من المتوقع أن ينمو اقتصاد المملكة العربية السعودية بنسبة 1.5% و4.6% في عامي 2024 و2025 على التوالي، وفقًا لتحليل أجراه صندوق النقد الدولي.
وأظهر أحدث تقرير لها أن النمو الاقتصادي المتوقع للمملكة للعام المنتهي في 31 ديسمبر 2025 هو ثاني أعلى معدل بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي هذه التوقعات بعد يومين فقط من توقع البنك الدولي أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 1.6% هذا العام، ويتسارع إلى 4.9% في عام 2025.
وتتجاوز تقديرات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي التوقعات الواردة في بيان ما قبل الميزانية السعودية الصادر في 30 سبتمبر/أيلول، والذي توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 0.8% في عام 2024، بدعم من نمو الأنشطة غير النفطية، والمقدر أن تنمو بنسبة 3.7%.
وفي سبتمبر/أيلول، أكد تقرير أصدرته وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز جلوبال أيضًا على مرونة الاقتصاد السعودي وتوقع أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نموًا بنسبة 1.4% في عام 2024، مع تسارع إلى 5.3% في عام 2025.
وذكرت الوكالة الأميركية أن النمو الاقتصادي للمملكة سيحظى بدعم من استراتيجيتها للتنويع لتعزيز القطاع الخاص غير النفطي وتقليص الاعتماد على عائدات النفط الخام.
وأضافت ستاندرد آند بورز جلوبال أن تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من المرجح أن تفيد الأسواق الناشئة مثل السعودية، التي تتمتع بأساسيات نمو قوية وتدفقات رأسمالية متزايدة.
التوقعات الإقليمية
وبحسب صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 2.1% هذا العام، قبل أن يتسارع إلى 4% في عام 2025.
وأضاف صندوق النقد الدولي أن اقتصاد الإمارات، جارة المملكة الخليجية، من المتوقع أن ينمو بنسبة 4% و5.1% في عامي 2024 و2025 على التوالي.
ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد القطري بنسبة 1.5% في عام 2024 و1.9% في عام 2025.
وبحسب صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن ينكمش اقتصاد الكويت بنسبة 2.7% في عام 2024، قبل أن يتسارع إلى 3.3% في الأشهر الـ12 التالية.
ومن المتوقع أن تشهد عُمان نمواً اقتصادياً بنسبة 1% و3.1% في عامي 2024 و2025 على التوالي، في حين من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للبحرين بنسبة 3% و3.2% خلال الفترة ذاتها.
وقال صندوق النقد الدولي: “في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، أدت الاضطرابات في إنتاج وشحن السلع الأساسية – وخاصة النفط – والصراعات، والاضطرابات المدنية، والأحداث الجوية المتطرفة إلى تخفيض التوقعات لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.
التوقعات العالمية
وبحسب صندوق النقد الدولي، فقد تحسن النمو العالمي لكنه لا يزال يواجه تحديات في الأمد المتوسط.
وتوقع التقرير أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2% في عامي 2024 و2025.
وقال بيتيا كويفا بروكس نائب مدير البحوث في صندوق النقد الدولي قبيل صدور التقرير: “لقد كان الاقتصاد العالمي مرناً للغاية ونحن نتوقع أن يبلغ معدل النمو 3.2% هذا العام والعام المقبل. ولكن النبأ غير السار هو أنه في الأمد المتوسط، ما زلنا نتوقع نمواً ضعيفاً يتجاوز 3% بقليل”.
وأضافت الوكالة المالية التابعة للأمم المتحدة أن الهند هي إحدى الدول الناشئة التي من المتوقع أن تنمو بشكل كبير في السنوات المقبلة.
وبحسب التقرير، من المقرر أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للهند بنسبة 7% في عام 2024 قبل أن يتباطأ بشكل طفيف إلى 6.5% العام المقبل.
ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 4.8% و4.5% في عامي 2024 و2025 على التوالي.
وبشكل عام، من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.2% في عامي 2024 و2025.
وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن النمو الاقتصادي للاقتصادات المتقدمة سيسجل نموا هامشيا بنسبة 1.8% في كل من عامي 2024 و2025، مقارنة بـ1.7% في عام 2023.
من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.8% هذا العام قبل أن يتباطأ إلى 2.2% في عام 2025.
ومن بين الاقتصادات المتقدمة، من المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.1% و1.5% في عامي 2024 و2025 على التوالي.
وأضاف صندوق النقد الدولي أن استمرار الحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط يؤثران سلبا على النمو الاقتصادي في المستقبل.
وأضافت كويفا بروكس: “حسنًا، على عكس المرة الماضية، نعتقد أن المخاطر تميل إلى الجانب السلبي. وتتمثل المخاطر السلبية الرئيسية التي نراها في تصعيد الصراع الجيوسياسي أو زيادة الحمائية التجارية، أو ضعف أسواق العمل أكثر مما نتوقعه في الأساس، أو تجدد الاضطرابات في الأسواق المالية”.
وقال التحليل إن التضخم العالمي من المتوقع أن ينخفض من متوسط سنوي قدره 6.7% في عام 2023 إلى 5.8% في عام 2024 و4.3% في عام 2025، مع عودة الاقتصادات المتقدمة إلى أهداف التضخم في وقت أقرب من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
وأضاف التقرير أن أسعار السلع استقرت عالميا، لكن التضخم في أسعار الخدمات لا يزال مرتفعا في العديد من المناطق.
وقال صندوق النقد الدولي إن “الاختلالات الدورية تراجعت منذ بداية العام، مما أدى إلى تحسين التوافق بين النشاط الاقتصادي والناتج المحتمل في الاقتصادات الكبرى. ويؤدي هذا التعديل إلى تقريب معدلات التضخم عبر البلدان، وفي المحصلة النهائية، ساهم في خفض التضخم العالمي”.
وسلط التقرير الضوء أيضا على أهمية إدخال إصلاحات هيكلية منتجة، والتي تعد ضرورية لرفع آفاق النمو في الأمد المتوسط.
ومع انحسار الاختلالات الدورية في الاقتصاد العالمي، أضاف صندوق النقد الدولي أن أولويات السياسة في الأمد القريب ينبغي أن تتم معايرةها بعناية لضمان هبوط سلس.
وأكد التقرير أيضا أن التخفيف من مخاطر التفتت الجيواقتصادي وتعزيز الأطر المتعددة الأطراف القائمة على القواعد أمران ضروريان لضمان قدرة جميع الاقتصادات على جني فوائد النمو في المستقبل.
وقال كويفا بروكس “لدينا ثلاث توصيات سياسية رئيسية. تتعلق الأولى بالسياسة النقدية التي يجب على البنوك المركزية أن تتجه نحو تقديم المزيد من الدعم للنشاط حيث يكون التضخم تحت السيطرة”.
وأضافت: “الأمر الثاني يتعلق بالسياسة المالية التي نرى فيها الحاجة إلى توحيد السياسات بطريقة موثوقة وتتم بطريقة تحافظ على النمو. أما الأمر الثالث فيتعلق بتعزيز النمو في الأمد المتوسط من خلال تنفيذ إصلاحات هيكلية لزيادة الإنتاجية وتوفير العمالة”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-Jnq