كم من شخص تذمّر من شخير من يشاركه غرفة نومه، وكم من حيلة لجأ إليها الشاخر أو المتذمّر في محاولة للحدّ من ذلك الصوت المزعج الذي يتسبّب بإرهاق أكّدته الأبحاث العلمية.
“من المستحيل النوم في الغرفة نفسها معه”. كثيراً ما تشكو نساء من شخير أزواجهن، فيما تقلّ نسبة الرجال المشتكين. والشخير الحاد، يترجم على شكل أصوات مزعجة في أوقات كثيرة، ترهق الآخر المستمع إليها.
الصوت المزعج ليس المشكلة الوحيدة هنا، فأحياناً كثيرة ينقطع نفس الشاخر للحظات قصيرة، الأمر الذي يضطر الشريك إلى هزّه بعنف ليستيقظ ويستعيد نفسه. ويُسأل عن علاج طبي للحد من تداعيات الشخير، خصوصاً أن أطباء متخصصين في أمراض الأنف والأذن والحنجرة حذّروا من احتمال ارتفاع الضغط بسبب الشخير لدرجة الوفاة المفاجئة.
يشرح الاختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة الدكتور أنطوان نعمة لـ”العربي الجديد”، أن “الشخير يحدث نتيجة تضيّق في المجاري التنفسية العليا، ويمنع وصول قسم من الهواء المستنشق إلى الرئتين. وهو يؤدي إلى ارتجاف في سقف الحلق أو في البلعوم أو أعلى الحنجرة، الأمر الذي يُحدث أصواتاً مزعجة خلال النوم”.
وعن تداعيات الشخير، يقول نعمة إن “ليس كل من يعاني من الشخير يصاب بمضاعفات، لكن ثمة أنواعاً من الشخير المصحوب باضطراب في النوم أو بتوقف في التنفس المؤقت تحتاج إلى علاج سريع. أما الأسباب فمتعددة ومنها السمنة، وزيادة حجم الرقبة، وتضيّق المجاري التنفسية العليا بدءاً من رجوع الفك السفلي واللسان إلى الخلف حتى أعلى الحنجرة، والتقدم في السنّ، والتدخين، والكحول، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وحساسية الأنف، وتضيّق الأنف أو انسداده، وزيادة في حجم اللوزتين، واللحمية، بالإضافة إلى أسباب أخرى”. ويلفت إلى أن الشخير يزداد عند الرجال أكثر من النساء، بحسب ما أشارت دراسات علمية أخيرة”.
ويتحدّث نعمة عن “حالات صحية تؤدي إلى زيادة قوة الشخير عند الإنسان. عندما يكبر على سبيل المثال، ترتخي العضلات خصوصاً في اللسان. ويزداد الأمر سوءاً عند الذين يعانون من البدانة، إذ تحدث ضغطاً على سقف الحلق وتضيّق مجاري الهواء. ولا ننسى الانكماش في عضلات الرقبة، خصوصاً هؤلاء الذين لديهم رقبة قصيرة المدى. إلى ذلك، يأتي تأثير الكحول والتدخين وقلة الرياضة أو الحركة البدنية. إلى ذلك، يزيد الشخير عند 15% من المصابين بالتهاب اللوزتين”