مجلة مال واعمال

القطاع الخاص مطالب بدعم أكبر للرواد الشباب

-
خلال مجلس خلف الحبتور الرمضاني في مقر منزله بدبي
خلال مجلس خلف الحبتور الرمضاني في مقر منزله بدبي

شدد المشاركون في المجلس الرمضاني الأول لخطة دبي 2021 الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، على أن القطاع الخاص مطالب بدعم أكبر لقطاع الرواد الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً في ظل الجهود المتواصلة التي تقوم بها المؤسسات الحكومية في إمارات الدولة لدعم هذا القطاع الحيوي المهم في الاقتصاد.

وأضافوا أن قطاع الشباب يمثل ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها، خصوصاً في ظل الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد التي أطلقتها دولة الإمارات، والتي تحتاج رأسمال بشري قادر على تحقيق الأهداف الكبيرة التي تطمح إليها الدولة.

وحملت الجلسة التي أقيمت مساء الخميس الماضي عنوان «خلق جيل ريادي ومبتكر: الانتقال من الوظيفة الحكومية إلى ريادة الأعمال»، كأحد المواضيع التي تسهم في تعزيز أحد محاور الخطة والمتمثل بكون دبي «موطناً لأفرادٍ مبدعين وممكَّنين، ملؤُهم الفخرُ والسعادة»، والذي من خلاله يتم تحقيق مجموعة من الغايات الرئيسة منها إيجاد أفراد منتجين ومبدعين ورياديين في شتّى المجالات ويشكلون بفاعليتِهِم الدعامةَ الصّلبةَ لنهضة دبي وتطورها.

ويأتي هذا المجلس من ضمن سلسلة من المجالس التي يتم تنظيمها خلال الشهر الكريم في إطار التواصل المستمر التي تستهدفه خطة دبي 2021 مع مختلف شرائح المجتمع بهدف إشراكهم في تنفيذ الخطة وتحقيق الطموحات، بحيث يحظى الجميع بفرصة للمساهمة في إبداء الرأي وطرح الأفكار.

واستضاف المجلس الرمضاني الأول خلف الحبتور في مجلسه الخاص بمنطقة جميرا بدبي، بحضور سعادة عبد الغفار حسين رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، وعلي شهدور مدير تحرير جريدة البيان، وعدد من الشباب الإماراتيين، وأدار الجلسة السيد مروان الحل.

ثروة وطنية

وقال خلف الحبتور إن الجيل القادم سيكون قادراً على حمل المسؤولية الكبيرة التي سيتركها له الجيل الحالي، خصوصاً في ظل حرص قيادة الدولة على توفير كافة الإمكانات من تعليم وبرامج وصناديق دعم وخطط استراتيجية وحلول تمويلية، مشيراً إلى أن الفشل في ظل هذه الظروف أمر غير وارد.

وأضاف الحبتور قائلاً : «الجيل الأول حقق المطلوب منه، وكان من واجباته إيصال تجاربه وخبراته إلى الجيل الحالي، وهو نفس الأمر المطلوب من الجيل الحالي ليوصل نفس الرسالة إلى الأجيال القادمة، لتستمر المسيرة المتميزة لدولة الإمارات عالمياً وفي شتى المجالات».

وأضاف أن التخصص سبيل النجاح، خصوصاً أن دولة الإمارات تحتاج طاقات بشرية في كل المجالات، سواءً في التجارة والهندسة والطب وصولاً إلى علم الفلك والفضاء وأضاف قائلاً : «لن ينفع دولة الإمارات ودبي خصوصاً أن يكون كل شبابها أطباء أو تجاراً أو مهندسين، فالمطلوب شباب في كل التخصصات، خصوصاً أن الإمارة مقبلة على استحقاقات عملاقة تحتاج كل شاب وكل فكرة ناجحة».

وأكد الحبتور على أنه إلى جانب الدور الكبير الذي تقوم به المؤسسات الحكومية في دعم قطاع الشباب والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، يجب على القطاع الخاص والشركات والمصارف أيضاً التحرك في نفس الاتجاه، فالشباب هم مستقبل الدولة، والاستثمار فيهم هو الاستثمار الأمثل والأكثر عائداً«.

نجاحات

من جانبه قال عبد الغفار حسين : »أثبت الشباب الإماراتي قدراته الكبيرة من خلال النجاحات المتواصلة التي حققها خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن ذلك غير كافٍ، فدولة الإمارات تحتاج أكثر في ظل الاستحقاقات الكبيرة المقبلة، خصوصاً في قطاع التجارة الذي يشكل عصب الحياة في الاقتصاد، فتاريخ الدولة ودبي على وجه الخصوص مبني على هذا القطاع، وقد استطاع الشباب الإماراتي أن ينقل هذا التاريخ إلى حاضر مشرق لتضحى دبي عاصمة التجارة في منطقة الشرق الأوسط وأحد أهم مراكز التجارة على مستوى العالم«.

وأضاف أنه وللحفاظ على المنجزات الكبيرة التي حققتها الدولة، يجب على الجميع تكاتف الجهود للاستثمار في الشباب وطاقات المستقبل.

الاستفادة القصوى

وقال علي شهدور، مدير تحرير جريدة البيان : الاستحقاقات التي تنتظر دبي والإمارات في السنوات المقبلة كبيرة، سواءً على مستوى التجارة واستضافة دبي لإكسبو الذي سيساهم في خلق فرص عمل كبيرة في 2020 ومرحلة ما بعد 2020، أو على صعيد باقي القطاعات كالسياحة والسيارات والصناعة وغيرها.

يجب على الشباب الاستفادة القصوى من الفرص التي توفرها هذه الاستحقاقات، وعلى الدوائر الحكومية الاستمرار في دعم هذه الطاقات. وأضاف شهدور أن الصناديق التي خصصتها الحكومات المحلية مثل صندوق خليفة ومؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسط حققت نجاحاً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية في رفد الاقتصاد وخلق فرص عمل مهمة وخلق مشاريع مبتكرة، وعلى هذه الصناديق الاستمرار في نفس النهج.

من جانب آخر على رجال الأعمال والشركات والقطاع الخاص بشكل عام المساهمة في هذا الاتجاه من خلال خلق صناديق استثمارية لدعم الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة، وهو الأمر الذي يجب على البنوك والمصارف القيام به أيضاً بالإضافة إلى تسهيل فرص التمويل لأصحاب هذه الفئة من المشاريع.

دور محوري

وكانت الجلسة قد بدأت بكلمة تعريفية من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي عن خطة دبي 2021، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله – في ديسمبر 2014، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من العمل تواصل فيها دبي مسيرتها نحو تأكيد الريادة في مختلف المجالات الحيوية.

وركز النقاش في المجلس على الدور المحوري الذي يلعبه الإماراتيون في نهضة دبي وتطورها من خلال انخراطهم في المشاريع الريادية واحترافهم للمهن وتبوئهم للمراكز الاستراتيجية في القطاعات ذات القيمة المضافة المرتفعة سواء كانت اجتماعية أم اقتصادية أم حضرية، حيث إن هذه الغاية إحدى الركائز الأساسية لخطة دبي 2021 والتي تشير بشكل خاص إلى دور الإماراتيين أفراداً ومجتمعاً في قيادة نهضة المدينة والحفاظ على منجزاتها، حيث يتطلع قادة المدينة إلى رؤية دور بارز للإماراتيين من خلال تبوئهم مراكز قيادية تتطلب مهارات عالية ضمن القطاعات الاستراتيجية الرئيسة في الاقتصاد وفي الحكومة.

وعليه فقد تم تأسيس عدد من المبادرات لتحقق نهج ورؤية قيادة دولة الإمارات متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله – وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله – للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مثل مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وصندوق الشيخ خليفة في أبوظبي الذي يشجع الشباب الإماراتي على ريادة الأعمال بما يساهم بنهضة الاقتصاد ككل.

 وافتتح خلف الحبتور النقاش من خلال استعراضه لأبرز ملامح النجاح في بداية كل عمل ريادي، حيث أشار إلى أن مرافقة الرجال الناجحين هو من أهم هذه الملامح باعتبارهم مدرسين ينقلون تجارب حياتهم الخالصة، والمليئة بالدروس المستفادة والمعاني والقيم التي من شأنها أن تحفّز على المثابرة والنجاح، مؤكداً أنهم كمجموعة خلف الحبتور يفتحون المجال وعلى أتم الاستعداد لتدريب الشباب وتقديم أي مساعدة يحتاجونها لتحفيزهم على تبوؤ مراكز ريادية في المستقبل بما فيه مصلحة الوطن.