رتبكت الأسواق العالمية أمس بفعل القلق من زيادة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام، وتراجع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية ليصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع متكبداً خسائر للجلسة الرابعة على التوالي بفعل صعود الين عقب تصريحات من محافظ بنك اليابان المركزي هاروهيكو كورودا. ووجدت الأسهم الأميركية دعماً من قطاع الخدمات المالية، حيث قطع مؤشر ستاندرد أند بورز-500 ثلاثة أيام متتالية من الخسائر مع انتعاش أسهم القطاع.
بورصة طوكيو
في طوكيو تراجع مؤشر نيكاي القياسي 0.3% ليغلق على 20046.36 نقطة وهو أدنى مستوى له عند الإغلاق منذ 19 مايو مبدداً مكاسبه المبكرة مع صعود الين بعد أن قال كورودا إن من المستبعد أن يواصل سعر الصرف الفعلي للعملة النزول. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.4% إلى 1628.23 نقطة ونزل مؤشر جيه.بي.اكس نيكاي 400 بالنسبة نفسها ليصل إلى 14699.93 نقطة.
وشهدت الجلسة تقلبات كبيرة واجتذبت أسهم بعض كبار الخاسرين في الجلسة السابقة مشترين أثناء التعاملات المبكرة ليصعد سهم هوندا موتور لصناعة السيارات 1.1% وسهم فوجي للصناعات الثقيلة 1.4%.
صعود الين
وصعد الين إلى أعلى مستوياته في أسبوعين أمام الدولار وهو ما دفع المستثمرين إلى تقليص مراهناتهم الكبيرة على تراجع العملة اليابانية. وقال بعض المحللين إن تصريحات كورودا تشير إلى أن البنك ربما بدأ عملية طويلة تهدف إلى إعداد السوق لفترة ستقل فيها حاجة الاقتصاد الياباني للتحفيز النقدي.
وأدت تصريحات كورودا أمام لجنة الشؤون المالية بمجلس النواب إلى ارتفاع الين من أدنى مستوياته في 13 عاماً الذي سجله في الأسبوع الماضي حين بلغ 125.86 يناً للدولار. وتأثر الدولار سلباً بتقدم الين وحصول اليورو على دعم من الارتفاع السريع لعوائد السندات الأوروبية ليتراجع مؤشر العملة الأميركية الذي يقيس أداءها أمام سلة من العملات إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع مسجلاً 94.330.
وفي أعقاب تصريحات كورودا مباشرة نزل الدولار أكثر من ينين إلى 122.50 مسجلاً أدنى مستوياته منذ 27 مايو. وكان الين قد تراجع كثيراً بسبب برنامج التيسير الكمي الضخم الذي تبناه المركزي الياباني بهدف التغلب على انكماش الأسعار.
وارتفع اليورو 0.8% ليصل إلى ذروته في ثلاثة أسابيع عند 1.1374 دولار مع تجاوز عوائد السندات الألمانية لأجل عشر سنوات 1% للمرة الأولى منذ سبتمبر ليضيق الفارق بينها وبين عوائد سندات الخزانة الأميركية العشرية إلى أقل مستوياته في أربعة أشهر.
أسهم أوروبا
وتراجعت الأسهم الأوروبية للجلسة السابعة على التوالي لتقترب من أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر ونصف الشهر مع هبوط سهم شركة كابجيميني الفرنسية لخدمات تكنولوجيا المعلومات هبوطاً حاداً بعدما جمعت الشركة 505.8 ملايين يورو (573 مليون دولار) لزيادة رأس المال. وهبط سهم كابجيميني 2% ليضغط على أسهم شركات التكنولوجيا الأوروبية التي انخفضت 1.2% لتصبح أكثر القطاعات هبوطاً في أوروبا.
ونزلت أيضاً أسهم مجموعة وير 2.8% بعدما قالت شركة الهندسة الصناعية الاسكتلندية إن قسم النفط والغاز بالشركة واجه صعوبات بالغة في الربع الثاني. ونزل مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية للجلسة السابعة على التوالي إذ انخفض 0.4% إلى 1516.85 نقطة.
وفي الجلسة السابقة أغلق المؤشر على انخفاض نسبته 0.4% بعدما هبط إلى 1507.72 نقاط وهو أدنى مستوى له منذ منتصف فبراير. وتراجع فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2% بينما انخفض كاك 40 الفرنسي 0.7% وداكس الألماني 0.4%.
ارتفاع الذهب
ارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي بفضل مخاوف أزمة ديون اليونان لكن الضغوط استمرت على السوق بفعل توقعات برفع أسعار الفائدة ونزوح أموال من الصناديق المدعومة بالمعدن الأصفر. وقفز سعر الذهب في السوق الفورية 0.5% إلى 1181.74 دولاراً للأوقية بعدما حقق مكاسب بلغت 0.4% في الجلستين السابقتين.
وهبط المعدن الأصفر إلى 1162.35 دولاراً في ختام تداولات الأسبوع الماضي وهو أدنى مستوى له منذ 19 مارس بعد صدور تقرير قوي عن الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة.
وبالنسبة للمعادن الأخرى ارتفعت الفضة 0.94% إلى 16.09 دولاراً للأوقية. وتقدم البلاتين 0.59% ليسجل 1109 دولارات بينما صعد البلاديوم 0.34% إلى 742.5 دولاراً للأوقية.
تأثير أقل
قال المحلل المالي جيمس ستيل إن الذهب وجد دعماً في تجدد المخاوف بشأن الديون اليونانية لكن من الواضح أن المخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو كان لها تأثير أقل على الذهب مما كانت عليه في فترات سابقة. ولقي الذهب أيضاً دعماً في هبوط الدولار غير أن نزوح الأموال من صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب حدت من مكاسب المعدن النفيس.