سجل القطاع المصرفي في الإمارات العربية المتحدة زيادة ربع سنوية بنسبة 3.9% في الودائع خلال الربع الثالث، مدفوعًا في المقام الأول بارتفاع بنسبة 5.6% في الودائع لأجل، وفقًا لتقرير حديث. وتجاوز هذا النمو القوي في الودائع ارتفاع القروض والسلف بنسبة 3.5% خلال نفس الفترة.
كان الاقتراض من الأفراد هو المحرك الرئيسي وراء نمو القروض، حيث زاد الإقراض من الأفراد بنسبة 4.9% على أساس ربع سنوي.
ومع ذلك، انخفضت ربحية البنوك الرائدة في الإمارات العربية المتحدة، حيث ارتفعت رسوم انخفاض القيمة بنسبة 124.9% على أساس ربع سنوي، لتصل إلى 2.9 مليار درهم (789.5 مليون دولار)، وفقًا لشركة ألفاريز آند مارسال، وهي شركة خدمات مهنية عالمية.
أدى هذا الارتفاع الحاد في رسوم انخفاض القيمة إلى انخفاض صافي الدخل بنسبة 5.5%، مما تسبب في انكماش العائد على حقوق الملكية بمقدار 223 نقطة أساس وانخفاض العائد على الأصول بمقدار 16 نقطة أساس.
وحذر أسد أحمد، المدير العام للخدمات المالية في ألفاريز آند مارسال، من أن القطاع يواجه تحديات في ظل السياسات النقدية المتغيرة والظروف الاقتصادية.
وقال أحمد: “بينما يستمر نمو الإقراض، يواجه القطاع تحديات مع ارتفاع رسوم الإقراض وكفاءة التكلفة. وسيكون التركيز على التحول الرقمي وإدارة التكاليف الاستراتيجية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الربحية وقوة رأس المال في الأرباع المقبلة”.
وأضاف: “كما كان متوقعًا، خفض البنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة سعر الفائدة القياسي بمقدار 50 نقطة أساس في الربع الثالث من عام 2024 إلى 4.9 في المائة، بما يتماشى مع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وعلى الرغم من بعض الرياح المعاكسة، تشير الإشارات الصادرة عن إرشادات الإدارة إلى التفاؤل بشأن استمرار زخم نمو الإقراض في حين تتخذ الإقراضات نظرة حذرة”.
وانخفضت نسبة القروض إلى الودائع الإجمالية بمقدار 0.3 نقطة مئوية على أساس ربع سنوي، لتستقر عند 75.5 في المائة، حيث تفوق نمو الودائع على نمو القروض.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد نما إجمالي الدخل التشغيلي بنسبة 3.5% على أساس ربع سنوي، مدفوعاً بزيادة بنسبة 7.4% في الدخل غير المرتبط بالفائدة وارتفاع بنسبة 11.8% في الدخل التشغيلي الآخر. كما شهد صافي الدخل من الفائدة زيادة متواضعة بنسبة 1.5% خلال نفس الفترة.
وتدهورت مقاييس كفاءة التكلفة خلال الربع، حيث أعلنت ستة من أكبر 10 بنوك عن ارتفاع في نفقات التشغيل. وارتفعت نسبة التكلفة إلى الدخل بنحو 99 نقطة أساس إلى 29%، حيث زادت نفقات التشغيل بنسبة 7.1%، متجاوزة بذلك نمو الدخل التشغيلي بنسبة 3.5%.
كما تدهورت تكلفة المخاطر، حيث ارتفعت بنحو 30 نقطة أساس على أساس ربع سنوي إلى 0.6%. ويمثل هذا انعكاساً للربع الثاني، عندما وصلت تكلفة المخاطر إلى أدنى مستوى لها منذ عدة سنوات عند 0.3%.
وارتفع إجمالي المخصصات بشكل كبير إلى 2.9 مليار درهم في الربع الثالث، مقارنة بـ 1.3 مليار درهم في الربع الثاني.
ورغم هذه التحديات، ظل معدل كفاية رأس المال الإجمالي للقطاع قوياً عند 17.9%، وهو ما يعكس زيادة قدرها 0.37 نقطة مئوية على أساس ربع سنوي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-Jwc