كشف الرئيس التنفيذي لشركة تطوير منطقة معان التنموية، الدكتور ماهر المدادحة، عن وجود استثمارات فعلية مقامة في منطقة معان بقيمة 55 مليون دينار تتركز معظمها في الروضة الصناعية.
وأشار المدادحة، في مقابلة مع “الغد”، الى وجود اهتمام من قبل مجموعة مستثمرين للاستثمار في مشاريع عدة أهمها؛ إقامة مصنع لألواح الطاقة الشمسية بقيمة 5 ملايين دينار من قبل رجال أعمال أردنيين، ومشروع الحامض الفوسفوريك عالي النقاوة بقيمة 8 ملايين دينار من قبل رجال اعمال يابانيين، اضافة الى اقامة مصنع للزجاج بقيمة 200 مليون دينار من قبل مستثمرين خليجيين.
وبين المدادحة ان الاستثمارات الفعلية المقامة تتركز في منطقة الروضة الصناعية؛ حيث يوجود 12 مصنعا عاملا و 6 مصانع في مراحل التجهيز المتوسطة والنهائية، مشيرا إلى ان فرص العمل التي تحققت منذ انشاء المنطقة نحو 120 فرصة عمل من ضمنها 96 عمالة محلية.
وأوضح المدادحة ان أبرز الاستثمارات القائمة حالياً تشكل قيمة مضافة عالية هي مصنع سنام لطلاء الزجاج والشركة الأردنية البريطانية لإنتاج عدّادات الكهرباء الرقمية، بالإضافة الى عدد من مصانع الأسمدة الزراعية ومواد البناء ودباغة الجلود.
يشار ان منطقة معان التنموية مبادرة ملكية تم اطلاقها منتصف العام 2008 وتغطي المنطقة مساحة تبلغ نحو 8.75 كم مربع وتتكون منطقة معان التنموية من 4 محاور مختلفة في غاياتها، ولكنها مكملة لبعضها البعض، هي الروضة الصناعية والمجتمع السكني ومركز تطوير المهارات وواحة الحجاج.
ويهدف إطلاق منطقة تنموية في معان إلى جعلها محركا للنمو الاقتصادي في جنوب الأردن، وتحسين الظروف المعيشية لسكانها من خلال تأسيس منطقة تنموية تتميز بأن تكون محوراً إقليمياً للحركة الصناعية يدعمه توافر القوى العاملة بتكلفة منافسة واطار تشريعي ومالي ملائم، كذلك أن تكون مركزاً للتميز في مجال التدريب المهني يزود طلابه بالمهارات والقدرات التي يحتاجونها لاثبات أنفسهم في أسواق العمل ويرفد المشاريع والاستثمارات بالموارد البشرية الجاهزة والمؤهلة، بالإضافة إلى أنها معلم ديني للحجاج يوفر لهم الراحة والاسترخاء.
وقال المدادحة ان الازمة المالية العالمية التي حدثت في العام 2008 أثرت على جهود الشركة لاستقطاب شريك استراتيجي يقدم التمويل والخبرة لتطوير المنطقة واستقطاب الاستثمارات اليها، ما دفع الشركة إلى أن تُركز الجهود على استقطاب المستثمرين إلى الروضة الصناعية وجعل المنطقة فاعلة اقتصادياً، وترتيب أولويات محاور المنطقة ومكوناتها من متطلبات التطوير حسب توقعات جذب الاستثمار والتغذية العكسية، وتطوير القدرات الداخلية للشركة للتخطيط والبناء والتشغيل لأعمال ومحاور التطوير.
وبين المدادحة ان الشركة قامت بضخ مبلغ 27 مليون دينار لغاية بناء سكن طلاب جامعة الحسين بن طلال في المجتمع السكني وتطوير البنى التحتية للروضة الصناعية وبناء هناجر صناعية إضافية في الروضة الصناعية وإضافة الى بناء المرحلة الأولى من محور واحة الحجاج.
الروضة الصناعية
ويتمثل محور الروضة الصناعية التي تقع على بعد 10 كيلو مترات شرق مدينة معان على تقاطع الجفر- المدورة على مساحة 7500 دونم، وتعنى بتقديم خدمات عدة اهمها شبكة قائمة ومعدلة من الشوارع والطرق وخدمات اتصالات متطورة وقطع أراضٍ واسعة متوفرة للمستثمرين ومحطة تنقية قائمة للمجاري الصناعية، إضافة الى وصول سهل إلى موقع مكبّ للنفايات الصلبة وخدمات تخليص جمركي وخدمات الطعام وخدمات أمنية على مدار الساعة وخدمات إدارية ومكاتب مؤقتة.
وقال المدادحة إن المبالغ التي قامت الشركة بضخها ضمن هذا المحور اسهمت في استقطاب 27 مشروعا موثقاً بعقود بقيمة 82 مليون دينار تحقق منها 55 مليون دينار من خلال 12 مصنعاً عاملاً و6 مصانع في مراحل التحضير المختلفة ومصنعين جرى تعديل برنامجهما الزمني اضافة الى 7 مصانع وصلت إلى مرحلة التشغيل وتوقفت لظروف مالية.
وتوقع المدادحة ان يصل عدد العمالة في تلك المصانع الى 1063 عاملا بدلا من 120 فرصة عمل متوفرة حاليا وذلك عندما تصل جميع المصانع إلى مرحلة التشغيل الكامل.
وقال المدادحة ان الشركة نجحت في الترويج للميزة التنافسية للمنطقة التنموية في مجال الطاقة الشمسية من حيث معدلات الاشعاع المرتفعة، والطبوغرافية المستوية الارتفاع عن سطح البحر وانخفاض نسب الرطوبة والغبار والقرب من شبكة توزيع الكهرباء الوطنية الرئيسية، مبينا أن الشركة قامت بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع كبريات الشركات العالمية والوطنية العاملة في مجال الطاقة الشمسية وذلك لإقامة مشاريعها في منطقة معان التنموية.
وبين المدادحة ان الشركة قامت بتشغيل نظام ذي دقة عالية لقياس الاشعاع الشمسي، بالاضافة الى مجموعة من أجهزة القياسات الجوية في الروضة الصناعية بالتعاون مع مركز الفضاء الألماني والجامعة الأردنية والمركز الوطني لبحوث الطاقة.
وأوضح المدادحة أن الشركة قامت بتخصيص 5000 دونم من أراضي الروضة الصناعية لمشاريع الطاقة الشمسية الفلتوضوئية وحصلت على موافقة مجلس الوزراء لتوسعة المنطقة بما مساحته 18500 دونم لمشاريع الطاقة الشمسية المركزة.
وفي هذا المحور، قال المدادحة ان الشركة انتهت من اجراء الدراسات الهندسية اللازمة لانشاء انبوب لجر 2500 متر مكعب من المياه المعالجة من محطة تنقية مدينة معان الى الروضة الصناعية وبهدف استخدامها في الصناعات لما لها من أثر بيئي ايجابي، حيث أن المياه المنتجة حاليا غير مستغلة اضافة الى قيام الشركة بالتعاون مع وزارة الاشغال العامة بتصميم توسعة الشارع الرئيسي المؤدي من مدينة معان الى الروضة الصناعية وبطول 10 كم؛ حيث أن المشروع حالياً تحت التنفيذ ليكون جاهزاً خلال الربع الأول من العام 2013.
وعن النظرة المستقبلية لهذا المحور، بين المدادحة ان الشركة ستعمل على ترويج الخريطة الاستثمارية لمنطقة معان التنموية والتي تتضمن مجموعة من دراسات الجدوى الاقتصادية المبدئية لفرص استثمارية تظهر المزايا التنافسية للمنطقة من خلال استغلال ثرواتها الطبيعية، إضافة الى متابعة جهود دعم وتحقيق مشاريع الطاقة الشمسية في منطقة معان التنموية بما يؤدي الى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المجتمع المحلي من خلال النشاط الاقتصادي الذي ستوجده هذه المشاريع في مراحل إنشائها وتشغيلها المختلفة ومنح معان خصوصاً والأردن عموماً الريادة على مستوى المنطقة في مجال الطاقة الشمسية وبما يوفر الفرصة للأردنيين (شركات وافراد) للاستفادة والعمل في مشاريع الطاقة الشمسية القادمة للاقليم والمنطقة على نطاق واسع.
كما ستعمل الشركة، وفقا، للمدادحة على متابعة جهود الشركة مع مجموعة من المستثمرين المهتمين في مجال الاسمدة الزراعية وصناعة لوحات التحكم الكهربائية والصناعات الكيماوية، بالإضافة الى الصناعات المرتبطة بمشاريع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية واستكمال بعض متطلبات البنية التحتية والفوقية والتشغيل لخدمة النشاط الاستثماري مثل مشاريع الطاقة الشمسية ومركز جمرك معان التنموي وحفر وتشغيل الآبار الإرتوازية وسكن العمال ضمن المرحلة الأولى من الروضة الصناعية.
المجتمع السكني
وحول محور المجتمع السكني الذي يقع على بعد 8 كيلو مترات شمال مدينة معان مقابل جامعة الحسين بن طلال على مساحة 1000 دونم يتمثل المحور في انشاء فلل وشقق وإسكان طلاب وفندق ومحلات تجارية ومطاعم وبنوك ومباني الإدارة، مركز أمني، مسجد، مدارس اضافة الى مركز صحي، مكتب بريد ومحطة وقود ومرافق مياه، كهرباء، واتصالات وحدائق عامة وملاعب وخدمات اجتماعية مختلفة.
وقال المدادحة ان الشركة نجحت ضمن هذا المحور في إنجاز سكن طلاب جامعة الحسين بن طلال المكون من مبنيين بمساحة اجمالية 33500 متر مربع وبسعة استيعابية 1500 طالبة وبما ساهم في مساعدة الجامعة على تحقيق طاقتها الاستيعابية، وقد وفر السكن مجموعة من الفرص الاستثمارية الصغيرة للمجتمع المحلي المتمثلة بالمحلات التجارية التي ستخدم المشروع والمنطقة المجاورة له.
وقال المدادحة إنّ “جامعة الحسين بن طلال باشرت باستقبال طالبات السنة الأولى في سكن الطالبات الجديد الذي اقامته الشركة”.
وبين ان “السكن الجديد يتكون من مبنيين، وتحتوي المباني على 740 غرفة تتسع لاقامة 1500 طالبة بغرف مجهزة بجميع الخدمات التي تساعد على راحة الطالبات وتوفيرالجو النفسي والدراسي الملائم؛ حيث يأتي هذا السكن رافدا اضافيا لاسكانات الطالبات المختلفة لتغطية الزيادة المستمرة في اعداد الطلاب بالجامعة”.
وقال إن الشركة تخطط، وبناء على التطور، في جذب الاستثمارات إلى الروضة الصناعية لتهيئة البنية التحتية للمرحلة الأولى من المجتمع السكني بمساحة 300 دونم بما يوفر مباني سكنية وبيئة حضرية تتناسب مع الطلب.
مركز تطوير المهارات
وعن محور مركز تطوير المهارات الذي يقع على مساحة 50 دونما، قال المدادحة “نظراً لعدم توفر الحجم اللازم من الصناعات لإنشاء مركز متكامل ومستقل لتطوير المهارات، فقد تم توقيع اتفاقية التعاون المتبادل مع مؤسسة التدريب المهني وتم عقد دورات للتدريب على تركيب السخانات الشمسية وصيانتها وتم الحصول على منحة لتأهيل مشغل تدريب السخانات الشمسية”.
وبين المدادحة ان الشركة تعمل حاليا مع الاتحاد الأوروبي لتطوير جزء من مركز التدريب المهني معان ليكون أول مركز متخصص في المنطقة لأغراض التدريب على المهن المرتبطة بمشاريع الطاقة الشمسية.
وبين ان النظرة المستقبلية لهذا المحور، تكمن في ان الشركة ستعمل على متابعة التعاون مع مؤسسة التدريب المهني لتغطية الاحتياجات التدريبية للمستثمرين في الروضة الصناعية ودراسة إنشاء مركز تطوير المهارات في حال ارتفاع الاحتياجات التدريبية عن المستوى أو الاستطاعة الموجودة لدى مركز التدريب المهني، إضافة الى متابعة العمل على تطوير المادة التدريبية والمشاغل في مركز التدريب المهني والعمل مع جامعة الحسين بن طلال وشريك استراتيجي أجنبي لتوأمة مركز تطوير المهارات معهما ووضعه على الخريطة الاقليمية كمركز متخصص لتطوير المهارات.
واحة الحجاج
وعن محور واحة الحجاج، الذي يقع على الطريق الدولي (عمان-العقبة) على بعد 7 كم قبل بوابة مدينة معان على مساحة 200دونم، قال المدادحة ان اهداف المشروع تتمثل بخدمة حجاج ومعتمري بيت الله الحرام على الطريق البري من شرق أوروبا وغرب آسيا، والدول العربية المجاورة حيث يبلغ عدد الحجاج والمعتمرين المارين عبر معان حوالي مليون سنوياً.
ويتمثل المحور في اقامة مسجد كبير وخيام عصرية لاستراحة الزوار وفندق، إضافة الى مطاعم ومحلات تجارية ومركز خدمات للحجاج والمعتمرين ومواقف سيارات وحافلات ومحطة محروقات وخدمات اخرى مختلفة.
وقال المدادحة “انطلاقاً من الأهمية الكبيرة لمشروع واحة الحجاج سرعت الشركة خطواتها نحو البدء بأعمال إنشاء المرحلة الأولى التي تشمل البنية التحتية الضرورية، مبنى الادارة، مجمع الخيام وساحات الاستراحة، طرق الخدمات والمحال التجارية والبازار الشعبي الدائم بكلفة تبلغ الـ 3 ملايين دينار، كي يؤدي تنفيذها الى جذب مزيد من اهتمام المستثمرين اليها وتكملة المراحل الاخرى للمشروع التي ستظهره بالصورة المميزة التي خطط وصمم على اساسها.
وأضاف المدادحة ان الشركة ستواصل جهودها التسويقية للمشروع والفرص الاستثمارية ضمنه وستتابع العمل مع المستثمرين المهتمين بالمشروع الذي يتوقع انجازه خلال النصف الثاني من العام المقبل وستطرح فرصه الاستثمارية قبل نهاية الربع الأول من نفس العام.
وعن النظرة المستقبلية لهذا المحور، بين ان الشركة ستستمر في الجهود التسويقية والترويجية للمشروع بهدف جذب شريك استراتيجي قادر على استكمال باقي مراحل المشروع اضافة الى متابعة الجهود مع الجهات الرسمية لتحقيق مبدأ اجبارية التوقف والدخول للواحة والعمل على جذب تمويل للمسجد الكبير والذي سيكلف حوالي 3 ملايين دينار حيث تم الانتهاء من اعداد التصاميم الخاصة به.
واشار المدادحة الى أبرز التحديات الداخلية التي تواجه منطقة معان التنموية تتمثل في توفير الطاقة والمياه بكميات وأسعار مناسبة في ظل ان المنطقة مهيأة للصناعات الثقيلة والتي تستطيع ان تنافس فيها في ظل ما يتوفر من ثروات طبيعية لولا هذا التحدي.
وتطلع المدادحة إلى أن يتم تجاوز هذه التحديات من خلال استيراد الغاز الطبيعي من مصادر مختلفة ليكون متوفراً للصناعة وبالاسعار العالمية.
وبين المدادحة ان عدم تمييّز المنطقة بحزمة من الحوافز والإعفاءات الضريبية بالمقارنة مع باقي المناطق التنموية على اختلاف أماكن تواجدها ونشاطها الاقتصادي وعلى غرار ما كان معمولا به سابقاً يقلل من فرص جذب الاستثمارات الى المنطقة.
وقال المدادحة ان “التنافس الكبير بين الدول في مجال جذب الاستثمارات، والتغييرات المتسارعة والدراماتيكية في الاوضاع والظروف الاقتصادية والسياسية يحتم علينا اولاً أن نطور ونحدث باستمرار المنظومة التشريعية والادارية وحزم الحوافز المالية والاجرائية والخطط والبرامج الترويجية للاستثمار وان نركز على الفرص الاستثمارية ذات المزايا التنافسية”.
وبين المدادحة ان شركة تطوير معان أعدت اخيرا الحزمة الأولى من خارطتها الاستثمارية التي تتكون من ثماني دراسات جدوى اقتصادية مبدئية لفرص استثمارية ذات مزايا تنافسية تملكها معان، مبينا ان من ضمن هذه الفرص التي بدأ عرضها على مختلف الجهات والصناديق الاستثمارية مصانع للزجاج، العبوات الزجاجية، سيللكات البوتاسيوم، الاسمدة، السيراميك والخلايا الفلتوضوئية”.
وقال المدادحة إنّ “استخدام أشعة الشمس يعد من أهم المصادر المتجددة للطاقة على الأرض وان استغلالها من خلال مشاريع الحصاد الشمسي لن يسهم فقط في توفير طاقة متجددة ومستدامة للأردن بل سيسهم أيضا في إحداث تنمية اجتماعية واقتصادية في جنوب الأردن من خلال خلق المئات من فرص العمل خلال مرحلة التشييد والعمليات اللاحقة ما يجعل الأردن مركزا للطاقة النظيفة”، مشيراً إلى أنّ “المشروع يساعد الأردن في بلوغ هدفه بإنتاج الطاقة المتجددة بنسبة 7% وذلك بحلول العام 2015 وبنسبة 10% بحلول العام 2020 استنادا إلى الاستراتيجية الوطنية للطاقة”.
واوضح المدادحة ان الشركة ستعمل على متابعة جهود دعم وتحقيق مشاريع الطاقة الشمسية في منطقة معان التنموية بما يؤدي الى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المجتمع المحلي من خلال النشاط الاقتصادي الذي ستوجده هذه المشاريع في مراحل انشائها وتشغيلها المختلفة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3wK