مجلة مال واعمال – دبي – 15 يناير 2025
تلوح في الأفق طفرة اقتصادية هائلة بقيمة 1.3 تريليون دولار مع استعداد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لإطلاق موجة جديدة من مشاريع تصدير الغاز الطبيعي المسال، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كأكبر مصدر لهذه الطاقة الحيوية.
خطة طموحة وإعادة صياغة اللوائح
تتضمن خطة ترامب تسريع الموافقات على بناء منشآت تصدير جديدة وخطوط أنابيب على طول ساحل خليج المكسيك، حيث تعهد بإنهاء التجميد التنظيمي الذي فرضته إدارة بايدن السابقة. هذه الخطوة، وفقاً لوكالة “إس آند بي غلوبال”، قد تضاعف قدرة الولايات المتحدة على تصدير الغاز الطبيعي المسال خلال خمس سنوات.
ويقول آلان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ويليامز”، إن هناك عقوداً ضخمة بالفعل مع كبار الموردين، مضيفاً أن السوق مهيأة لمزيد من التوسع.
عقبات تنظيمية وبيئية
رغم التفاؤل، تواجه الخطة عقبات قانونية وتنظيمية قد تبطئ تنفيذها، إذ أبدى نشطاء بيئيون استعدادهم لمواجهة أي تجاوزات قانونية، مستندين إلى دراسات حديثة تحذر من ارتفاع الأسعار المحلية وانعكاسات سلبية على الأهداف المناخية.
وأوضحت جيليان جيانيتي، محامية في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، أن تجاوز المتطلبات القانونية يمثل خرقاً صريحاً قد يواجه طعوناً قضائية.
فرص استثمارية وتحركات الشركات
في غضون ذلك، تستعد شركة “فنتشر غلوبال” لطرح أسهمها للاكتتاب العام بقيمة 2.3 مليار دولار، في خطوة ستعزز قيمتها السوقية إلى 110 مليارات دولار. كما بدأت منشآتها الجديدة في لويزيانا بإرسال أولى شحنات الغاز إلى أوروبا، مما يشير إلى تنامي الطلب العالمي.
من جانبها، أعلنت “شينيير إنرجي” عن بدء الإنتاج في منشأتها الجديدة في تكساس، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على صدارتها في هذا القطاع الحيوي.
تحديات المنافسة الدولية
رغم الأرقام الواعدة، حذرت “إس آند بي غلوبال” من أن التأخير في تشغيل منشآت جديدة قد يعرض 100,000 وظيفة للخطر ويكبد الاقتصاد الأمريكي خسائر تصل إلى 250 مليار دولار، في ظل تسارع دول منافسة مثل قطر وكندا وموزمبيق في تطوير بنيتها التحتية لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
عوائد ضخمة للاقتصاد الأمريكي
توقعت الوكالة أن يحقق قطاع الغاز المسال إيرادات تتجاوز 2.5 تريليون دولار، إلى جانب 166 مليار دولار من الضرائب الفيدرالية وحكومات الولايات. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه الخطة مرهوناً بتجاوز العقبات القانونية والتنظيمية، وتجنب الصدام مع المعارضة البيئية المتصاعدة.
هذه التطورات تشير إلى أن الغاز الطبيعي المسال سيظل ركيزة أساسية في المشهد الاقتصادي والسياسي الأمريكي خلال السنوات المقبلة، في ظل سعي إدارة ترامب لتعزيز النمو وتوسيع الهيمنة الأمريكية في أسواق الطاقة العالمية.


