قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إنه قد يتقرر تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الذي توصلت إليه منظمة البلدان المصدرة للبترول إذا ظلت المخزونات فوق المتوسط. وكانت «أوبك» قد اتفقت مع بعض المنتجين من خارجها على خفض الإنتاج من أول يناير/ كانون الثاني لتقليص مخزونات النفط الخام العالمية التي بلغت مستويات قياسية، لكن الاتفاق يعاني في ظل بيانات تظهر استمرار ارتفاع المخزونات الأمريكية.
أكد خالد الفالح في مقابلة مع «بلومبرج» أن العلاقات الأمريكية السعودية متوافقة «تماماً» وأن البلدين بحاجة إلى سعر نفط مستقر. وقال تقرير، إن السعودية ستراجع استراتيجية النفط منتصف الربع الثاني من العام، وستقوم بما يلزم من أجل قوة القطاع.
في سياق متصل، ارتفعت أسعار النفط أمس بشكل طفيف، في الوقت الذي تبحث فيه السوق عن دلائل تبين مدى فعالية تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تصريف تخمة المعروض العالمي. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 0.60 في المئة إلى 52.05 دولار للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.62 في المئة إلى 49.05 دولار للبرميل.
وهبطت أسعار النفط كثيراً في الأسبوع الماضي بفعل مخاوف من أن تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها أوبك ومنتجون خارجها من بينهم روسيا لا تقلص تخمة المعروض بالوتيرة المتوقعة في مواجهة تنامي الإنتاج الأمريكي. وأظهرت بيانات رسمية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، انخفضت الأسبوع الماضي مع هبوط الواردات بعد ارتفاعها على مدى تسعة أسابيع متتالية.
وتراجعت مخزونات الخام 237 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في العاشر من مارس/ آذار، على عكس تقديرات المحللين الذين توقعوا زيادة قدرها 3.7 مليون برميل. وتوصلت «أوبك» ومنتجون مستقلون من بينهم روسيا إلى اتفاق تاريخي العام الماضي على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول من 2017. لكن المنظمة قالت في تقريرها الشهري إن مخزونات النفط العالمية زادت في يناير/ كانون الثاني إلى 278 مليون برميل يومياً فوق متوسط خمس سنوات.
وفي علامة على أن جهود «أوبك» ليس لها تأثير يذكر زادت الشحنات المتجهة إلى آسيا ثلاثة في المئة منذ إبرام اتفاق المنظمة على خفض الإمدادات. وبلغ متوسط صادرات النفط العراقية في مارس/آذار 3.25 مليون برميل يومياً خلال الأربعة عشر يوماً الأولى من الشهر، بانخفاض طفيف عن مستواها في فبراير/ شباط البالغ 3.27 مليون برميل يومياً. لكن الانخفاض لم يكن بالقدر المتوقع، وهو ما قد يثير شكوكاً في التزام العراق باتفاق خفض الإنتاج.
وأظهر استطلاع لآراء محللين في السوق نشرت نتائجه أمس، أن منظمة «أوبك» ستحتاج لتمديد اتفاق خفض إنتاجها النفطي؛ من أجل الحفاظ على تعافي أسعار الخام، في ظل انتعاش الإنتاج خارج المنظمة، والذي قد يبدد أثر جهودها الرامية للتخلص من تخمة المخزونات. وقال ستة من بين عشرة محللين استطلعت آراؤهم إنهم يرون أن أوبك ستمدد اتفاق تخفيض الإنتاج بعد يونيو/ حزيران المقبل، بينما يرى اثنان أن المنظمة ليست بحاجة للتمديد، في حين لم يحسم اثنان آخران رأيهما.
وكانت أوبك قالت في تقريرها الشهري، إن مخزونات النفط ارتفعت في يناير/ كانون الثاني رغم الاتفاق العالمي على خفض الإمدادات، ورفعت توقعاتها للإنتاج خارج المنظمة في 2017، بما يشير إلى تعقيدات تواجه جهود التخلص من تخمة المعروض. غير أن المنظمة شددت على أن المخزونات ستبدأ في الهبوط بفضل خفض الإمدادات قائلة، إن «من المتوقع أن تبدأ السوق في استعادة توازنها، أو أن تشهد حتى انخفاضاً للمخزونات» في النصف الثاني من العام.
وتعكف «أوبك» على خفض إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، اعتباراً من الأول من يناير/ كانون الثاني في أول خفض من نوعه في ثماني سنوات. واتفقت روسيا وعشرة منتجين آخرين خارج المنظمة على خفض الإنتاج بما إجماليه 600 ألف برميل أخرى يومياً.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-iFS