خلال كلمة بعنوان “دبي أرض للمواهب” في منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع
خلال كلمة رئيسة في الدورة السادسة من “منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع” الذي يعقد برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، تحت شعار “تنوع الثقافات”، أكد سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن دبي تعزز الكفاءات الوطنية وتستقطب المبدعين من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على استشراف وصناعة مستقبل الطاقة والمياه من خلال ابتكار نموذج مستقبلي مستدام للمؤسسات الخدماتية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه ضمن منظومة متكاملة قائمة على الكوادر الوطنية، إضافة إلى استقطاب أفضل المواهب والكفاءات الإقليمية والعالمية.
وأكد سعادة الطاير في الكلمة التي ألقاها تحت عنوان “دبي أرض للمواهب” أن “منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع” يسهم في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة التي لا ترضى سوى بالمركز الأول في جميع المجالات، وأن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول مئوية الإمارات 2071.
وقال سعادته: “مطلع هذا العام، أعلن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ثمانية مبادئ أوصى كل من يتولى مسؤولية في دبي أن يلتزم بها، وأكد سموه في المبدأ السابع أن علينا تجديد السياسات والإجراءات لاجتذاب المواهب، ولابدّ من بناء الحياة الأفضل في دبي لأصحاب العقول والأفكار الأفضل”.
وتابع سعادته: “دبي “أرض للمواهب” وكما قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله “بقاء دبي متفوقة مرهون ببقائها قِبلة للمتفوقين، واستمرار تنافسيتها مرهون باستمرار استقطابها لأصحاب العقول والأفكار”. وضمن هذه الرؤية، نعمل من خلال منظومة متكاملة لاستكشاف وتطوير حلول إبداعية ومستدامة للتحديات المختلفة، وترسيخ مكانة دبي في استشراف وصنع المستقبل في مختلف القطاعات. ولدينا في دبي بنية تحتية متكاملة تشمل الطاقة والنقل والمطارات والموانئ والسكك الحديدية والمواصلات والطرق والجسور والانفاق وغيرها من المشاريع التي تدفع عجلة التنمية المستدامة في دولة الامارات العربية المتحدة وتعزيز تنافسيتها العالمية”.
وسلط سعادة/ سعيد الطاير الضوء على تجربة دبي في استشراف وصناعة مستقبل الطاقة والمياه من خلال ابتكار نموذج مستقبلي مستدام للمؤسسات الخدماتية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه ضمن منظومة متكاملة قائمة على الكوادر الوطنية، إضافة إلى استقطاب أفضل المواهب والكفاءات الإقليمية والعالمية.
وأضاف سعادته: “من أهم أولوياتنا ضمان تأمين إمدادات الطاقة والمياه بشكل مستدام، عبر تنويع مصادر الطاقة، ومن هذا المنطلق جاء إطلاق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لتوفير 75% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة وأن تكون دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم. وتتكون الاستراتيجية من خمسة مسارات: البنية التحتية، والبنية التشريعية، والتمويل، وبناء القدرات والكفاءات، وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة. ونعمل على تحقيق مستهدفات الاستراتيجية من خلال منظومة متكاملة للطاقة النظيفة والاستدامة، أهمها مشروعات إنتاج الطاقة النظيفة، ومركز البحوث والتطوير والذي يتضمن مرافق اختبارات لأحدث تقنيات الطاقة الشمسية، ومركز الابتكار لعرض أفضل التقنيات العالمية في مجال الطاقة الشمسية. ومن أبرز مشروعات الطاقة الشمسية مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع استراتيجي لإنتاج الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 وباستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وعند اكتماله، سيسهم في تقليل أكثر من 6.5 ملايين طن من انبعاثات الكربون سنوياً وتوفير آلاف فرص العمل في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر”.
وتابع سعادة الطاير: “أعلن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله عن إطلاق المجمع في ديسمبر 2012 ومنذ ذلك الحين قمنا بتعزيز مسيرة استقطاب المواهب في قطاع الطاقة النظيفة سواء الكوادر المحلية من المهندسين الإماراتيين او استقطاب الكفاءات العالمية من المتخصصين في قطاع الطاقة الشمسية لنقل خبراتهم إلى الكوادر الإماراتية، ووقعنا اتفاقيات مع عدد من أكبر الشركات والجامعات المحلية والعالمية، لتدريب المهندسين على أحدث التقنيات في الطاقة المتجددة، وتوفير المنح الدراسية للطلاب المواطنين. وأود أن أشير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي لديها ما يقارب 1700 من المهندسين والفنيين الاماراتيين وأكبر عدد من المهندسات الإماراتيات على مستوى الدولة في مختلف مجالات عملها ومنها الطاقة الشمسية والبحوث والتطوير وغيرها”.
وأضاف سعادته: “بموازاة استقطاب المواهب والكفاءات المحلية والعالمية، اجتذبنا حوالي 40 مليار درهم من الاستثمارات من خلال نموذج المنتج المستقل للطاقة (IPP) الذي يعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومن خلال هذا النموذج حققنا أرقاما قياسية عالمية في أدنى الأسعار لمشروعات الطاقة الشمسية لخمس مرات متتالية، وباتت دبي معيارا لأسعار الطاقة الشمسية على مستوى العالم. وهذا العام، فازت هيئة كهرباء ومياه دبي بجائزة التحدي في الابتكار من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) عن نموذج المنتج المستقل، كأول مؤسسة على مستوى العالم تفوز بها. وقررت المؤسسة نشر وثيقة المشاركة المقدمة من الهيئة كدراسة حالة تعميماً للفائدة من المنهجية العلمية والعملية المبتكرة والنتائج التي حققناها مقارنة مع النموذج التقليدي لتنفيذ المشاريع. ولإشراك الشباب في عملية التنمية المستدامة وإتاحة الفرصة لهم لإطلاق قدراتهم الإبداعية، تنظم الهيئة مسابقة ديكاثلون الطاقة الشمسية الشرق الأوسط في إطار الشراكة مع وزارة الطاقة الأمريكية، ونظمنا الدورة الأولى في نوفمبر 2018، وسيتم تنظيم الدورة الثانية بالتزامن مع إكسبو 2020 دبي لتصميم وبناء وتشغيل نماذج ذكية ومستدامة لمنازل تعمل بالطاقة الشمسية”.
وأضاف سعادته: “يستند تحقيق النتائج إلى الابتكار واعتماد أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الإحلالية ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة، ونضع الابتكار كأساس في منظومة عملنا في جميع قطاعات الكهرباء والمياه من التخطيط والإنتاج وحتى النقل والتوزيع وبقية الخدمات المساندة بالهيئة، وضمن مبادرة دبي 10X، التي تهدف لأن تسبق مدينة دبي مدن العالم بعشر سنوات من خلال التقنيات الإحلالية المبتكرة، أطلقنا مبادرة “ديوا الرقمية” الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، لإعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية وبناء مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي. وترتكز “ديوا الرقمية” على أربعة محاور، إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية في دبي، وتشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين طاقة مبتكرة والتكامل بين الطاقة النظيفة والتخزين، والتوسع في استخدام الحلول المتكاملة للذكاء الاصطناعي، حيث ستكون دبي أول مدينة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات الكهرباء والمياه، إضافة إلى الاستفادة من التقنيات المتكاملة، حيث أطلقت الهيئة منصة بيانات “مورو” لتطوير الإمكانات الرقمية لدولة الإمارات في تطبيق خطط المدن الذكية، وتقديم حلول رقمية متطورة ومبتكرة”.
وأشار سعادة الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعمل مع “مسرعات دبي المستقبل”، أكبر برنامج لمسرعات الأعمال على مستوى العالم، والذي يتيح الفرصة للمؤسسات الحكومية والشركات الناشئة للتعاون في تطوير مشروعات مبتكرة للتحديات التي تواجه مجالات عملها، وتلقت الهيئة أكثر من 360 طلب من شركات ناشئة من مختلف أنحاء العالم لإنجاز مشروعات تجريبية مبتكرة تتعلق بخدمات الهيئة وتحولها الرقمي وبنيتها التحتية الذكية. كما تعد الهيئة أحد أبرز أعضاء الائتلاف الداعم لبرنامج “الإلكترونات الحرة” (Free Electrons) مسرّع الأعمال العالمي الذي يهدف إلى تشجيع الشركات الناشئة على تطوير حلول مبتكرة في مجال الطاقة. ويضم الائتلاف 9 من أبرز شركات الطاقة العالمية. وفي 2018، كانت الهيئة أول مؤسسة خدماتية حكومية في العالم تنضم كشريك لمركز الثورة الصناعية الرابعة، التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وأشار سعادة/ سعيد الطاير إلى أن الهيئة بدأت النسخة الثانية من مبادرة دبي 10X (10X 2.0) لتقديم خدمات جديدة تلهم العالم وتعزز مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد الأخضر، وتشمل “المطار المستدام كخدمة”، والتي ستجعل دبي أول مدينة في العالم تعيد صياغة مفهوم المطارات المستدامة من خلال التقنيات الإحلالية باستخدام الطاقة الشمسية والطاقة المهدورة مثل الطاقة الحركية والطاقة الناتجة من الصوت، والرياح الناتجة من حركة الطائرات وغيرها. و”طرق مستدامة كخدمة” والتي تعمل من خلالها هيئة كهرباء ومياه دبي مع هيئة الطرق والمواصلات لعرض أول طريق مستدام يدمج الطاقة الخضراء والنظام المستقبلي المبتكر للنقل من خلال الطاقة الشمسية والطاقة الحركية والطاقة الناتجة من الصوت، والرياح الناتجة عن حركة السيارات وغيرها من أنشطة، وتوفر المبادرة نموذجًا جديدًا للطرق المتقدمة، ليتم تطبيقه على مستوى العالم.
وأشار سعادة الطاير إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، أكد على أن دبي قامت على الموهوبين من التجار والإداريين والمهندسين والمبدعين والحالمين. وتسهم البنية التحتية المبتكرة والمتطورة في تحقيق هذه الرؤية السديدة، وقد ساعد تطبيق هيئة كهرباء ومياه دبي لمعايير التميز في ترسيخ مكانتها كواحدة من أفضل المؤسسات الخدماتية على مستوى العالم، تتفوق نتائجها على أفضل الشركات العالمية، فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء 3.3%، ويبلغ معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً 2.39 دقيقة انقطاع، وكذلك تبلغ نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع المياه 6.5%. وحافظت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، للسنة الثالثة على التوالي، على المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء في تقرير سهولة ممارسة الأعمال 2020 الصادر عن البنك الدولي، وحصلت على 100% في جميع مؤشرات محور الحصول على الكهرباء.
واختتم سعادة الطاير بالقول: “دبي “أرض للمواهب” تعزز الكفاءات الوطنية، وتستقطب المبدعين، وسنواصل العمل لتعزيز مكانتها كمدينة مستقبلية ومنصة للإبداع وحاضنة للمبدعين ووجهة للمبتكرين من جميع أنحاء العالم”.
يشار إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تشارك مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي في تنظيم منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي يستقطب أكثر من 1500 مختص من جميع أنحاء العالم، ويسلط الضوء على دور دبي في قيادة مسيرة التنمية في المنطقة.