عثر الباحثون على شيء غريب داخل محار متحجر في ميامي، يتمثل في عشرات الحبيبات الزجاجية الصغيرة، لا يزيد حجمها عن بضعة ملليمترات.
وقال الباحثون إن المحار المتحجر من نوع البطلينوس، الذي عثر عليه في محجر بمقاطعة ساراسوتا بولاية فلوريدا قد يحتوي على بقايا عمرها 3 ملايين عام من آثار نيزك لم تكن موثقة من قبل.
العلماء يكتشفون
وتشير دراسة جديدة حول هذا الاكتشاف، إلى أن هذه حبيبات اللؤلؤ وهي جزيئات تُعرف باسم microtektites، والتي تشكلت عندما برد الحطام المنصهر من نيزك، وأعاد التبلور بعد المرور عبر الغلاف الجوي للأرض.
واكتشف فريق البحث جزيئات microtektites، بينما كان يتفحص الرواسب المحبوسة داخل المحار الأحفوري المتحجر.
وعادة ما تنتج هذه الجزيئات عن نشاط بركاني أو صناعي، لكن في هذه الحالة لم يكن الأمر كذلك، حيث لا تحتوي العينات المتحجرة على أي آثار بركانية، كما أنها ليست قريبة من أي مصدر بركاني، فضلا عن أنه يستحيل أن تكون صناعية نظرا لأن عمرها يتراوح بين 5 ملايين و12 ألف عام، أي قبل زمن طويل من ظهور الصناعة.
وبحسب الباحثين، فإن هذه التكوينات من المرجح أن تكون بقايا تأثير نيزك واحد أو أكثر، حدث منذ ملايين السنين بالقرب من فلوريدا.
ومن المعروف أن البطلينوس (وهو حيوان لافقاري ينتمي إلى الرخويات، ويتميز بصدفته مخروطية الشكل)، من المصادر الجيدة للمواد القديمة، حيث أنها تغلق أصدافها وتحمي بذلك محتوياتها على مدار سنوات، من تراكم الرواسب.
ويقول روجر بورتيل، مدير مجموعات علم الأحافير اللافقارية في متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي: “في داخل المحار من هذا النوع، يمكننا العثور على سلطعون كامل، وأحيانا هياكل عظمية للأسماك. إنها طريقة رائعة للحفاظ على العينات”.
وعلى عكس ما كان متوقعا، فإن العينات كانت تحتوي على كميات عالية من الصوديوم، وهي مادة تضيع عادة أثناء الاحتراق في الغلاف الجوي، وهو ما اعتبره الباحثون أمرا مثيرا للاهتمام.
وما يزال هناك الكثير أمام فريق البحث لمعرفته حول جزيئات microtektites الصغيرة، حيث يقول الباحثون إنهم عثروا على العينات في أربع طبقات مختلفة من المحجر، كل منها مرتبط بفترة زمنية مختلفة.