مجلة مال واعمال

الطاقة الدولية تتوقع تراجع استثمارات النفط للعام الثالث في 2017

-

9

ارتفعت أسعار النفط أمس برغم حالة من عدم اليقين قبل خفض مزمع لإنتاج الخام تقوده أوبك وضعف السيولة خلال عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، مما ثنى المتعاملين عن القيام برهانات جديدة كبيرة.
وجرى تداول خام برنت عند 49.07 دولار بارتفاع 0.25 %. وبلغ خام نايمكس 48.03 دولار للبرميل بارتفاع 0.15 %.
وقال متعاملون، إن نشاط السوق منخفض بسبب العطلة الأمريكية، وإن هناك تردداً في القيام برهانات كبيرة على اتجاه الأسعار بسبب عدم اليقين بشأن خفض الإنتاج المزمع الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
يتوقع معظم المحللين أن يتم الاتفاق على شكل ما من خفض الإنتاج، لكن من غير المؤكد أن يكون كافياً لدعم السوق المتخمة بالمعروض منذ أكثر من عامين، مما نجم عنه انخفاض قياسي في الاستثمارات بالقطاع امتد لثلاث سنوات وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة لرويترز في طوكيو أمس، إنه حتى إذا انخفض الإنتاج فإن الأسعار سرعان ما ستقع تحت الضغوط مجدداً؛ نظراً لأن خفض الإنتاج بقيادة أوبك سيتيح لشركات النفط الصخري الأمريكي زيادة إنتاجها بشكل واسع.
وبخلاف أوبك قال المتعاملون، إن ارتفاع الدولار الذي بلغ مستويات لم يشهدها منذ 2003 مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى أثر في أسعار النفط.
وقال بيرول، إن من المرجح أن تتراجع الاستثمارات الجديدة في إنتاج النفط للعام الثالث في 2017، في الوقت الذي تستمر فيه تخمة الإمدادات العالمية مما يذكي التقلبات في أسواق الخام.
وأضاف: «تحليلاتنا تظهر أننا ندخل فترة تقلبات أكبر في أسعار النفط لأسباب (منها) تراجع الاستثمارات النفطية العالمية لثلاث سنوات على التوالي في 2015 و2016 وعلى الأرجح في 2017».
وتابع: «هذه هي المرة الأولى في تاريخ النفط التي تتراجع فيها الاستثمارات لثلاث سنوات على التوالي»، مضيفاً أن هذا قد يسبب «صعوبات» في أسواق النفط العالمية في غضون سنوات قليلة.
من جهته قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، إن بلاده قد تعدل خطط إنتاج النفط بالخفض، إذا جرى تنفيذ اتفاق لتثبيت الإنتاج العالمي.
وقال نوفاك: «وفقاً لخططنا سيرتفع إنتاج النفط في العام القادم. إذا أبقينا الإنتاج عند المستوى الحالي فهذا إسهامنا وهو ما يعني بالنسبة لنا خفضاً بما بين 200 و300 ألف برميل يومياً (في 2017)».
وأضاف أن المناقشات مع أوبك مستمرة على نحو إيجابي، مشيراً إلى أن موسكو تعمل في الوقت ذاته مع المنتجين المستقلين ومن بينهم قازاخستان والمكسيك.
وقال إن أحداً لا يمكنه التكهن كيف ستصل سوق النفط إلى التوازن. مضيفاً، أن فائض المعروض النفطي من المتوقع أن يكون مليون برميل يومياً حتى نهاية العام، مقارنة مع 1.8 مليون برميل يومياً في بداية 2016.
من جهته قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن اتفاقاً لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن خفض الإنتاج ورفع أسعار النفط بات «وشيكاً»، وأوفد وزير النفط إلى روسيا للمساعدة على حشد بقية المنتجين للمشاركة.
وقال مادورو في كلمة لعمال شركة النفط الوطنية الفنزويلية بي.دي.في.إس.ايه: «هناك اتفاق وشيك لدول أوبك بشأن تثبيت الإنتاج وخفضه وموازنة السوق ورفع الأسعار على نحو واقعي وعادل ومسؤول».
وتعتمد فنزويلا على النفط في نحو 95 في المئة من إيرادات التصدير، ومن ثم فقد ساهم انخفاض الأسعار في حدوث كساد كبير.
وما زالت الشكوك قائمة بشأن ما إذا كانت أوبك ستتفق على خفض مقترح في الإنتاج بالنسبة التي تم مناقشتها والتي تتراوح بين أربعة و4.5 في المئة.
وقالت روسيا إنها ستخفض الإنتاج دعماً لأوبك، لكن شركات النفط المحلية لم تصغ التفاصيل، مما يلقي بظلال من الضبابية في الآفاق.
ارتفع عدد الحفارات الأمريكية قيد التشغيل بأعلى معدل شهري منذ خمسة أشهر في نوفمبر الجاري، مع اتجاه شركات النفط الصخري لزيادة إنتاجها للاستفادة من الارتفاع المتوقع للأسعار خلال الأشهر المقبلة.
وأظهرت بيانات شركة بيكر هيوز أن الشركات الأمريكية قامت بتشغيل ثلاث منصات إضافية خلال الأسبوع الماضي، ليرتفع الإجمالي إلى 474 منصة، وهو أعلى مستوى منذ بداية العام الحالي، لكنه يظل أقل ب 15% بالمقارنة بالأسبوع المقابل من العام الماضي.
وبذلك يرتفع عدد الحفارات الأمريكية قيد التشغيل خلال نوفمبر الجاري بواقع 33 منصة، وهي أكبر زيادة شهرية منذ يوليو. (وكالات)