مجلة مال واعمال

العصر الذهبي للسياحة المصرية هل فعلا انتهى …

-

111110110921_egypt_tourism_304x171_reuters_nocredit

مع انتشار المجموعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، وتوسع العمليات العسكرية للجيش المصري فيها، وصولا إلى حادثة سقوط الطائرة الروسية “ميترو جيت 9268” في شبه الجزيرة بعد تفجير قنبلة على متنها، باتت سيناء المنطقة الأشد سخونة في مصر.

لكن، بعيداً عن هذه الأحداث الساخنة، تنعم سيناء بمقومات تجعلها وجهة سياحية مميزة. فمن الشواطئ الرملية بمياهها الكريستالية، إلى الشعاب المرجانية ومواقع الغوص المميزة، توفر تلك المنطقة كنزاً سياحياً كامناً بتكاليف زهيدة جداً مقارنة بالمناطق السياحية الشهيرة عالمياً.

وبحسب “خالد”، وهو مالك لمخيم للعطلات طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي، لم يصل إقبال السياح حالياً إلى نصف ما كان عليه قبل أحداث الربيع العربي في العام 2011. وأغلب السياح هم من المصريين، الذين يميلون إلى الإقامة لفترات أقصر، وصرف مبالغ أقل.

وأشار “خالد” إلى أن الحكومة المصرية زادت الطين بله على قطاع السياحة، من خلال قيامها بخطوات مثل رفع ثمن الفيزا السياحية، وحظر رحلات السفاري في الصحراء، وغيرها.

ومع ارتباط 10 بالمائة من الوظائف في مصر بقطاع السياحة، ينعكس حال السياحة على الاقتصاد المصري. ففي العام 2010، جنا الاقتصاد المصري 13.6 مليار دولار بفضل قطاع السياحة، الذي نجح بجذب أكثر من 14 مليون سائح حينها. بينما لم تجن مصر في العام 2013 أكثر من 6.7 مليارات دولار من السياحة، ووصف وزير السياحة المصري هشام زعزوع العام 2013 على إثر هذا بـ “أسوأ عام في التاريخ الحديث”

وأدت معاناة قطاع السياحة في مصر إلى وضع وزارة السياحة لخطة مؤلفة من ثلاث مراحل لإعادة جذب السياح. وتتألف الخطة من حملة تسويق على شبكة الإنترنت، وتوسيع شبكة الرحلات الدولية لخطوط الطيران المصري، والتعاون مع الشركات السياحية لتصميم عروض جذابة للسياح بأسعار اقتصادية، والتي تستهدف خصوصاً السياح المصريين من فئة الشباب، بالإضافة إلى مشاريع إعادة ترميم الآثار

بالإضافة إلى ذلك، بدأت حملات تسعى إلى جعل المصريين يساهمون في دعم السياحة في بلادهم، من خلال مشاركة وسم #هي_دي_مصر على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن لم تلق هذه الحملة النجاح المنشود، فعلى سبيل المثال، صادف أول يوم لإطلاق الحملة يوم سقوط الطائرة الروسية بتفجير تبناه تنظيم “داعش”، بالإضافة إلى قيام منصري جماعة الإخوان المسلمين في مصر باستعمال هذا الوسم لمشاركة لتسليط الضوء على تعامل السلطات المصرية بطريقة “قمعية” مع الجماعة، على حد تعبيرهم.

رغم أن التحديات الأخيرة التي ألمّت بالسياحة في مصر هي ليست الأولى من نوعها، إذ نجحت السياحة المصرية بالتعافي من هجمات إرهابية دامية سابقة في الأقصر في العام 1997، وشرم الشيخ في العام 2005، إلا أن الوضع مختلف هذه المرة

فبحسب الرئيس التنفيذي لمجلس السياحة والسفر العالمي ديفد سكاوسيل، عندما تحدث اعتداءات كهذه، فإن “التواصل مع الحكومة في الأيام التالية مهم جداً لشرح ما حدث بالتفصيل. لكن في الأيام التي تلت سقوط الطائرة الروسية، لا أحد علم ما هو السبب”، مضيفاً أن هذا الافتقار للشفافية من جانب الحكومة المصرية هو السبب وراء قرار عديد من خطوط الطيران الأجنبية، وعلى رأسها الخطوط البريطانية والروسية، توقيف رحلاتها إلى مصر إلى أجل غير مسمى.

بالإضافة إلى ذلك، أضاف سكاوسيل أن السياحة المصرية تعاني من انتشار الاعتقاد العام بأن السياح مستهدفون بشكل مباشر في مصر. لكن يتوقع سكاوسيل استقرار الأمور بغضون 13 إلى 15 شهراً، رغم أن “العصر الذهبي” للسياحة المصرية قد يكون ذهب إلى غير عودة… على الأقل بالأمد المنظور.