بقلم: محمد فهد الشوابكه
تُعد المملكة الأردنية الهاشمية من أبرز الوجهات العالمية في مجال السياحة العلاجية، إذ استطاعت بفضل مزيج فريد من المقومات الطبيعية والبنية التحتية الطبية المتقدمة أن تجذب آلاف الزوار الباحثين عن الراحة والشفاء. يشتهر الأردن بموارده الطبيعية الاستثنائية التي تمنح الزائرين تجربة فريدة، فالمنطقة المحيطة بالبحر الميت، والتي تعدّ أخفض نقطة على سطح الأرض، تُعتبر من أبرز المحطات السياحية العلاجية في المملكة. يتميز البحر الميت بتركيزه العالي من الأملاح والمعادن التي تُستخدم لعلاج الأمراض الجلدية وتحسين صحة البشرة، إلى جانب الطين الأسود الغني بالعناصر المفيدة. كما تشكل ينابيع المياه الحارة مثل حمامات ماعين وحمامات عفرا وجهات مثالية لعلاج أمراض العظام والمفاصل بفضل خصائصها المعدنية والطبيعية الفريدة.
إلى جانب هذه الموارد الطبيعية، يتمتع الأردن ببنية تحتية طبية متقدمة تجعل منه خيارًا مثاليًا للسياحة العلاجية. يضم الأردن مستشفيات ومراكز طبية مجهزة بأحدث التقنيات، وتشرف عليها كوادر طبية ذات خبرة عالمية معترف بها. هذا المستوى من الاحترافية أكسب المملكة سمعة مرموقة على الصعيد الإقليمي والدولي في معالجة الحالات المعقدة مثل جراحات القلب المفتوح وزراعة الأعضاء. كما أن جودة الخدمات المقدمة تقترن بتكلفة تنافسية، مما يعزز من جاذبية الأردن كوجهة علاجية.
لا تنحصر تجربة الزائر في الأردن على العلاج فقط، بل تتجاوز ذلك إلى استكشاف إرث ثقافي وتاريخي غني. يمكن للزائرين الاستمتاع بزيارة البتراء، تلك المدينة الوردية المنحوتة في الصخر والتي تُعدّ إحدى عجائب الدنيا السبع، أو الاسترخاء في وادي رم الذي يُعرف بجمال طبيعته الخلابة، أو زيارة المواقع الدينية المقدسة مثل المغطس، حيث يُعتقد أن السيد المسيح تم تعميده. هذه المزارات تمنح السياح مزيجًا من العلاج الجسدي والنفسي، مع فرصة للتواصل مع تاريخ وثقافة المنطقة.
ورغم النجاح الذي حققه الأردن في هذا القطاع، فإن التحديات التي يواجهها تتطلب مزيدًا من العمل لتطويره بشكل أكبر. يتطلب ذلك تعزيز حملات التسويق العالمية وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية التي تخدم السياحة العلاجية، إلى جانب اعتماد تقنيات حديثة لتحسين تجربة الزوار وجعلها أكثر سهولة وسلاسة.
بفضل هذه المقومات الطبيعية والبشرية، يبقى الأردن نموذجًا عالميًا في تقديم تجربة سياحية علاجية متكاملة، مما يعزز مكانته كوجهة مثالية تجمع بين الراحة والشفاء في قلب الشرق الأوسط.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JM7