطة النقدية في مصر تنتهج استراتيجية عدم السماح بإنشاء بنوك جديدة وتقليص عدد البنوك القائمة ودفع المؤسسات المالية سواء العربية أو الأجنبية الراغبة في دخول السوق المصرية إما إلى شراء بنوك قائمة بالكامل أو المساهمة في بنوك أخرى عبر شراء حصص من رأسمال هذه البنوك.
“الإسكندرية” يحول 20 فرعاً إلى النشاط الإسلامي
وجاءت هذه الخطوة متزامنة مع تحركات تقوم بها ثلاثة بنوك تجارية كبرى للتحول بجزء كبير من أنشطتها نحو الصيرفة الإسلامية وهي بنوك “الاسكندرية” و”التجاري الدولي” و”HSBC” البريطاني حيث بدأت هذه البنوك اتخاذ العديد من الخطوات الإجرائية اللازمة لتهيئة البنية التحتية بها نحو التحول الى الصيرفة الإسلامية.
ومن المنتظر أن يتقدم بنك الاسكندرية خلال أيام بطلب للحصول على ترخيص بمزاولة النشاط في عدد من فروع تابعة له موزعه على مناطق مصر المختلفة والبالغ عددها 184 فرعا والمقرر تحويل نحو 20 فرعا للعمل في مجال البنوك الإسلامية كمرحلة أولى يجري بعدها تقييم التجربة تمهيدا للتوسع فيها عبر إضافة فروع جديدة حال نجاح التجربة واستحواذ البنك على حصة مناسبة من هذه السوق المتنامية.
“التجاري الدولي” يستهدف حصة كبيرة من السوق
وانتهى البنك التجاري الدولي من إعداد خطة انتشار لفروعه الإسلامية التي يسعى الى الحصول على ترخيص لها في الفترة القادمة استنادا الى عدد من الدراسات السوقية التي سبق للبنك القيام بها حيث يسعى البنك باعتباره أكبر بنوك القطاع الخاص حجما للحصول على حصة كبيرة من سوق الصيرفة الإسلامية حال اطلاق هذا النشاط المالي في مصر.
أما بنك “HSBC” فيسعى الى تطبيق تجربته في مجال الصيرفة الاسلامية في عدد من الدول الخليجية لاسيما في سوقي السعودية والبحرين ونقل هذه التجربة الى السوق المصرية حيث كان البنك قد طرح في هذه الأسواق منتج “أمانة” الذي حقق نجاحا كبيرا ويتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
توقعات بنمو كبير
وتقدر خدمات الصيرفة الإسلامية في مصر بنحو 5% من حجم السوق حيث يقتصر تقديم هذه الخدمات على أربعة بنوك هي المصرف المتحد وبنك البركة ـ مصر التابع لمجموعة البركة الدولية وبنك فيصل الاسلامي المصري التابع لمجموعة بنك فيصل العالمية والبنك الوطني للتنمية العائد لمصرف أبوظبي الإسلامي.
وحسب دراسات سوقية محايدة فإنه من المنتظر حال إطلاق حرية التأسيس والتحول نحو الصيرفة الإسلامية أن يستحوذ هذا النشاط على 40% على الأقل من حجم السوق المصرفية في مصر البالغ قوامها 1.3 تريليون جنيه تمثل إجمالي قواعد الإيداعات بالجهاز المصرفي الى جانب رؤوس أموال وأصول واحتياطات 49 بنكا عاملة في السوق.