ثمة، في المكان، طفل يدور على «السكوتر» الخاصة به، في حلقة يدور فيها أيضاً الحمام الذي لا يجزع من حركة الناس، بل تلتقط مناقيره حبوباً وفيرة سكبها في الباحة محبو الطيور، فيما يمسح حمّال آسيوي عرقه ويغرق بعينين باسمتين، تثمنان قيمة العمل والرزق، في سوق القماش الذي، مثل كرنفال ألوان مستمر، لا يهدأ ولا يبهت.
هناك كاتب قصص يرتدي قبعة ويشرب «شاي الكرك»، ثم يدوّن على دفتره بضع ملاحظات، وهنالك مسنّة بغطاء رأس أبيض ناصع يشع كلؤلؤ، أقعدها الوهن على عربة بدولابين، يرافقها موظف «النقل البحري» إلى قلب القارب النظيف مع حنوّ كثير.. «السعادة للجميع ولا يحرم منها أي شخص في هذه المدينة»، تقول.
جميعهم هنا، على ضفة «خور دبي»، يتنشقون كل الطاقة الإيجابية التي تغمر «حي الفهيدي» ومحط المراكب قرب السوق العتيقة، ويزفرونها فرحاً وأملاً بحياة أفضل. يعزفون لحناً واحداً، هذا المساء. يقول سالم، متأثراً «هل تسمع؟ إنها سيمفونية.. الخور»!