يشهد الأردن تحوّلًا ملحوظًا في توجهاته التنموية من خلال تبنّي الصناعات الثقافية والإبداعية كرافد اقتصادي واجتماعي محوري، ضمن إطار رؤية التحديث الاقتصادي واستثمار الموارد الثقافية والبيئية المتجددة، لا سيما في المجتمعات المحلية.
وتعتمد هذه الصناعات على الإبداع البشري والفكر الخلاق، لتقديم منتجات وخدمات تمزج بين التراث والفنون والتكنولوجيا، وتُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل مستدامة خاصة للمرأة والشباب، إلى جانب تعزيز الهوية الثقافية الأردنية والانفتاح على العالم.
وأكدت عروبة الشمايلة، مساعد الأمين العام ومديرة ثقافة الكرك، أن الصناعات الثقافية تشكل جسرًا حيويًا بين الإبداع والاقتصاد، وتلعب دورًا فاعلًا في تحفيز النمو المحلي من خلال الحرف اليدوية والفنون والمشروعات الثقافية ذات الطابع المجتمعي، خصوصًا في المحافظات.
وأضافت الشمايلة أن وزارة الثقافة، عبر مديرياتها ومراكزها، وعلى رأسها مركز الحسن الثقافي في الكرك، تنفّذ استراتيجيات لتعزيز الصناعات الإبداعية من خلال توفير بيئات حاضنة ومساحات عرض وتدريب، وربطها بالمنصات الرقمية لتوسيع الوصول محليًا وعالميًا.
ولفتت إلى أن المديرية تعمل على تمكين المرأة ثقافيًا واقتصاديًا، عبر برامج تدريبية في مجالات مثل: النسيج، الفخار، التسويق الرقمي، والفنون الأدائية، مما يعزز قدرتها على دخول الأسواق والمشاركة في المشهد الثقافي.
كما أوضحت أن هذه الجهود تتكامل مع دعم السياحة الثقافية من خلال المهرجانات والمعارض، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الفنانين والحرفيين لتسويق منتجاتهم وتحقيق دخل مستدام.
وتشمل الصناعات الثقافية الإبداعية مجموعة واسعة من المجالات، أبرزها: التراث، النشر، الموسيقى، المسرح، الأزياء، التصميم، الوسائط الرقمية، والمواقع الأثرية، مما يجعلها قطاعًا متكاملًا قادرًا على تحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيز الحوار بين الشعوب.
وفي ضوء ما تشهده المملكة من نمو ملحوظ في هذا القطاع، يتزايد الرهان على الصناعات الثقافية كأحد أعمدة الاقتصاد الإبداعي في الأردن، وكقوة ناعمة داعمة لمكانة الأردن الثقافية إقليميًا وعالميًا.
