رؤية حكيمة أساسها الابتكار وقوامها الكفاءة وهدفها النهضة الشاملة
جاءت المبادرة من اجل فتح افاق جديدة لعملية التنمية من اقصى شمال الدولة ” راس الخيمة” حاملة معها رسالة ونموذج يحتذى اساسه النجاح وقوامه نموذج ناجح وانجاز يدرس في كيفية الاستفادة من المقومات الطبيعية والكفاءات البشرية لتحقيق نجاح يليه ابداع في مختلف القطاعات، ما كان ليكون لولا وجود قيادة رشيدة ذات رؤية ثاقبة واستشراف ناصع لمستقبل سيكون زاخرا.
وللحديث اكثر عن امارة راس الخيمة وانجازاتها بقيادة الشيخ سعود بن صقر كان لمال واعمال هذه الوقفة مع عقد من زمان حمل لراس الخيمة الريادة والانجاز…
ركيزة اساسية في التنمية
من جبال راس الخيمة الشاهقة كانت البداية فقد استخدمت صخورها في بناء مدن الامارات لتكون هاي الاساس في بناء دولة اصبحت من كبريات دولة المنطقة.
الى جانب ان راس الخيمة والتي تشتهر بجمالها السحر ساهمت ومنذ تأسيس الدولة عام 1971 في توفير العديد من المقومات الأساسية التي ساهمت في تعزيز حضور الدولة على الساحة العالمية.
واليوم نرى لإمارة رأس الخيمة مكانة رائدة في دعم التوجهات الجديدة لدولة الإمارات في بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة.
واليك ابرز ملامح تطور راس الخيمة…
الاقتصاد…
تتبنى حكومة رأس الخيمة نهجاً مالياً يقوم على الحوكمة الرشيدة، وتلتزم باستمرار تحسين مؤشرات سهولة ممارسة الأعمال، وهو ما ساهم في تحقيق الموازنة العامة للإمارة فائضاً مالياً سنوياً منذ العام 2010، وذلك بفضل اعتمادها على سياسات اقتصادية متميزة.
من ناحية اخرى يصل عدد الشركات فيها أكثر 38000 شركة من 100 دولة تمارس أعمالها في 50 قطاعاً مختلفاً مستفيدة من التراخيص التجارية والخدمات التي تقدمها هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية “راكز”، وغرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، ودائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة.
توسع المناطق الحرة.
وجه الشيخ سعود بن صقر ببناء منطقتين حرتين في الامارة ساهمتا وبشكل فعال في تعزيز حضور الإمارة على خارطة الأعمال العالمية، وترسيخ مكانتها وجهة استثمارية على مستوى المنطقة.
هذا وتتولى هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية راكز الإشراف على 6 مناطق في قطاعات متعددة، وهي تعتبر اليوم موطناً لأكثر من 15000 شركة من 100 دولة تعمل في أكثر من 50 قطاعاً، وتشتمل هذه الشركات على العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك 770 من كبرى شركات التصنيع الرائدة على مستوى العالم، ومنها مثلاً شركة “شاي أحمد”، وشركة “كانوف” الألمانية لصناعة الجبس، وشركة “فرانك”.
كما وتقوم منطقة راكز الأكاديمية بدور رئيسي في تطوير التعليم ونشر مفاهيم تعليمية متقدمة، إذ تحتضن المنطقة 9 جامعات وكليات عريقة، و 5 مدارس، إلى جانب 112 مزوداً لخدمات دعم التدريب والتعليم.. وتشتمل هذه الجامعات على جامعة “ستيرلينغ” البريطانية، وجامعة “بولتون” البريطانية، و مركز الأبحاث السويسري.
السياحة والضيافة
يعد قطاع السياحة واحد من ابرز القطاعات التي شهدت تقدماً كبيراً في رأس الخيمة على مدار الأعوام العشرة الماضية، فقد أصبحت الإمارة وجهة معروفة ومكاناً مفضلاً للابتعاد عن صخب المدن، وقد أتاح التنوع الجغرافي لرأس الخيمة من الصحارى إلى الشواطئ الجميلة والجبال الشاهقة، تقديم مجموعة مختلفة من الأنشطة في مواقع قريبة من بعضها البعض.
ومن الجدير بالذكر ان مجلس التعاون الخليجي إمارة اختار رأس الخيمة عاصمة السياحة الخليجية لعام 2020 لعدة أسباب منها بروز تطور قطاع السياحة والضيافة بشكل واضح في الاستراتيجية الشاملة للإمارة خلال العقد الماضي، حيث حدثت نقلة نوعية انعكست في ازدياد عدد السياح الزائرين للإمارة ليقفز من 390 ألف سائح في عام 2011 إلى أكثر من مليون في عام 2019، مع وجود خطط للوصول إلى 3 ملايين سائح بحلول عام 2025.
ومن بين المناطق الرئيسية التي شهدت تطوراً كبيراً نذكر “جزيرة المرجان”، وهي عبارة من أربع جزر صناعية تقع جنوب رأس الخيمة وتمتد لمسافة 4.5 كيلومتر داخل الخليج العربي.
التطوير العمراني
كانت “قرية الحمرا”، التي أفتتحت لأول مرة في عام 2004 ، أول مشاريع إمارة رأس الخيمة في مجال التطوير العقاري، وقد نمت المنطقة لاحقاً لتصبح مجتمعاً مزدهراً تبلغ مساحته 77 مليون قدم مربع، يضم حوالي 10000 ساكن يعيشون في أكثر من 1000 فيلا، وما يقرب من 2500 شقة بتكلفة مناسبة ومنافسة لكثير من المجتمعات السكنية المماثلة في أي مكان آخر.
وعلى بعد بضعة كيلومترات شمال “قرية الحمرا”، يقع مشروع مجتمع الواجهة البحرية الفاخر “ميناء العرب”، الذي طورته شركة رأس الخيمة العقارية، وتم تسليم المرحلة الأولى منه والمسماة “غرناطة” في عام 2010، ليتبعها افتتاح العديد من المناطق الأخرى، مثل: ماليبو، وبرمودا، وفلامنغو، في الأعوام التي تلت ذلك، ما ساهم في تطور هذا المجتمع والذي نراه اليوم قائماً على أرض الواقع.
التكنولوجيا الحديثة والرقمنة
تشهد رأس الخيمة منذ عام 2010، تحولاً رقمياً متسارعاً تماشياً مع استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة لتحسين الخدمات الحكومية ورقمنتها بالكامل، ويعد التحول من الخدمات الورقية إلى الخدمات الرقمية منذ عقد من الزمان أمراً مذهلاً في رأس الخيمة، حيث تقود هيئة الحكومة الإلكترونية، عملية الرقمنة كوسيلة لمواصلة تحسين وتبسيط الخدمات المقدمة للمتعاملين، واليوم تم تحويل أكثر من 450 خدمة من مختلف دوائر حكومة رأس الخيمة إلى خدمات إلكترونية متاحة عبر شبكة الإنترنت.
النقل والمحاجر
منذ أكثر من 40 عاماً عملت كل من شركة أحجار رأس الخيمة – “راك روك” و مؤخراً “ستيفن روك” على استخراج الأحجار، ومواد الحجر الجيري عالية الجودة من سلسلة “جبال الحجر” ليتم نقلها بعد ذلك عن طريق البر أو من ميناء صقر القريب إلى جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والهند ودول العالم، وإيصالها للمتعاملين بقطاعات البناء والإسمنت والصلب والتعدين والصناعات الكيماوية والزجاجية.
وتم استخدام هذه الحجارة في بناء مشاريع معروفة مثل: برج خليفة، ونخلة جميرا، ودبي مول، ومع نمو السمعة الراسخة لشركتي “راك روك” و”ستيفن روك” في الأعوام الأخيرة، شهدت أعمال الشركتين توسعاً أيضاً.
وفي العقد الماضي، نما الإنتاج السنوي المشترك لهما من 48 مليون طن في عام 2010 إلى حوالي 80 مليون طن حالياً، ما يجعلهما من بين أكبر منتجي الصخور في العالم.
و ساهم قرب ميناء صقر، أكبر ميناء مناولة في منطقة الشرق الأوسط، في نقل المواد على طول 10 كيلومترات من أحزمة النقل الصديقة للبيئة عبر الطريق الرئيسي السريع وتعبئتها على السفن للنقل إلى جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وبعيداً عن الجبال، تمتلك رأس الخيمة خيارات نقل أخرى، فإلى جانب الطريقين السريعين E311 و E611 اللذين يربطان الإمارة ببقية مدن الدولة، هناك “مطار رأس الخيمة الدولي”، الذي دخل العام الماضي في شراكة مع شركة “سبايس جت” الهندية ليصبح أول مركز خارجي لهذه الشركة.
وقد أصبح المطار نقطة رئيسية لعودة المقيمين من الجالية الهندية إلى بلادهم خلال مرحلة وباء كوفيد 19، مما سمح لأكثر من 53000 شخص بالعودة إلى ديارهم عبر ما يزيد عن 300 رحلة بالتعاون مع شركة “سبايس جت” والحكومة الهندية.
منظومة تعليمية متطورة
تتمتع إمارة رأس الخيمة بتاريخ حافل وغني بالإنجاز الأكاديمي، حيث كانت الإمارة سباقة في إنشاء نظام تعليمي جاء ترجمة لحكمة المغفور له الشيخ صقر.
و واصل صاحب السمو الشيخ سعود مسيرة والده الراحل في دعم التعليم من خلال إنشاء منطقة راكز الأكاديمية ، ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، ومؤسسات تعليمية أخرى، إضافة إلى تقديم منح دراسية.
و خير مثال على المؤسسات التعليمية هي الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة التي تأسست في عام 2009 وشهدت نمواً كبيراً في عدد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث تزايد عدد الطلاب من 38 طالباً إلى ما يقارب 1000 طالب و من 16 عضو هيئة تدريس إلى 100 عضو هيئة تدريس اليوم.
ومن الجامعات الأخرى التي تميزت منذ تأسيسها في عام 2006 جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، والتي بدأت بـ 22 طالباً فقط ليصل عدد طلابها اليوم إلى أكثر من 1200 طالب، وجميعهم يدرسون ليصبحوا أطباء متخصصين.. و يبلغ عدد الذين تخرجوا من الجامعة حوالي 600 ممرض و ممرضة التحقوا بالقطاع الصحي في الإمارات العربية المتحدة ، أكثر من نصفهم من الإماراتيين ، كما ساعدت مستشفى رأس الخيمة هذا العام في إجراء حوالي 1000 اختبار لـ Covid-19 يومياً.
من جانبها لعبت مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة دوراً حيوياً في تطوير قطاع التعليم في رأس الخيمة والدولة بأكملها على مدى العقد الماضي، من خلال بحوثها الثاقبة ومساعدتها التعليمية للمجتمع ما أتاح إدخال العديد من التحسينات النوعية على الصعيدين المحلي والوطني.
البيئة ونمط الحياة
تدرك رأس الخيمة أيضاً أهمية المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية لضمان التنمية المستدامة في الإمارة.
من هنا وضعت بلدية رأس الخيمة استراتيجية كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في عام 2018 لضمان تشييد المباني بطريقة مستدامة ولإبراز حرص الإمارة على بذل كافة الجهود للحد من تأثيرها السلبي على البيئة.
و تهدف الاستراتيجية إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 30%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 20%، ورفع نسبة توليد الكهرباء باستخدام الموارد المتجددة إلى %20 بحلول عام 2040.
وتم تفعيل العديد من بنودها الرئيسية، مثل لوائح المباني الخضراء للمباني الجديدة، وبرنامج التعديل التحديثي للمباني القائمة، الذي يهدف لتزويد حوالي 3000 مبنى بحلول موفرة للطاقة.
الرعاية الصحية
على مدى الأعوام العشرة الماضية، تطور دور مؤسسات الرعاية الصحية في رأس الخيمة من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للسكان المحليين إلى توفير السياحة العلاجية والترحيب بالراغبين في زيارة الإمارة الاستفادة من خيارات الرعاية الصحية المتقدمة المتاحة على شواطئها.
و يعود جزء كبير من هذا التقدم إلى مستشفى رأس الخيمة الذي أفتتح في عام 2007 بخمسة أطباء فقط و لديه الآن 75 طبيباً مع مجموعة متنوعة من التخصصات في منشأة ضخمة، وقد تطورت القدرة الاستيعابية للمستشفى من حوالي 100 مريض يومياً في أعوامه الأولى إلى ما يتراوح حالياً بين 800 إلى 900 مريض خارجي في العيادات الخارجية، مما يبرز الثقة التي بنتها المنشأة بين أفراد المجتمع المحلي.
وبالإضافة إلى مستشفى صقر الحكومي، طورت الإمارة شبكة واسعة من مرافق الرعاية الصحية بما في ذلك مستشفى الشيخ خليفة التخصصي، الذي تم بناؤه من قبل وزارة الصحة ويتولى إدارته مستشفى جامعة سيول الوطنية.
و يتخصص المستشفى الذي يضم 246 سريراً في طب الأورام والقلب والأوعية الدموية وعلم الأعصاب، ويتكون من 10 غرف عمليات ذات مساحة كبيرة ومصممة بشكل متطور، بالإضافة إلى غرفة الرنين المغناطيسي التي تسمح بإجراء عمليات جراحية متطورة.