قال النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان، رئيس الوزراء الأسبق، فيصل الفايز، إن تبني إصلاح سياسي واقتصادي متدرج ومدروس سيقود الى بناء ديمقراطية قادرة على حل كافة الإشكالات التي يواجهها العالم العربي.
وأكد الفايز خلال جلسة نقاشية على هامش مشاركته في أعمال»المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2015» الذي بدأت أعماله في الشارقة وجاءت بعنوان «الاتصال الحكومي وملامح المستقبل» أن ضعف الشفافية والمصداقية والتدخل في الإعلام يولد ضعف الثقة بين الدولة ومواطنيها، لافتا الى أن الاصلاح السياسي وتعزيز الديمقراطية «على أن تكون بشكل متدرج» سيعزز من هذه الثقة خاصة إذا كانت قائمة على التواصل المباشر بين المسؤول والمواطن.
وناقشت الجلسة التي تحدث فيها كل من خوسيه باروسو رئيس المفوضية الأوروبية السابق، والجنرال سير ريتشارد شيريف ، نائب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي « الناتو» في أوروبا السابق، أهمية قطاع الاتصال الحكومي–الذي يشهد الكثير من الدراسات والأبحاث والتجارب العالمية التي تتيح له التطور والتقدم وبالتالي احتلال المكانة الواجبة له بين الإدارات الحكومية – في تحفيز التواصل وتعزيز الشراكة بين الحكومة وجمهورها.
كما ناقشت الجلسة التغيرات الحاصلة في احتياجات الجمهور وأساليب الاتصال التي أوجدت ثغرات بين النظريات والتطبيق مما حتم على العاملين في الاتصال الحكومي اتخاذ إجراءات محددة وفورية متينة لتمكين الاتصال الحكومي من التأقلم مع التغيرات السريعة وتحقيق التوزان المستدام في الأداء مستقبلا.
وأشار الفايز، الى الزيارات الميدانية التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني على محافظات المملكة بهدف التواصل مع أبناء شعبه، منوها الى اهتمام جلالته ورعايته للشباب لإيمانه المطلق بأهمية دورهم في الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.
وقال إن جلالته طرح 5 أوراق نقاشية تتعلق بالمستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمملكة، ودور الشباب في بناء هذا المستقبل.
ولفت الى ثورة الاتصال التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، مبينا أن هذه الثورة بما شملته من وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها قد أضعفت من قدرة الحكومات على إيصال رسالتها بالشكل الملائم، كما ساهمت في إضعاف الثقة بين الحكومات وشعوبها، وقال :» لا ينطبق هذا الحال على دول العالم الثالث فقط، وانما شمل جميع الدول بما فيها المتقدمة».
ودعا الفايز، الى وضع استراتيجية على المديين المتوسط والبعيد لمكافحة « الفكر الإرهابي» ، منوها الى أن العمل العسكري لمواجهة هذا الفكر قد يؤتي ثماره على المدى البعيد، مشيرا الى دور رجال الدين والأكاديميين والمعلمين والأسرة في محاربة هذا الفكر المتطرف.
وأشار الى أن حالات « الفوضى والإنفلات والحروب الأهلية « التي عايشتها بعض دول الربيع العربي سببها غياب ثقافة الديمقراطية والطائفية ووجود أحزاب « تتربص» لسرقة أفكار الثورات وتبنيها بهدف الوصول الى السلطة.
وبين الفايز ، أن العالم وبسبب ما أحدثته ثورة الاتصال والانترنت قد أصبح « غرفة صغيرة» ، مشيرا الى الصعوبات التي باتت تعاني منها الحكومات في إخفاء المعلومات عن مواطنيها وإن كانت المعلومات في الدول الغربية متوفرة أكثر منها في العالم الثالث، على حد تعبيره.