وجدت دراسة جديدة أن السرطان بدأ يتسبب في قتل المزيد من الناس بمعدل أعلى من أمراض القلب في الدول الغنية. وعُرفت أمراض القلب بأنها القاتل الرئيس في العالم لأكثر من عقد من الزمان، ولكن مع تحسن الصحة العامة في البلدان الغنية، بدأ السرطان في التفوق عليها.
وحللت الدراسة، التي أجرتها جامعة في كندا، سجلات صحية عمرها نحو 10 سنوات شملت زهاء 163 ألف فرد، تتراوح أعمارهم بين 35 و70 عاما في 21 دولة عبر 5 قارات. ووجدت الدراسة أن عدد الوفيات الناجمة عن السرطان هو ضعف عدد الوفيات بسبب أمراض القلب، في أغنى بلدان العالم.
ويقدر أن الدول ذات الدخل المتوسط والمرتفع، تشهد ما بين ربع وثلث الوفيات الناجمة عن السرطان، على قدم المساواة مع أمراض القلب في بعض المناطق.
وقال الباحثون إنه “من المحتمل” أن يصبح السرطان في يوم من الأيام أكبر قاتل في العالم، حيث تلحق الدول الأخرى بالجهود المبذولة للحد من أمراض القلب.
وخلال الدراسة، تبين أن 0.6% من الوفيات في البلدان المرتفعة الدخل ناجمة عن أمراض القلب، في حين أن 1.6% سببها السرطان.
ومع ذلك، ثبت أن أمراض القلب في البلدان منخفضة الدخل أكثر فتكا، حيث تسببت في 3.7% من الوفيات مقارنة بنسبة 1.3% بسبب السرطان.
وفي البلدان متوسطة الدخل، كان الفرق أصغر (1.4% للسرطان و1.8% لأمراض القلب).
ثم قام الباحثون بتعديل نتائجهم لحساب عدد الوفيات، التي يمكن توقعها لكل سنة. وقدروا أنه في البلدان المرتفعة الدخل، بلغ معدل الوفيات بسبب السرطان 23%.
واقترح الباحثون الكنديون أن السبب الكامن وراء نتائج الدراسة، هو أن الدول الغنية لديها رعاية صحية أفضل مع بذل المزيد من الجهود لخفض معدلات الإصابة بأمراض القلب.
ويمكن أن يشكل السرطان أكثر من مشكلة في البلدان الأكثر ثراء، بسبب الاختلافات في أنماط حياة الناس، كما يشير بعض الخبراء.