مال وأعمال … خاص
د.محمد خريس
السمنة …. أسبابها , مضارها و علاجها.
السمنة, هي واحدة من الحلات الطبية الاكثر شيوعا في المجتمعات الغربية و حديثا في مجتمعنا الشرقي. إن تعريف الإنسان المصاب بالسمنة، هو الإنسان الذي يملك انسجة دهنية و كتلة جسمه (BMI) تتعدى ال 30كغم/م2.
تحتسب كتلة الجسم (BMI) عن طريق تقسيم الوزن على تربيع الطول.
BMI = الوزن (كغم) / الطول (م) 2
لهذه الأنسجة الدهنية الزائدة عند الإنسان, عواقب صحية وخيمة مثل السكري, إرتفاع ضغط الدم, إرتفاع مستوى الدهنيات بالدم و ألم الركب والظهر و المفاصل.
أسباب و عوامل السمنة.
لقد كانت السمنة حتى وقت قريب مرتبطة بنمط حياة كسول (يعتمد على الجلوس) وإستهلاك زائد للسعرات الحرارية بشكل متواصل.
ولكن اليوم، معروف بان أسباب السمنة هذه مهمة، ولكن هناك أيضا عوامل وراثية مختلفة تلعب دوراً في حدوث السمنة.
مضاعفات السمنة.
ترتبط السمنة بإرتفاع معدلات الوفيات والمرض في جميع مجتمعات العالم.
يوجد هناك عدد كبير من الأمراض التي تكون أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، مثل, إرتفاع ضغط الدم، داء السكري من النوع الثاني، إرتفاع مستوى الدهنيات في الدم، أمراض الشرايين التاجية, أمراض المفاصل, و الإضطرابات النفسية و الإجتماعية.
كما يعاني مريض السمنة من أمراض الرئة وإضطرابات الغدد الصماء المختلفة (Endocrine disorders), إنقطاع النفس أثناء النوم (Sleep apnea) و إضطرابات في افراز الهرمونات. و تكون النساء اللواتي يعانين من السمنة أثناء الحمل، أكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات الولادة والحمل.
طرق علاج السمنة.
- أتباع حمية غذائية خفيفة السعرات الحرارية:
يمكن إتباع تقنيات مختلفة من الأنظمة الغذائية، التي تؤدي لفقدان الوزن والاأنسجة الدهنية الزائدة.
ولكن أظهرت الدراسات أن 20 % فقط من المرضى، قادرين على علاج وإزالة 6 كغم من و وزنهم و الحفاظ على الوزن لمدة عامين.
- مساعدة الحمية الغذائية باخذ أدوية تساعد على حرق الدهون و تخفيف من الشهية للأكل:
تعتبر هذه الحبوب وسيلة مساعدة للبرنامج الغذائي الصحي و الرياضة في إنزال وزنك و الوصول إلى طموحك, و لكنها ليست مجدية لوحدها.
كما وأنه من الضروري عدم أخذ هذه الأدوية من غير وصفة طبية أو إستشارة طبيب.
- الخضوع لعمليات السمنة بالمنظار الجراحي:
تستهدف هذه العمليات شريحة المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة, أي كتلة جسمهم (BMI) تتعدى ال 35 كغم / م2.
تساعد هذه العمليات المرضى في تخفيف كمية الأكل التي يتناولوها, تقلل من الشعور بالجوع و تخفف الشهية و بعضها يساعد أيضاً في التخلص من الأمراض المصاحبة للسمنة مثل السكري من النوع الثاني, إرتفاع ضغط الدم الكولستيرول و ألام الركب و المفاصل و الظهر.
- البالون (المائي)
يعد هذا التدخل حل مبدأي لموضوع السمنة لدى المريض. يقوم الجراح بإنزال بالون إلى المعدة عن طريق الفم, يحقن البالون بسائل و بالتالي يأخذ حيز من المعدة, مما يؤدي الى تقليل كمية الأكل التي يستطيع المريض تناولها.
يجرى هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي و يساعد على إنقاص من 10 الى 15 كيلو خلال 6 أشهر.
يجب إزالة البالون بعد مرور 6 أشهر على وضعه.
- ربط / حلقة المعدة
يعد هذا الإجراء إحدى الحلول الجذرية للسمنة. حيث أن يقوم الجراح بوضع حلقة على أعلى المعدة عن طريق المنظار الجراحي تحت التخدير الكامل.
تبقى هذه الحلقة على المعدة و هي بحاجة الى تدييق كل 4 الى 6 اسابيع للمحافظة على نزول الوزن.
لا داعي لإزالة الحلقة عن المعدة بعد فترة معينة من الإجراء.
ج- قص / تكميم المعدة
تعد هذه العملية حل جذري و أبدي لموضوع السمنة. حيث أن يقوم الجراح بقص جزء من المعدة و إستأصال الجزء المقصوص خارج الجسم, عن طريق المنظار الجراحي و تحت التخدير الكامل.
الجزء المقصوص هو الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الشهية و الجزء المسؤول عن تخزين الأكل بالمعدة. لذلك تساعد هذه العملية الحد من الشهية و الرغبة المتواصلة للأكل.
أثبتت الدراسات العديدة أن هذه العملية تساعد المريض على التخلص من السكري من النوع الثاني, إرتفاع ضغط الدم و العديد من الأمراض الأخرى الناتجة عن السمنة.
هذا الإجراء غير رجعي, حيث أن الجزء المستأصل من المعدة لا يمكن إعادته للجسم.
يأخذ المريض مكملات غذائية لفترة محدودة بعد العملية.
د- تحويل المسار المعدة و الأمعاء (الكلاسيكي و المصغر)
يقوم الجراح بترشيح هذا الإجراء على الذين يعانون من السمنة الفرطة, وخاصة الذين يعشقون الأكل الحلو و السكريات. حيث أن يقوم الجراح بتحويل مسار الأمعاء لتفادي إمتصاص المواد الغذائية من الأكل و بالتالي مساعدة المرضى على إنقاص وزنهم.
يجب على المريض الإلتزام بتعليمات الجراح و تناول الفيتامينات و المكملات الغذائية المصروفة له من قبل طبيبه المشرف على حالته لتعويض النقص الذي قد ينتج من هذه العملية.
تعديل على عمليات جراحية سابقة للسمنة
في بعض الأحيان, بعد مرور عدة سنوات على خضوع المريض على عملية قص المعدة أو تدبيس المعدة أو تحويل مسار الأمعاء, يضطر المريض الخضوع لعملية مرة أخرى “اعادة العملية” بسبب عدم وصوله للوزن المثالي أو الوزن الذي يطمح بالوصول اليه.
لا يوجد سبب واحد معين الذي يقود المريض الى الخضوع للعملية مرة أخرى. قد يكون بسبب عدم إلتزامه بتعليمات الجراح و أخصائية التغذية من ناحية الأدوية أو الغذاء بعد العملية. قد تكون بسبب عدم تركه لعاداته الصحية الخاطئة التي تعود عليها قبل العملية مثل الأكثار من الأكل والإستفراغ المتعمد أو شرب الغازيات أو أكل الحلويات بشكل دائم.
نستطيع إعادة عملية للمريض أو تغير العملية و عمل عملية تختلف عن التي خضع لها آملين ان هذا التدخل الجديد سوف يساعد المريض بإنزال وزنه و إعادة أعطاءه الأمل للوصول للهدف.
هناك حالات لا يلزم إعادة التدخل بها, و لكنها تختلف من حالة إلى أخرى. و لذلك, نحدد الإجراء الأنسب للمريض بعد الفحص و معرفة الحالة الصحية الكاملة له.