قال مهند الصانع المدير العام لشركة الموازى للاستشارات المالية والاقتصادية إن أكثر من 1800 شركة كويتية مساهمة غير مدرجة تنتظر العمل بنظام تداولات خارج المنصة الذى تعتزم بورصة الكويت بدء تنفيذه فى أكتوبر.
ويتضمن النظام الجديد إدخال تداولات أسهم الشركات المساهمة غير المدرجة لأول مرة تحت مظلة بورصة الكويت، وهو ما سيوفر قدرا أكبر من الفرص والشفافية للمتداولين وأصحاب الأسهم.
وقال الصانع الذى تمتلك شركته موقع “الموازى دوت كوم” فى مقابلة مع رويترز إن من بين هذه الشركات نحو 200 شركة تتمتع بقدر كبير من الشفافية ولديها نشاط تشغيلى حقيقى ومساهمة قوية فى الاقتصاد الوطنى ويمكنها أن تكون بنفس كفاءة شركتى المتكاملة وميزان وهما شركتان عائليتان تم إدراجهما بالبورصة خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن العمل بنظام خارج المنصة “سوف يخلق لهذه الشركات فرصا للتمويل والسيولة ويخلق للمساهمين فرصا للتخارج كما سيخلق أيضا فرصا كبيرة للاندماجات والاستحواذات”.
ولن تخضع الشركات المنضوية تحت نظام خارج المنصة لقواعد الحوكمة والشفافية التى تلتزم بها الشركات المدرجة فى البورصة.
لكن الصانع أكد أن دخول عمليات تداول الأسهم تحت مظلة البورصة وشركة المقاصة واتمامها عبر الوسطاء المعتمدين سيكون له أثر كبير في منفعة المساهمين وتحقيق الأهداف التى من أجلها خلقت أسواق المال ومد منفعتها لهذه الشركات.
وضرب مثالا على ذلك بأن نظام خارج المنصة سيوفر سجلا للأسعار السابقة للأسهم ليكون “مرجعا للبائع والمشتري” يسترشدان به فى إتمام الصفقات رغم أنهما لن يكونا ملزمين بحدود سعرية لارتفاعات أسعار الأسهم وهبوطها كما هو حاصل مع الأسهم المدرجة في البورصة.
وذكر أن تداولات الأسهم للشركات المساهمة غير المدرجة تبلغ حاليا نحو 450 مليون دينار (1.49 مليار دولار) سنويا ومن المتوقع أن ترتفع ما بين 10 و20 % لتزيد عن نصف مليار دينار سنويا بعد العمل بنظام خارج المنصة.
وقال إن البورصة تمكنت خلال الفترة الماضية من العمل لتدشين هذا النظام الذى سيجعل التداولات أسهل وتتمتع بقدر كبير من الشفافية كما سيكون هناك حفظ لحقوق البائع والمشترى والوسطاء بالإضافة إلى أن الفترة الزمنية لإجراء عمليات البيع والشراء ستكون أقصر مشيدا بجهود إدارة البورصة في هذا المجال.
يقوم موقع “الموازي دوت كوم” المتخصص فى قطاع الشركات المساهمة بترتيب صفقات بيع وشراء أسهم الشركات غير المدرجة وإتمامها عبر القنوات الرسمية كما يقدم لمستخدميه قاعدة بيانات ومعلومات عن هذه الشركات.
وقال الصانع إن شركة الموازى استعدت لهذا التطور الكبير الذى طالبت به منذ نحو 10 سنوات وكان لها دور استراتيجى فى الإعداد له، وأجرت تعديلات جوهرية على استراتيجيتها لتتمكن من توفير خدمات جديدة لعملائها وتوفير كل المعلومات اللازمة التى تمكنهم من اتخاذ القرار السليم.
* ترقية بورصة الكويت
في 2017 أعلنت شركة فوتسى رفع تصنيف بورصة الكويت إلى وضع السوق الناشئة. ومن المرتقب أن تنضم بورصة الكويت لمؤشر فوتسى راسل للأسواق الناشئة على مرحلتين تبدأ الأولى غدا الإثنين.
واعتبر الصانع أن ترقية بورصة الكويت على مؤشر فوتسى هو “تطور مستحق” بعد سنوات من العمل والتطوير فى البورصة وتعديل القوانين لجعل البورصة جاذبة للاستثمار.
وأضاف أن المحافظة على هذا المكسب وتطويره أهم من حدث الترقية فى حد ذاته متوقعا أن يتزايد الاهتمام الدولى ببورصة الكويت بعد الترقية وأن تتدفق أموالا أجنبية بنحو 700 مليون دولار للاستثمار فى البورصة وشراء الأسهم الكويتية.
ويحذر مراقبون من أن بورصة الكويت قد تشهد انتعاشة مؤقتة بالتزامن مع ترقيتها لمرتبة الأسواق الناشئة لكنها قد تعود مرة أخرى إلى تداولاتها المعتادة والضعيفة بعد أن ينقضى زخم الترقية.
ويشكو كثير من المستثمرين من أن بورصة الكويت ورغم خطط التطوير التى مرت بها خلال السنوات القليلة الماضية والتى شملت تقسيم السوق لثلاثة أسواق وإقرار قانون هيئة أسواق المال ثم إدخال تعديلات جوهرية عليه إلا أن ذلك لم ينعكس على أداء البورصة ولا تحسن مستوى التداولات اليومية بها.
ويضيف هؤلاء أن أسعار النفط المرتفعة والاستقرار السياسى والاقتصادى الذى تتمتع به الكويت عضو منظمة أوبك فى محيط مضطرب من الأزمات لم يكن له صدى فى البورصة.
ويرى الصانع أن البنية التحتية من قوانين وإصلاحات وتنظيمات رغم أهميتها والجهد الذى بذل فيها لا تكفى وحدها وأن ما تحتاجه البورصة الكويتية هو “الثقة”.
وقال الصانع إن إعادة الثقة فى بورصة الكويت هى مسؤولية الحكومة ممثلة فى هيئاتها المعنية ووزاراتها وأجهزتها المختلفة وعلى رأسها الهيئة العامة للاستثمار وغيرها من المؤسسات التى ينبغى أن تعمل بشكل متكامل لإعادة هذه الثقة للبورصة ليس فقط على المستوى الخارجي وإنما على المستوى المحلى والاقليمى أيضا.
وطالب الهيئة العامة للاستثمار ليس فقط بالاستثمار في أسهم البورصة وإنما العمل على خلق منتجات جديدة والمساهمة بها ودعم المستثمرين المحليين في أفكارهم ومبادراتهم وابتكاراتهم.
وقال الصانع إن الفرصة مواتية الآن للاستثمار في بورصة الكويت، فأسعار النفط مرتفعة وقواعد الشفافية والحوكمة تم تطبيقها فى البورصة كما أن البنوك لديها سيولة كبيرة والشركات بدأت تتعافى من آثار الأزمة المالية العالمية التى وقعت قبل عشر سنوات وأصبح الوضع أفضل بكثير فى الوقت الحالى.
واعتبر الصانع أن إعادة الثقة في بورصة الكويت وإدخال منتجات جديدة وارتفاع معدل التداول اليومى سيكون له أثر كبير فى تقييم البورصة التى يتم الإعداد حاليا لطرحها للخصخصة.
وفي أبريل دعت هيئة أسواق المال الشركات العالمية والمحلية للمنافسة على حصة الشريك الاستراتيجى التي تتراوح بين 26 و44 % من شركة بورصة الكويت.
وطرح أسهم البورصة للاكتتاب العام قيد الدراسة فى الكويت منذ سنوات لكن العملية تعطلت بسبب السجالات السياسية الداخلية والبيروقراطية المتجذرة. وبورصة دبى هي سوق الأسهم الوحيدة في المنطقة المدرجة حاليا.
تبلغ القيمة السوقية لبورصة الكويت حوالى 90 مليار دولار وهى من أقدم بورصات الشرق الأوسط وتأسست رسميا في أوائل الثمانينيات لكنها شهدت انكماشا في عدد الشركات خلال السنوات القليلة الماضية مع انسحاب عشرات الشركات منها خلال السنوات الماضية. وهناك 175 شركة مدرجة حاليا فى سوق الكويت.
وينص القانون على طرح 50 % من أسهم شركة البورصة للاكتتاب العام إلى جانب بيع ما بين 26 و44 % إلى مشغل عالمى منفردا أو بالشراكة مع شركة كويتية مدرجة فى البورصة.