صمم العلماء نماذج تحاكي تطور الإنسان البدائي “النياندرتال” وتوصلوا إلى أن هذا االنوع انقرض لأسباب ديموغرافية بسيطة.
وتفيد مجلة PLOS ONE التي نشرت نتائج هذه الدراسة العلمية، بأن الإنسان البدائي انقرض قبل ما يقارب 40 ألف سنة، عندما بدأ الإنسان المعاصر يهاجر من إفريقيا إلى الشرق الأوسط وأوروبا. ووفقا للعلماء كان الإنسان المعاصر أكثر قدرة على المنافسة في الصراع من أجل الحصول على الموارد اللازمة للبقاء. كما أن التغيرات المناخية أجبرت الإنسان البدائي على مغادرة مناطق شمال أوروبا والهجرة إلى مناطق الجنوب والجنوب – الشرقي، التي كان يعيش فيها نظيره المعاصر.
وقد أثبت فريق من العلماء الهولنديين برئاسة كريست فايسن من جامعة اينهوفن التكنولوجية، نظريا أنه ليس من الضروري اعتبار الإنسان المعاصر سببا رئيسيا في انقراض إنسان النياندرتال. لأن نتائج الدراسات الوراثية تشير إلى أن أعداد الإنسان البدائي لم تزد عن 4000 شخص وكانوا على شكل مجموعات صغيرة، حتى قبل وصول الإنسان المعاصر إلى أوروبا.
ولقد شملت النماذج التي صممها الباحثون محاكاة تطور السكان البدائيين من 50، 100 ، 500، 1000، و5000 شخص على مدى 10 آلاف سنة. وقد استخدم الباحثون كمثال على سلوك المجموعة والأسرة، مجموعات معزولة صغيرة حديثة من جامعي الثمار والصيادين.
وقد بينت النتائج أن العوامل الديموغرافية الداخلية كافية لتدهور هذه المجموعات الصغيرة (عامل القرابة)، وعامل Alli وقصر متوسط العمر والوفيات وانخفاض نسبة الولادات وغيرها. كما كانت القرابة العامل الحاسم في تدهور المجموعات الصغيرة. أما عامل Alli فيمكن أن يكون سبب تدهور مجموعة تضم 1000 شخص، بالإضافة إلى التقلبات الديموغرافية العشوائية ، ما أسفر عن انخفاض سكاني بعدة آلاف من الأفراد.
وتجدر الإشارة إلى أن فريق البحث لم يأخذ بالاعتبار في هذه الدراسة دور الإنسان المعاصر في انقراض الإنسان البدائي. لذلك وفقا لهم انقراض الأخير سببه العيش على شكل مجموعات صغيرة منعزلة.