في الحالة الطبيعية يغزو الشعر الأبيض الرأس على مشارف الأربعين من العمر فتظهر طلائعه في البداية على مشارف السالفين وجانبي الرأس قبل أن يمتد إلى مقدم الرأس ومن ثم إلى اللحية وبعدها إلى الشاربين. لكن الضيف الثقيل، أي الشعر الأبيض، قد يزحف إلى تضاريس الرأس في شكل مبكر، أي في سن الشباب، فيكون هنا بمثابة كابوس حقيقي لكل من يعاني منه، ذكراً كان أو أنثى.
لا شك في أن للوراثة والضغوط النفسية وبعض العوامل الهرمونية والأمراض دوراً في آلية وقوع الشيب المبكر، لكن يجب عدم إغفال دور سوء التغذية، الذي هو الآخر، يمكن أن يكون سبباً لإشعال شرارته. فمن المعروف أن بصلات الشعر تحتاج إلى عناصر غذائية ضرورية، أهمها الأحماض الأمينية، والزنك، والحديد، والنحاس، والكبريت، وفيتامينات المجموعة ب، فوجود نقص شديد في واحد أو أكثر من هذه العناصر يمكن أن يعجل بحلول الشيب المبكر.
لقد ساهمت الحياة العصرية التي يلجأ فيها الناس إلى المآكل السريعة بحدوث سوء التغذية، فهذه المآكل تتألف في شكل رئيسي من أغذية مصفاة فقيرة بالفيتامينات والمعادن والعناصر الأخرى التي يعتبر وجودها بكميات كافية أساسياً من أجل ضمان صحة مكونات الشعر والحفاظ على صباغ الميلانين الذي يعطيه اللون الطبيعي.
إن الوقاية من الشيب المبكر الناجم عن سوء التغذية يتطلب تناول وجبات تؤمن ما يكفي من البروتينات والفيتامينات والمعادن، خصوصاً معدن النحاس الذي يحافظ على إنتاج صباغ الميلانين الملون للشعر. من هنا أهمية التغذية الجيدة والمتوازنة التي تزود بصلات الشعر كل ما يلزمها من العناصر الغذائية التي تضمن تدفق المادة الصبغية الملونة للشعر، وهذه يمكن الحصول عليها بسهولة من خلال نظام غذائي يحتوي على اللحوم، والبيض، ومنتجات الألبان، والحبوب الكاملة، والمأكولات البحرية، والبقوليات، والمكسرات.