«الكتاب المسـتعمل» في دبي روح الفكر وعبق المعرفة

أخبار الإمارات
16 فبراير 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات
«الكتاب المسـتعمل» في دبي روح الفكر وعبق المعرفة

image 6 - مجلة مال واعمال

خلف الأبراج التي تعانق السحاب، تخبئ دبي سحراً آخر، جوهره حفظ مفردات ومناهل الثقافة بمكوناتها المتنوعة، ومن بين ذلك صونها تلك المعارف الثرة التي تتدفق من بين سطور الكتب المستعملة، والتي يعرف قيمتها جيداً أولئك الذين اعتادوا مطالعة الكتب وأدمنوا عشق اقتنائها، والاستماع للمسات من مروا قبلاً على صفحاتها.

«الاستعمال» ولو لمرة واحدة، يكاد أن يكون القاسم المشترك بين مئات الكتب التي وضعت على أرفف مكتبات، اتخذت من دبي مقراً لها، بعد أن تعودت «بيع وشراء الكتب المستعملة»، إيماناً منها أن الكتب أشبه بـ «نوافذ تشرف منها النفس على عالم الخيال».

ورغم تعدد المكتبات العامة في طرقات دبي، إلا أن «دانة الدنيا» لم تبخل في توفير المعرفة للجميع، لتفتح الطريق أمام مجموعة من المكتبات التي تخصصت في بيع الكتب المستعملة، بأسعار معقولة، تتواءم مع ميزانيات الجميع.

بعض تلك المكتبات آثرت وضع أقدامها في عدد من مناطق دبي، غير مكتفية بفرع واحد، في مسعى منها لمنح المعرفة للجميع، فها هي «المكتبة القديمة» التي اكتسبت اسمها من تاريخ تأسيسها العائد إلى عام 1969، تحل على رأس القائمة، بعد أن أكملت في مسيرتها نصف قرن، تنقلت خلالها بين أحياء دبي ومناطقها، لتستقر أخيراً في مجمع دبي للذهب والألماس، وقوف «المكتبة القديمة» على عتبة الـ 50 من العمر، لا يعني أنها «كبرت» فهي لا تزال «فتية» يقصدها الجميع، للاستفادة من مخزونها المعرفي.

المكتبة التي يعمل فيها مجموعة شباب متطوعين، تعتبر خياراً «مثالياً» لمن يبحثون عن روايات وكتب قديمة ومستعملة بأسعار رمزية، علماً أن المكتبة تعتاش على رسوم الاشتراك السنوي التي يدفعها الأعضاء، والتي تستغلها الإدارة في تزويد أرففها بعناوين جديدة.

في متجر «بوك هيرو» الواقع في مدينة دبي الرياضية، أنت سيد المكان، فأروقته تخلو من الموظفين، وأمين الصندوق، حيث تقوم فكرة المكتبة على مبدأ الثقة مع زوارها، الذين يمكنهم ولوجها في أي وقت يشاؤون، بغية الحصول على ما يريدونه من كتب، يمكنهم الحصول عليها مقابل دراهم معدودة، يلقونها في صندوق مخصص لذلك، بينما يمكن للرواد التبرع بالكتب التي لا يحتاجونها، للمكتبة التي يمكنها أن توفرها للآخرين.

مصدر مهم

ورغم أن البعض لا يحبذ الكتب المستعملة، ولكنها تظل بالنسبة لآخرين مصدراً مهماً للمعرفة، وهو ما أكدته الروائية مريم الملا، المتخصصة في التراث، في حديثها مع «البيان»، حيث قالت: «للكتب المستعملة خصوصية لدي، فمعها أشعر أن لها رائحة مميزة، ومن خلالها أستمع لأصوات أنفاس الناس، الذين سبقوني إليها، ذلك الشعور يراودني في كل مرة أزور فيها واحدة من المكتبات المتخصصة ببيع وتأجير الكتب المستعملة في دبي، مثل «المكتبة القديمة»، ونوهت إلى أن وجود مثل هذه المكتبات في دبي، يعد أمراً جيداً بالنسبة لها ولعشاق الكتب».

وقالت: «مثل هذه المكتبات مفيدة جداً بالنسبة لي، كوني متخصصة في الكتابة عن التراث، حيث أجد فيها ما أبحث عنه من معلومات تتعلق بماضي المنطقة، كون هذه المكتبات تتضمن عادة كتباً نادرة الوجود، لا يمكن الحصول عليها إلا في أحضان أرففها، ولذلك أفضل دائماً زيارة مثل هذه الأماكن التي تضج بالمعرفة والجمال».

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.