أكّد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي،على هامش اجتماعه مع رئيسة مجلس إدارة شركة «هواوي» الصينية، سن يافانغ، أن دبي أصبحت اليوم مركزاً إقليمياً للابتكار وتكنولوجيا المستقبل، وأنها في سعي دائم لجذب أكبر الشركات العالمية المتخصصة في الابتكار والجيل المقبل من التكنولوجيا، وذلك تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أكتوبر من العام الماضي.
وقال سموّه: «إن الوتيرة السريعة التي تطوّرت بها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال السنوات القليلة الماضية، ونماذج الأعمال الجديدة التي نتجت عنها، مثل الاقتصاد التشاركي وغيره، تثبت أن الابتكار هو الأداة الأهم في سباق التنافسية والاستمرار، وعليه لابد ألا ينحصر تركيزنا خلال الفترة المقبلة على تطبيق واستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا الموجودة حالياً، وإنما على استشراف وابتكار الجيل المقبل منها».
وتم خلال الاجتماع بحث عدد من الموضوعات المتعلقة بالابتكار ومستقبل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خلال السنوات الـ10 المقبلة، إضافة إلى آخر مستجدات التكنولوجيا في قطاع المعلومات والاتصالات، واستعراض أنشطة الشركة وآخر مشروعاتها في هذا القطاع بدولة الإمارات.
كما شهد سموّه توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، وشركة «هواوي» لتأسيس مركز «هواوي» للابتكار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في دبي.
وستلعب شركة «هواوي»، من خلال مركز «هواوي» للابتكار، دوراً حيوياً في تعزيز برامج المدينة الذكية بالإمارة وتبادل الخبرات، لتحقيق الابتكار مع مختلف الحكومات والمؤسسات وتدريب المواطنين لإكسابهم الخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمبادرات النوعية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
اقتصاد متنوّع
إلى ذلك، قالت يافانغ، إن «الإمارات تمكنت من تحقيق العديد من النجاحات، من خلال اقتصاد متنوّع ومزدهر، إضافة إلى نمو في قطاعات حيوية مثل السياحة والطيران والعقارات وقطاع الخدمات المالية وغيرها»، مشيرة إلى أن «دبي استقطبت أنظار العالم، من خلال العديد من مشروعات البنية التحتية الطموحة والمبتكرة».
وأعربت عن سعادتها بالإسهام في تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دبي، مؤكدة تطلعها لمزيد من الإنجازات، بالتعاون مع شركاء الشركة المحليين خلال السنوات المقبلة.
المعرفة والابتكار
من جهته، قال القمزي: «إنه تماشياً مع توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم، تعمل حكومة دبي على تحقيق ذلك، من خلال تدشين سلسلة متنوّعة من المبادرات القائمة على المعرفة والابتكار، للحفاظ على مكانة الدولة لكي نكون من أفضل دول العالم، ولتظل الإمارات الأكثر تقدماً وابتكاراً في العمل الحكومي على مستوى العالم».
وأضاف القمزي أن «(اقتصادية دبي)، ومؤسساتها، تعمل على تفعيل الابتكار والإبداع في ميادين العمل في مختلف الخدمات المقدمة إلى المتعاملين، من كبار المستثمرين ورجال الأعمال، فيما تركز إستراتيجية مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار على استقطاب الصناعات القائمة على المعرفة والابتكار»، معرباً عن ثقته بأن التعاون القائم حالياً مع شركة «هواوي» سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في حلول تقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات على جميع الصعد.
وتركز البرامج الرئيسة لمنصة «هواوي» للابتكار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تبادل الخبرات في تطوير الحلول المبتكرة والبحث المشترك في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومبادرات المدينة الذكية، وتستهدف دعم الصناعات المبنية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمواطني دولة الإمارات، وتوفير الخدمات الاستشارية والمبادرات ذات الصلة بالتكنولوجيا.
منصّة مثالية
بدوره، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، فهد القرقاوي، إن «اختيار شركة (هواوي)، وغيرها من الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إمارة دبي مقراً لمراكز الابتكار، يؤكّد المنصة المثالية والمكانة المتميزة التي تتمتع بها دبي في هذا المجال، إلى جانب تركيز القيادة الرشيدة وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على تحفيز الابتكار».
وأضاف أن «مركز (هواوي) للابتكار سيشكل عنصراً قيماً في تحقيق التكامل المستمر في مجال التكنولوجيا على مستوى الخدمات المقدمة بإمارة دبي، وتطوير وتنمية رأس المال البشري، وتدريب المواطنين وإكسابهم الخبرة في المجال، وإيجاد الحلول التقنية المبتكرة لمجتمع الأعمال الإقليمي والعالمي، ما يحقق بذلك تكاملاً اقتصادياً مبنياً على الابتكار.