يدخل لبّ الغرافيولا الأبيض في صناعة السكاكر، والمشروبات، وأيضاً في تنكيه المأكولات. أما أوراقها وجذورها فقد إستُخدمت منذ القِدم كنوع من العلاجات.
ولمعرفة المزيد عن هذه الفاكهة التي “هزّت” العالم بخصائصها، أفادت إختصاصية التغذية ناتالي جابرايان أنّ “الغرافيولا غنيّة بالألياف، والكربوهيدرات، والفيتامينات خصوصاً B وC، والماغنيزيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والزنك، والكولين، وتحتوي جرعة ضئيلة من الحديد، والصوديوم، والدهون. كل 100 غ من هذه الفاكهة النيّئة تزوّد الجسم بـ66 كالوري.
أمّا الـ”Annonaceous Acetogenins” فتُعتبر من أبرز المكوّنات النشطة الموجودة فيها، وهي عبارة عن مواد كيماوية نباتية مضادة للأكسدة”.
مداواة مشكلات عديدة
ولفتت إلى أنّ “الغرافيولا إستُعملت في السابق لتهدئة مجموعة مشكلات صحّية، أبرزها:
– معالجة الإمساك لغناها بالألياف القابلة وغير القابلة للذوبان.
– هرس أوراقها مع المياه وتطبيق المزيج على الجروح يساعد على خفض التهيّج، وتعزيز الإلتئام، والوقاية من العدوى البكتيرية.
– شرب شاي الغرافيولا الذي يتمّ تحضيره عن طريق غلي الأوراق والجذور قد يساهم في خفض ما يُعرف بالـ”Lumbago”، وهو عبارة عن وجع في عضلات أسفل الظهر ومفاصله.
– وضع مزيج أوراق الغرافيولا الطازجة مع ماء الزهر على الجلد قد يساعد في التخلّص من البثور، والرؤوس السوداء وغيرهما من مشكلات البشرة. كذلك فإنّ تطبيق الغرافيولا على الجلد يساهم في إبعاد الحشرات وتفادي اللدغات.
– شرب عصير الغرافيولا مرّتين يومياً قد يعالج إلتهاب المسالك البولية، ووظائف الأعضاء بشكل عام.
– الغرافيولا مفيدة لإلتهاب الجيوب الأنفية، وأوجاع الحلق، وغيرها من المشكلات التي يكون الإلتهاب أساسها.
– إستُخدمت الغرافيولا لعلاج العدوى، والفيروسات، والطُفيليات، وإلتهاب المفاصل، والكآبة. أثبتت مراجعة لمجموعة أبحاث نُشرت في “African Journal of Traditional Complementary and Alternative Medicines” عام 2009، أنّ مستخلص الغرافيولا فعّال في معالجة الهربس (Herpes). كذلك أشارت إلى أنّ تطبيق الغرافيولا على المنطقة المُصابة يُحبط النشاط الفيروسي على الخلايا”.
تأثيرها في السرطان
أمّا الميزة الرئيسية التي نُسِبت إلى الغرافيولا، فهي قدرتها القويّة على محاربة السرطان. وتعليقاً على هذا الموضوع، شدّدت جابرايان على أن “لا دلائل على ذلك، لكن وفق الدراسات التي أجريت في المختبرات، أهمّها تلك الصادرة من “Cancer Research UK”، إنّ مستخلص الغرافيولا قد يقتل أنواعاً معيّنة من خلايا الكبد والثدي السرطانية التي تكون مقاومة للعلاج الكيماوي. ما يعني أنّه قد يشكّل حليفاً مهمّاً للعلاجات السرطانية، ولكنه بالتأكيد لن يكون بديلاً لها كما يعتقد البعض”.
وتابعت حديثها قائلةً إنّ “هناك مواقع عديدة تُعنى بشراء مكمّلات الغرافيولا لعلاج السرطان، لكنّ منظمة الغذاء والدواء الأميركية “FDA” قد أوقفتها نظراً إلى عدم وجود نتائج مُثبتة علمياً 100 في المئة، فالأمر بحاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكّد من سلامة إستهلاكها وفاعلية إدخالها إلى علاج السرطان”.
وعرضت خبيرة التغذية أهمّ الأبحاث التي حلّلت فاعلية هذه الفاكهة:
– وفق دراسة نُشرت في “Journal of Pharmacognosy and Phytochemistry” عام 2011، قد يساعد شاي الغرافيولا على الوقاية من بعض أشكال السرطان. تمّ تحليل تأثير جذور الغرافيولا في سرطان الرئة، وعنق الرحم، والثدي، واللوكيميا، وتبيّن وجود فاعلية ملحوظة ضدّ كلّ هذه الأمراض. وعزا الباحثون هذه الخصائص المضادة للسرطان إلى غنى الغرافيولا بالـ”Annonaceous Acetogenins”.
– إستناداً إلى دراسة برازيلية نُشرت في “Journal of Molecules” عام 2010، صُنّفت الغرافيولا من بين لائحة النباتات التي تتمتّع بخصائص مضادة للسرطان لقدرتها على العمل بفاعلية ضدّ سرطان الرئة والحلق.
– في إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات، توصّل العلماء إلى أنّ الغرافيولا تملك خصائص مضادة للسرطان شبيهة بأحد العقاقير المعالجة لهذا المرض. فضلاً عن أنّ مستخلصها قد يكون فعّالاً في الوقاية من خلايا سرطان الرحم.
– من المحتمل جداً أن تملك الغرافيولا تأثيراً وقائياً من خلايا سرطان القولون، بحسب ما نُشر في “Journal of Biological and Pharmaceutical” عام 2008. أما في ما يخصّ سرطان المبيض، فوجدت دراسة صدرت في “Journal of Natural Products” أنّ الغرافيولا فعّالة أيضاً في مكافحة سرطان المبيض والرحم.
وأشارت إلى أنّ “الفضل في كلّ هذه النتائج قد يرجع إلى مرّكبات الـ”Annonaceous Acetogenins”. فإستناداً إلى دراسة نُشرت في “Journal of Phytotherapy Research” عام 2009، تساعد هذه المواد على الوقاية من السرطان عن طريق منع إنتاج الطاقة في الخلايا السرطانية، ما يعوق عيشها”، مؤكّدةً أنّ “النتائج واعدة جداً وقد تُستخدم الغرافيولا قريباً لعلاج السرطان إلى جانب العلاجات الطبية”.
إنعكاسات مُحتملة
لكن كما هو الحال مع أيّ طعام آخر، فإنّ هذه الميزات الإيجابية المُحتملة قد تُقابلها إنعكاسات سلبية مازالت بدورها قيد البحث. وفي هذا السِياق، قالت جابرايان إنّ «الباحثين قلقون من مجموعة كيماويات معيّنة في الغرافيولا قد تؤدي إلى إضطرابات الحركة عند تناولها بجرعات عالية، وأيضاً إلى تغيّرات عصبية قد تسبب أعراضاً مشابهة بمرض الباركنسون.
إذاً لا شكّ في أنّ الإستخدام العشوائي والمفرط للغرافيولا قد يضرّكم، لذلك يُستحسن دائماً إستشارة الطبيب قبل الإقبال عليها. أمّا بالنسبة إلى الحوامل، والمرضعات، والمعرّضين للباركنسون أو مشكلات عصبية أو عضلية، ومرضى الكلى، فيجب أن يتفادوا الغرافيولا نهائياً”.
وعلّقت أخيراً: “لا شكّ أنّ مكوّنات عديدة في الأطعمة الطبيعية تملك خصائص طبّية فعّالة جداً، لكنها في المقابل قد تحتوي سموماً كثيرة مؤذية للجسم. لذلك يجب الإنتباه قبل تناول أيّ مادة غذائية، خصوصاً في ظلّ غياب الدلائل العلمية. الغرافيولا قد تكون طعاماً مفيداً لكم، ولكن يجب التريّث للتأكّد منها 100 في المئة وحصولها على موافقة الـ”FDA”.
لا يمكنني تشجيع الناس على إستخدامها لأنه ما من نتيجة أكيدة، لكن لا بدّ من تسليط الضوء عليها نظراً إلى كثرة تداولها على المواقع، وإنتظار صدور معلومات موثوقة يخبّئها المستقبل القريب”.