شهدت الشارقة خلال العام 2016 إطلاق العديد من المشاريع العقارية والسياحية، استمراراً للتطور الذي تشهده الإمارة، وتحقيقاً لنمو اقتصادي مستدام، ومساهمة في توفير بيئة اقتصادية داعمة للمشاريع الاستثمارية والاقتصادية القائمة في الإمارة.
واصلت الإمارة استقطاب العديد من المشاريع المتنوعة التي تؤكد مكانة الشارقة الاستثمارية الاستراتيجية، وذلك رغم الاضطرابات والتقلبات الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد العالمي والاقليمي في ظل تراجع أسعار النفط وتقلص الاستثمارات العالمية.
أطلقت شركة تلال العقارية بداية العام الجاري، أكبر مركز تسوق تجاري في الشارقة يحمل اسم «تلال مول»، على مساحة إجمالية تقدر بنحو مليوني قدم مربعة ضمن مشروع مدينة تلال الواقع في منطقة جوزيع على شارع الإمارات، بتكلفة تصل إلى أكثر من مليار درهم، حيث تبدأ الأعمال الإنشائية للمشروع خلال النصف الثاني من العام القادم 2017، على أن يفتتح رسمياً في العام 2019.
ويقع المشروع في وسط مدينة تلال ويطل على شارع الإمارات، وسيحتوي على فندق من فئة 4 نجوم، ويضم تلال بوليفارد، بالإضافة إلى حديقة مركزية تابعة للمشروع، حيث تسعى تلال إلى تحقيق الرؤية المستقبلية لإمارة الشارقة في القطاع العقاري.
ويشكل إطلاق «تلال مول» إضافة نوعية وجوهرية لمشروع مدينة تلال الواقع على شارع الإمارات (E611).
مشروع مليحة
دشنت هيئة الاستثمار والتطوير «شروق» مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية في مرحلته الأولى مطلع العام 2016، ليضيف قيمة أخرى إلى جملة ما تمتلكه وتديره الهيئة من مشاريع، وإلى المشهد السياحي والترفيهي للشارقة عموماً، حيث يشكل المشروع فئة جديدة كلياً من المشاريع السياحية التي لم تعهدها منطقة الخليج العربي من قبل، إذ يعد نموذجاً فريداً من نوعه يجمع بين التاريخ والطبيعة والثقافة وفن الضيافة الراقي لتقديم تجربة ترفيهية جديدة لعشاق المغامرة في أحضان الطبيعة، وقد بات المشروع يشكل نقطة جذب جديدة للزوار في المنطقة.
ويكتسب المشروع أهميته الكبيرة من كونه يحفظ تاريخ منطقة مليحة وتراثها العريق ويصونهما من الاندثار، إذ تعتبر مليحة، التي شهدت أول نشاط بشري منذ أكثر من 130 ألف عام، أهم المناطق ذات القيمة التاريخية في دولة الإمارات.
مواقع تاريخية
ويتكون المشروع من مرافق ومواقع تاريخية متنوعة، ويعد مركز مليحة للآثار، أبرز هذه المرافق، كونه يتيح للزائر التعرف إلى المنطقة من خلال تقنياته التفاعلية المتطورة، وموجوداته من اللقى والقطع الأثرية التي عثر عليها في المشروع.
وتتضمن المرحلة الثانية من المشروع إنشاء متنزه مليحة الصحراوي على مساحة 450كم مربعاً، وهو عبارة عن محمية للحياة البرية المحلية في منطقة المشروع، وسيتم إطلاق مجموعة من الحيوانات البرية فيها، مثل الطهر العربي والمها العربي وغزلان الصحراء وغزلان الجبال بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعة بالشارقة، كما ستتضمن المرحلة الثانية إنشاء مجمع التخييم الليلي، الذي سيجهز بالكامل لتلبية متطلبات محبي التخييم، إضافة إلى «استراحة مليحة»، وهي عبارة عن مبانٍ قديمة تعمل «شروق» على تجديدها وتطويرها وتجهيزها للمبيت والإفطار ضمن المشروع، وستدار من قبل مشغل فندقي متخصص في هذا المجال.
وسيتم أيضاً ضمن المرحلة الثانية إنشاء مرصد فلكي بالتعاون مع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وذلك لإتاحة الفرصة لهواة الرصد الفلكي للاستماع بمشهد النجوم والسماء من قلب مليحة.
وخصصت «شروق» في المرحلة الثانية ثلاث مناطق ضمن المشروع لإقامة فنادق ومنتجعات فخمة تخدم المنطقة والسياح، وسيتم عرض تلك المناطق أمام المستثمرين الراغبين بالاستفادة من الإمكانات والفرص الواعدة لمشروع مليحة والمنطقة الوسطى عموماً.
«زوايا ووك»
كشفت مؤسسة الطنيجي للعقارات عن إطلاق مشروع «زوايا ووك» الذي تم إطلاقه في وقت سابق من هذا العام الذي يرسم ملامح جديدة لمفاهيم التسوق في الشارقة، حيث يعد أول مجمع تجاري مفتوح في الشارقة، يتيح الاستثمار في المحال التجارية برأس مال في متناول الأيدي، حيث تعاونت مؤسسة الطنيجي العقارية مع مصرف إسلامي لتقديم خدمات تمويل المحال والمطاعم، بهدف توفير تجربة أكثر راحة لأصحاب المحال ويضم مشروع زوايا ووك مجمعاً تجارياً متكاملاً في منطقة الشهباء في الشارقة، وبإجمالي مساحة تزيد على 200 ألف قدم، يشمل أكثر من 90 محلاً تجارياً تبدأ مساحتها من 60 متراً، إضافة إلى بحيرة تزيد على 120 متراً، ومساحات خضراء وممشى يحيط بالمشروع بالكامل.
مخيم البداير الصحراوي
باشرت الهيئة ايضاً تنفيذ مشروع «مخيم البداير الصحراوي»، الذي من المتوقع أن يصبح أحد أبرز المشاريع الترفيهية الجديدة التي تحتضن خلفية خلابة من الكثبان الرملية الممتدة في المنطقة الوسطى لإمارة الشارقة، وذلك في إطار خطة الهيئة التطويرية الشاملة لمختلف مناطق إمارة الشارقة.
ويتضمن المشروع، الذي تصل تكلفة تطويره إلى 45 مليون درهم، على مساحة 24 ألف متر مربع، العديد من المرافق الترفيهية والخدمية التي تلبي مختلف احتياجات الزوار، وتشمل مخيماً صحراوياً، ونزلاً، ومجموعة من المطاعم والمقاهي، ومسرحاً للفعاليات والترفيه الحي، إضافة إلى مسجد، وعدداً من الخيام والأكواخ، والمحال التجارية الصغيرة، فضلاً عن مواقف للسيارات والحافلات.
ويقدم «مخيم البداير الصحراوي»، الواقع على بعد 40 دقيقة من مدينة الشارقة، الفرصة لزواره لاستكشاف المعالم البرية وخوض المغامرات الصحراوية في الهواء الطلق، وسط أجواء مفعمة بالنشاط والتحدي، كما يضم المشروع ساحات خارجية مفتوحة وصالات بأسلوب المجلس التقليدي، لتوفير أجواء تبعث على الراحة والاسترخاء لضيوفه ومرتاديه.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-hmc