مجلة مال واعمال

الفوسفات تؤكد استعدادها لدعم إقامة مشاريع تنموية في بلديات البادية الجنوبية

-

حثت شركة مناجم الفوسفات الأردنية رؤساء بلديات الحسينية والحسا والجفر والابيض وسد السلطاني، على إقامة مشاريع تنموية مستدامة لمساعدتها على القيام بدورها التنموي وإيجاد فرص عمل لأبناء تلك المناطق.
واكد رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور محمد الذنيبات، استعداد الشركة لدعم مثل المشاريع الإنتاجية في مناطق عمل الشركة لواقع تنموي انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية للشركة ومساهمة في تنمية المناطق التي تعمل فيها.
وقال: إن الشركة، ورغم ما تشهده هذا العام من تراجع حاد في أسعار الفوسفات الخام والأسمدة الفوسفاتية، الا انها ملتزمة بتعزيز شراكتها مع بلديات المجتمع المحلي في المناطق التي تعمل بها، وبما يسهم في الارتقاء بواقع تلك البلديات والخدمات التي تقدمها للمواطنين ودعم جهودها التنموية.
جاء ذلك في لقاء دعا إليه اليوم السبت، رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور محمد الذنيبات، رؤساء البلديات، بحضور وزير الادارة المحلية المهندس وليد المصري، والنائب صالح ساري ابو تايه، ومدير عام الشركة الأردنية الهندية والرئيس التنفيذي لشركة الفوسفات بالوكالة والمستشار القانوني لمجلس الإدارة.
وطلب الدكتور الذنيبات من رؤساء البلديات التقدم بمقترحات لمشاريع تنموية قابلة للتنفيذ وذات جدوى اقتصادية واضحة وقادرة على توفير فرص عمل مستدامة، لغايات دراستها ووضع التصورات اللازمة للبدء بتنفيذها على مراحل وخلال مدة لا تتجاوز 4 سنوات. وأكد استعداد الشركة للمساهمة في تمويل هذه المشاريع بالتعاون مع البلديات وبنسب متفاوتة ووفق آليات متفق عليها، مبينا كذلك حرص الشركة على دعم إدارة واستدامة هذه المشاريع والتأكد من نجاحها واستمراريتها قبل تسليمها للبلديات.
وقال: إن الشركة وفي إطار مساهمتها للحد من البطالة، ستعمل بالتعاون مع وزارة العمل، على تدريب 120 من خريجي كليات المجتمع في تخصصات الميكانيك والتعدين والتخصصات المهنية الأخرى من أبناء تلك المناطق، أو من حملة التوجيهي الصناعي في حال عدم وجود حملة الدبلوم لغايات تدريبهم وتعيين كل من يجتاز الامتحان المقرر في الشركة.
كما ستعمل الشركة بالتعاون مع نقابة المهندسين الاردنيين، على تدريب 50 مهندسا في تخصصات الميكانيك والكهرباء والتعدين لمدة 6 اشهر وتعيين كل من يجتاز الامتحان المعد لهذه الغاية، اذا كانت الشركة بحاجة لخدماتهم.
وأعلن الدكتور الذنيبات عن استعداد الشركة لتوفير منح دراسية كاملة في دبلوم كليات المجتمع بتخصصات الميكانيك والتعدين والتخصصات المهنية، لــ 25 طالبا من أبناء المجتمعات المحلية في البادية الجنوبية ثم تعيينهم لدى الشركة بعد تحقيق متطلبات النجاح.
واوضح أن الشركة ستقوم اعتبارا من العام المقبل بدفع رسوم الترخيص لمرافق الشركة المختلفة لصالح البلديات في تلك المناطق دعما لموازناتها.
وقال: إن الشركة ستمول كذلك انشاء قاعة متعددة الأغراض لبلدية الحسا، وستقدم 5 سيارات إدارية مستخدمة لبلديات المنطقة بعد صيانتها من قبل الشركة.
وعرض رئيس مجلس إدارة الشركة خلال اللقاء للاجراءات التصحيحية التي اتخذتها الشركة خلال العامين الماضيين، ومن ابرزها الغاء تلزيم العطاءات واعتماد مبدأ المنافسة فيها، مبينا أن مجلس الإدارة قرر ايضا إلزام الشركات التي تفوز بالعطاءات بتعيين من 60 إلى70 بالمئة من العاملين من أبناء المنطقة.
واكد الوزير المصري، أهمية البعد التنموي في العمل البلدي، وضرورة أن تخصص البلديات جزءا من موازناتها لغايات إقامة المشاريع التنموية في مناطقها، معربا عن تقدير الوزارة للشركة ودورها في خدمة الاقتصاد الوطني والمجتمعات المحلية.
وقال: إن الاردن أنفق خلال السنوات الخمس الماضية نحو 900 مليون دينار على أعمال البنية التحتية في البلديات، معتبرا أن هذا الرقم كان يجب أن يستغل جزءا كبيرا منه في ايجاد مشاريع تنموية توفر فرص العمل وتدر دخلا على البلديات.
وبين الوزير المصري ان هناك بلديات استطاعت ايجاد وانشاء مشاريع تنموية شكلت قصة نجاح في العمل البلدي الخدمي والتنموي، داعيا البلديات بشكل عام لتخصيص جزء من موازناتها لإقامة المشاريع التنموية الموفرة لفرص العمل.
ودعا البلديات في منطقة الجنوب، لاستثمار مبادرة شركة مناجم الفوسفات، والتفكير بشكل جدي في ايجاد مشاريع إنتاجية وتنموية فيها، مبينا أن المشاريع التنموية الإنتاجية ستسهم في حل مشكلة البطالة بعكس المشاريع الخدمية التي تستنزف موازنات البلديات.
من جانبه، اعرب النائب أبو تايه، عن تقديره لهذا النهج الجديد الذي يسجل لإدارة شركة مناجم الفوسفات، مؤكدا أهميته في تحقيق التنمية المنشودة في المناطق المستهدفة.
وأكد رؤساء البلديات خلال اللقاء، تقديرهم لمبادرة الشركة وادارتها نحو المجتمعات المحلية في بلدياتهم، مبدين استعدادهم التام للتعاون مع الشركة لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة.
وعرضوا لأبرز التحديات التي تواجه مناطقهم ومجتمعاتهم، منها انتشار البطالة والفقر في ظل محدودية موارد البلديات وعدم وجود مشاريع تنموية وفرص عمل، بالإضافة إلى تصدع العديد من منازل المواطنين والمدارس نتيجة أعمال التفجير في المناجم، وانتشار الغبار والأتربة، وحاجة المنطقة لإنشاء مركز لصيانة الآليات التابعة للبلديات.
وتم خلال اللقاء طرح العديد من الأفكار لمشاريع تنموية ممكنة في كل بلدية، منها إنشاء مصانع للملابس والأحذية المهنية في ظل الحاجة لنحو 14 الف زي مهني سنويا للشركة، ومصنع للالبان والأجبان، ومشغل خياطة لتدريب وتشغيل الفتيات في المنطقة، وإنشاء جمعيات تعاونية زراعية لاستصلاح الأراضي وزراعتها بالبرسيم في ظل توفر كميات كبيرة من المياه المستخدمة في غسيل الفوسفات بعد معالجتها.