بقلم :شذى عبد الجليل
يمر الزواج بمراحل معينة يعيش خلالها الزوجان مشاعر مختلفة ولغة حوار ونمط معين من التواصل سواء كان معدوم أو سلبي أو متزن مما يترتب عليها زيادة الألفة والحميمية أو فقدان الحب وضغط نفسي داخلي وتوتر مستمر.
الطلاق العاطفي ظاهرة منتشرة في الفترة الأخيرة بين الأزواج تتضمن عدم التواصل نهائيا.
وتتميز لغة الحوار بالسلبية وفقدان الاهتمام بالقرب العاطفي بينهما بالإضافة إلى الصمت المطبق والقسوة والرفض وهما في بيت واحد رغم سنوات الزواج مما يؤدي إلى الاغتراب النفسي والعزلة عن بعضهما البعض.
الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى الطلاق العاطفي متعددة ومختلفة في كل حالة زواج أهمها فقدان الخصوصية والثقة بالإضافة إلى عدم التوافق واختلاف في الشخصية والأهم السيطرة والتحكم وذلك لارتباطها بالجانب التعبيري المختلف لدى الأنثى والذكر بشأن المشاعر والانفعالات علما بأن التركيبة البيولوجية لها دور في الطلاق العاطفي.
من المؤكد بان الزواج مسؤولية مصيرية تخلق حالة من التوتر والقلق والخوف في بداية الحياة مما يؤثر على الجانب التعبيري لدى الأنثى والذكر بينهما بالإضافة إلى اختلاف الأولويات والأهداف والبيئة علما بأن الزواج لا يتعلق بالتحدي أو المنافسة أو إثبات الذات أو القوة أو الفوز أو الحرب. كذلك تتميز الحياة الزوجية بالتفاوت في المراحل التي يعيشها الزوجان في كل سنة من الزواج، وعليهما تقبل ذلك بهدف زيادة السعادة والألفة والحميمية.
يجب على الزوجان تقبل التفاوت في مراحل الزواج مع الحفاظ على الخصوصية وعدم التدخل بها بالاضافة الى زيادة المشاركة الوجدانية بشأن المشاعر والانفعالات من دون أحكام أو انتقادات أو سخرية أو إعطاء ألقاب جارحة من خلال توجيه أسئلة توضيحية تهدف إلى الفهم. كذلك الابتعاد عن الصمت الطويل الذي يؤدي إلى الجفاء وعدم محاولة تغيير الشخصية بل فصل السلوك المعين عن الشخص نفسه ومحاولة فهم أسباب ذلك والعمل على طرح البدائل المناسبة لتعديل السلوكيات ومناقشتها بهدف الوصول إلى نقطة مشتركة.
وأخيرا عدم اخذ الآخر بشكل شخصي والحفاظ على الثقة بالنفس قدر الإمكان والذهاب إلى الاخصائي النفسي المختص في الاستشارات الزوجية من دون الوصول إلى الطلاق العاطفي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-DK8